الأقباط متحدون - قراءة خاصة في أحلام فترة النقاهة عند نجيب محفوظ
أخر تحديث ١١:٠٦ | الثلاثاء ٢٦ يناير ٢٠١٦ | ١٧طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨١٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

قراءة خاصة في أحلام فترة النقاهة عند نجيب محفوظ

أحلام فترة النقاهة عند نجيب محفوظ
أحلام فترة النقاهة عند نجيب محفوظ

 بقلم - الشربينى الأقصرى
فى البداية أؤكد على كلام أستاذنا الفاضل: (يوسف القعيد )فى مقاله المنشور ببعض الصحف اليومية تحت عنوان: (يوسف القعيديقول: ثورة 25 يناير ظلمت نجيب محفوظ).

نعم صدقاً وحقاً ما قلته أستاذى الفاضل. وأحب أن أضيف إلى قولك مايأتى : إن ثورة 25 يناير2011 م لم تنصف أديبنا الكبيرالراحل الأستاذ (نجيب محفوظ)بل وليس هذا فحسب إن الأديب الراحل ( نجيب محفوظ) لم يظلم من ثورة 25 يناير 2011 م، وإنما ظلم من جميع الحكومات والأنظمة فى مصرعلى مر العصور بل ونستطيع أن نقول عنه :إنه ( أديب ظلمه قومه وعصره).

وليعلم جميع (ثوار)مصر الحقيقيين وجميع أحرار وثوار العالم أن ثورتهم هذه دعت إليها وبشرت بها أعمال الأديب الراحل (نجيب محفوظ )، وبكل صدق نقول إن أعمال الأديب الراحل (نجيب محفوظ )كانت وما تزال المحرك الأساسى لجميع (الثورات )فى مصر وفى العالم المغبون . وأحب فى هذه العجالة البسيطة والسريعةأن أحكى عن البعض اليسير فى (أحلام فترة النقاهة ) عند الأديب الراحل (نجيب محفوظ) والتى هى كغيرها من أعمال (نجيب محفوظ) التى سبقت عصرها.

هذه الأعمال التى دعت إلى الثورة وجعلتها أملاًوحلماً بل جعلتها كمطلب شعبى لتحقيق الحرية والعدالة والمساواة.

أعمال (نجيب محفوظ) سبقت عصره فكانت مبشرا(للثوار) ونذيرا(للطغاة) بالثورة. (ثورة الجياع والمظلومين والمحرومين والمهمشين)، إنها ثورة هؤلاء (الحرافيش )هذه الثورةالتى كانت حلماًعند (نجيب محفوظ).

أحياناً يقف الانسان حائرا أمام البعض من أمثالنا الشعبية رغم بساطتها لأنها ذات أبعاد فلسفية عميقة تعبر عن فلسفة الحياةوخلاصة التجارب عندالشعوب . تقول بعض هذه الامثال:( الجعان يحلم بسوق العيش ) والتعبير عن الجوع متجسد فى احلام (نجيب محفوظ)وفى بعض اعماله نرى أن (الجوع وحشاً كاسراً) وكافراً بالواقع . إنه الجوع بشتى صوره وألوانه الاقتصادية (كالطعام) والاجتماعية (كالجنس) والسياسية (كالحرية).

ولان أديبنا الكبير كان جائعا جوعا شديدا للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية عدالة (عاشور الناجى) سليل (الجبلاوى) لاهل الحارة(الحرافيش) .تلك العدالة القائمة على المبادىء والقيم والاخلاق الاصيلة لدى الشعب المصرى . (الفتونة اخلاق ) هكذا وردت هذه العبارة على لسان (الفتوة) احد ابناء(عاشور الناجى)عندما قاوم الفتوة الظالم فى الحارة وانتصر عليه .ان حرافيش نجيب محفوظ ثاروا وتغلبوا على (الفتوة)الجبارالظالم المتكبرالذى فرض عليهم الديون وحملهم بالهموم هذا (الفتوة )الذى ربما يكون هو (الحاكم) الظالم مهما كانت أسمائه ومسمياته وتعددت صوره وأشكاله .

(نجيب محفوظ ) فى أحلامه هو هذا المواطن (الجائع) الذى يحلم (بسوق العيش) رمز الحرية والعدالة. كان(نجيب محفوظ) يحلم بهذا التحرر الثورى للحرافيش على ارض الواقع وعندما خذله هذا الواقع المرير.
حققه فى احلامه (احلام فترة النقاهة)وعادة ما تتحول هذه الاحلام الى كوابيس فهو دائما يرى الموتى فى صورة احياء واحيانا يرى الاحياء فى صورة موتى .واحيانا تتحول الصور فى الاحلام الى افعال اشبه ما تكون بالمعجزات او الخوارق .الصور التى يعجز المرء عن تحقيقها فى الواقع. انها المعجزات فى الاحلام التى تتحول الى (الثورات) فى الواقع .

ولان( نجيب محفوظ)قد يئس من القيل والقال فى عالم الواقع العربى بصفة عامة والواقع المصرى بصفة خاصة هرب بذاته الى (احلامه )يحقق فيهامايريد من طموحاته أوأنه كان يرى فى احلامه (البلادالمحجوبة )التى حلم بها (جبران خليل جيران ).

او هى (المدن الفاضلة)عند افلاطون و الفارابى او ربما تكون (يوتوبيا)توماس مور . وقد تجنح به احلامه الى شىء من عالم (ابى العلاء المعرى )فى رسالة الغفران بين (الجنة والنار)فالثواب والعقاب شيئان متلازمان عند ابى العلاءالمعرى ولكن فى احلام نجيب محفوظ التى ترى (الجنة)لانصار الحرية والعدل والمساواة .

وترى (النار) للطغاة والديكتاتوريين والظالمين، ولكى تكتمل مسيرة الحلم عند (نجيب محفوظ ) وتتحقق المساواة ويسود العدل بمفاهيمه السياسية والاجتماعية والاقتصادية لابد من العودة مرة اخرى الى الحارة ولكن هذه المرة هى(عودة الروح)الجديدةروح(ثورة الحرافيش) ان جاز لنا هذا التعبير إنها الروح المنتصرة هذه الروح التى لا تحمل الحقد والكراهية لأحد بل هى روح تسودها المحبة والتعاون .

روح مليئة بالامل مشغولة بالعمل روح البناء والتعمير لاروح الهدم والتخريب . هذه الروح التى يجب ان يتحلى بهاجميع أبناء الوطن أو (حرافيش)الحارة . حارة أو حيرة استاذنا (نجيب محفوظ ).

وفى النهاية تعود روح عاشور الناجى وتبعث من جديد كرمز للحاكم العادل(رمز الخير) الذى على يديه ومع (حرافيشه) تتحقق الحرية والمساواة والعدالة. أما (درويش)او (ابليس) هذا الديكتاتور الطاغية المستبد ( رمز الشر) يذهب الى الجحيم إنه كرمز للحاكم الظالم الذى تسقطه ثورة الحرافيش.

إلى اللقاء فى بقية الدراسة مع الجزء الثانى.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع