د. مينا ملاك عازر
في هذا المقال نعود لما تعودنا عليه في نهاية كل شهر حين ننحي السياسة جانباً، ونترك الهم الاقتصادي والفني ونتحدث في أمور لا تهمك ولا أقصد أنها ليست ذات أهمية ولكن حين أقول أنها لا تهمك أي لا تأتي عليك بالهم.
 

إتفضل حضرتك بص لكل الثورات التي حدثت في العالم تلاقيها كلها بتحصل عشان الناس مش راضية، يا الجيش مش راضي، فيقوم بانقلاب ويسميه ثورة، يا الشعب مش راضي فيقوم بثورة ويسميها ثورة أو يقوم بانتفاضة ويسميها ثورة أو يقوم بثورة وتفشل فيسميها الحاكم بانتفاضة الحرامية، في كل الأحوال لو حضرتك مش من أنصار ثورة يناير هم من أنصارها والدستور في دباجته من أنصارها ولو حضرتك من أنصار ثورة يناير المتآمر عليها، أحب أقول لحضرتك منور لإنك من الناس إلليإتضحك عليهم وإتاخد منهم ثورتهم.
 

وفي كل دول العالم تقوم الثورات لتسيل الدماء، وتسيل الدماء لتقوم الثورات، وكأن المداد الحقيقي الذي تكتب به الثورات هو الدماء والوقود الذي يشعل الثورات الدماء، فمن دماء خالد سعيد لدماء شهداء الاتحادية الذي من بينهم الحسيني أبو ضيف وحتى دماء أهل بورسعيد كاسري الحظر تقوم الثورات، ولو عدت للخلف دون أن تنظر للوراء حتلبس أكيد في حيطة، لكن لو نظرت للخلف حاتنظر دماء سالت في مذبحة الشرطة في الإسماعيلية على يد الإنجليز ومن بعدها في القاهرة على يد الإخوان بحريق القاهرة، فقامت ثورة يوليوإللي كانت حركة داخل الجيش ثم قلبت بجد.
 

ومن الحركات للثورات يتحرك التاريخ ببطء ليراه الناس لكن أحد لا يرى التاريخ ولا أحد يستوعبه، فنكرر الأخطاء بحماقة مبالغ فيها وببلاهة مكروهة، وعلى كل الأحوال منذ أن اقتحم الحمساويين حدودنا وحرروا مساجينهم بسجوننا وسط صمت من مديري البلاد وحتى لحظة قصاصنا منهم جرى في النهر ثورة واحدة لأن الأولى قد قامت قبل اقتحامهم ليقتحموا الحدود فيشوهون ما قام، ويجلسون ما وقف ويخربون ما كنا نحلم ببنائه.
 

وفي بلادنا لا أحب البرد القارص ولا الحر الحارق، ولكن أحب بلادي وثوار بلادي وشهداء بلادي لذا تجدني أحب شهداء الشرطة، وأمجد شهداء قتلتهم الشرطة وأتعظ، وأقول كله فاني مش مستاهلة صراع مع أهل بلادي، المهم نتصارع لأجل بلادي، ومن هنا أزعق وأنادي أنا باحبك يا بلادي، أشوفكم الشهر الجاي إن عشنا وكان لنا نشر.
 

المختصر المفيد كل الثورات أدت لتعزيز سلطة الدولة "ألبيير كامى"