الأقباط متحدون - الوحدة المسيحية .... ماذا تعني.. ! ؟؟
أخر تحديث ١٩:٢٢ | الخميس ٢٨ يناير ٢٠١٦ | ١٩طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٢١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الوحدة المسيحية .... ماذا تعني.. ! ؟؟

نبيل المقدس
        مَنْ لا يعرف أن الوحدة المسيحية هي أعظم شهادة لرسالة المسيح في العالم , وأوثق برهان لمحبة الأب الخالصة , يصير مسيحيا من نوع أخر .. غير التي يقصدها الرب يسوع المسيح . فالرب يقصد ما قاله الوحي في إنجيل يوحنا 17 : 23 " 23أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي." فحينما يتم إستعلان المسيح فينا .. نصير واحدا فيه .. فنشارك ألامه , وهنا أحب أن اقول ان هذه الألام واحدة لكل الطوائف لأن لنا مسيح واحد تألم من أجل الكل .. وأن هذه المشاركة لكل الطوائف لأن لنا شريك واحد في المسيح الذي رفع بموته وصعوده خطايا العالم كله . وهنا يظهر بكل وضوح , وللأسف الشديد أن عدم وجود الوحدة المسيحية , ضياع الفرصة من العالم لكي يؤمن برسالة المسيح , وفقدان الأمل من الكنيسة لإنسكاب محبة الآب في جماعة المؤمنين . فالوحدة هي العامل الوحيد لجذب العالم إلي الإيمان بعمل المسيح الكفاري علي الصليب .

       الوحدة المسيحية , هي وحدة مقدسة في المسيح والأب .. وهي هبة سماوية .. وليست حكرا لطائفة معينة من الطوائف المسيحية .. بل هي لا تتطلب إلا أن يخضع من نال هذه النعمة ألقيام بالشكر , ويبرهن إستحقاقه لها بالطاعة الباذلة للجسد ومشيئته حتي المنية ... كما أن المحبة الصادقة بين الطوائف المسيحية تكون محبة صادقة عديمة الغش , حتي يستعلن الله ذاته وحضوره بلا مانع في قلوب أعضاء الكنائس المختلفة " مجموعة المؤمنين ".

        من المعروف تماما عند كل مؤمن مسيحي أن المسيح أتي من السماء , لكي يرفع خطيئة أدم عن الإنسان .. لم يأتي لكي يلقي علينا دينا أو ملة ... لم يأتي لكي يضع علي رؤوسنا سيف الشريعة .. بل ازاح الشريعة بعيدا وإستبدلها بشريعة الحب والمحبة .. هذه هي المسيحية , بالرغم أن الوحي نفسه لم يذكر كلمة الديانة المسيحية .. في الكتاب المقدس .. فمن اين جاءت الطوائف وأسمائها العديدة ؟؟ .. بالرغم ان كلنا واحد في المسيح .

       أنا لا انكر التقاليد والطقوس الدينية لأي طائفة .. بل احترمها وأقدرها .. وطالما من وجهة نظرهم تُمارس لرفع اسم مجد الرب فأهلا بها .. لكنها لا تعمل هذه التقاليد والطقوس علي تقسيم الديانة المسيحية إلي ملل أو مذاهب .. فأكيد  بإتمام ممارستها هو من اجل محبة الغير ومن اجل وحدة الملل ..  القصة التي حدثت منذ ايام برفض إحدي الكهنة لطائفة معينة الصلاة علي شخص مات من مذهب مختلف عنه ..  فكرتني بالمثل الذي قاله يسوع عن مجيئه لجميع الطوائف حتي ولو كانت عدوة .. هذا المثل هو ما يُطلق عليه " بالسامري الصالح " لوقا 10 : 30 – 37 ...  نستفيد من هذا المثل : أنه كما فعل السامري، هكذا اظهر الرب يسوع رحمة ونعمة عجيبتين. انه حقاً كان لطفاً عظيما من سامري "محتقر " أن يكون نافعا بمساعدته ليهودي كان محتاجاً. لكن كان لطفاً اعظم بكثير من رب الحياة والمجد أن يتألم، وتنزف دماؤه ويموت من اجل عالم مليء بخطاة أشقياء مثل هذا الشخص ايا كان من هو الذي رفض أن يتم الصلاة علي جثمان من غير طائفته . ولقد أشاد الرسول بولس بهذا العمل العجيب عندما كتب قائلاً: "فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح انه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا انتم بفقره" (2كورنتوس 9:8). نعم، لقد افتقر يسوع ليغنينا روحياً.

         المشكلة فينا كمؤمنين أننا نعتقد أن الصلاة علي الميت تغفر له الخطايا .. وكثير من العائلات الميسورة تدعو عدد كبير من القساوسة ذو المقامات العالية , واكثرهم شهرة للصلاة علي فقيدهم فاكرين انهم أوصلوا روح الفقيد علي ابواب السما .. مع العلم ان بعد الموت لا ينفع شفاعة أو صلوات للفقيد .. فقد اصبح روح الفقيد بين يدي الديان, ولا نعرف مصيرها . فلا صلاة القساوسة ولا ممارسة شعائر الوفاة تفيد الفقيد بشيء .. كما لا تفيد صلوات طائفة معينة تعتبر نفسها هي الحق الأوحد , اي بدونها يذهب الفقيد إلي نار جهنم .. فقد فات الميعاد وأتي وقت الدينونة .. لا بيد طائفة أو أحد يقدر أن يحنن الرب عليه .. هذا لو هو خاطيء أو غير مؤمن بعمل اللة .. كما اننا لا نتدخل في امور روحية تبدو غير واضحة امامنا .. فهذا عمل الله فقط .. وما أتأسف له أن أجد كل مَنْ يعظ في وقت العزاء يتكلم عن أخلاقيات المرحوم الطاهرة في عالم الدنيا .. ويتحدث أن ابواب السماء تفرح به الأن . مَنْ أعطاك هذا السماح أو الإذن أو المعرفة أن روح الميت اصبحت في أحضان الأب . ؟؟

       يقول متي المسكين أن الإتحاد أو الوحدة التي يطلبها لنا المسيح فيما بيننا , ثم فيما بيننا وبين الآب , هي وحدة تتناسب قبل كل شيء مع تفردنا وإختلاف أجناسنا وتباين طبائعنا , فنحن متساوين في كياننا الداخلي .. في اي شيء البتة , إلاّ في الخطية والعجز والقصور الروحيين.

      أخيـــرا .. لي سؤال أحببت أن أردده معكم ... مَنْ الأحق في السماح داخل الكنيسة للصلاة , المتوفي الذي عاش طول عمره يزني أم الشخص الذي عاش طاهرا شريفا لكنه من ملة تختلف عن ملة هذه الكنيسة التي ترفض ...!!!؟؟؟؟


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter