الأحد ٣١ يناير ٢٠١٦ -
١٨:
٠٨ م +03:00 EEST
الاحتفال بعيد مؤسس الرهبنة في العالم بـ\"بوش
بني سويف - جرجس وهيب
أحتفل دير الأنبا انطونيوس بمركز ناصر (بوش) بمحافظة بني سويف، بعيد القديس العظيم الأنبا انطونيوس أبو الرهبان، مؤسس الرهبنة في العالم حيث رأس القمص فام الانطونى وكيل دير الأنبا انطونيوس، ومجمع رهبان الدير القداس الأول للعيد والقمص باسليوس الأنبا بولا وكيل دير الأنبا بولا بناصر، ومجمع رهبان دير الأنبا بولا وكهنة كنيسة مار جرجس بناصر قداس أخر.
وأكد القمص فام الانطونى، وكيل دير الأنبا انطونيوس بناصر، أن هذا تقليد متبع منذ زمن كبير، بحيث يصلى رهبان دير الأنبا بولا عيد القديس الأنبا انطونيوس، ويصلى رهبان دير الأنبا انطونيوس قداس عيد القديس الأنبا بولا، ما يؤكد عمق العلاقة الأزلية بين ديرا الأنبا بولا والأنبا انطونيوس، وبحضور أعداد غفيره من محبي القديس من شتى أنحاء المحافظة والمحافظات المجاورة.
والقديس الأنبا انطونيوس آب الرهبان في العالم ولد في قرية قمن العروس بمركز الواسطي بمحافظة بني سويف عام 251 ميلادية، وبعد انتقال والده وفى احد أيام الآحاد دخل الكنيسة، ووقف في خشوع ليسمع الإنجيل فسمع الشماس يقرأ كلام الرب للغنى قائلا أن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعط للفقراء وتعال واتبعني فيكون لك كنز في السماء.
خرج مسرعاً وأودع أخته في بيت للعذارى وخرج القديس انطونيوس للصحراء ليتفرغ للعبادة والنسك، وسكن على شاطئ نهر النيل عند قرية الميمون وعاش بهذا المكان حوالي 20 عام حتى جاءت امرأة لتستحم في النهر، فقال لها القديس يا أمرآة أما تستحين أن تستحمي قدامى وأنا رجل راهب، فأجابته قائله لو كنت راهبا لدخلت إلى الجبل في البرية الجوانيه، فاخذ القديس هذه الكلمات بجديه، وقال حقا هذا صوت الله لي على فم هذه المرأة وارتحل الأنبا انطونيوس من مكانه إلى الصحراء الداخلية، وتوغل في الجبال وسكن في مغارة يقتات من ثمر النخل الموجود بجوار عين الماء لم يهدأ الشيطان منذ أول خطوه أتخذها القديس انطونيوس فكان يحاربه بالأفكار ويشككه في هذا الطريق وفى مصير أخته، وعندما فشلوا في كل هذا ورأوه يتعمق في الصحراء فاجتمعت الشياطين عليه فظهر احدهم بشكل أسد والثاني بشكل سبع والثالث بشكل نسر ضخم وأخر بشكل أسد وجسم ثعبان وأخر بشكل وحش ضخم يخرج من فمه لهيب نار، وبالرغم من كل هذا إلا أن القديس ظل صامتاً وفى أتضاع شديد كان يقول للشياطين أيها الأقوياء ماذا تريدون منى أنا الضعيف المسكين وما هي قوتي حتى تجمعتم كلكم على وكانت الشياطين تهرب عندما ترى أتضاع القديس، وفى مره أخرى اجتمعت الشياطين وضربوه ضربا شديداً.
وبعد أن أعطاه الله النصرة على الشياطين قال له: تشدد يا كوكب البرية أنك سوف تكون آبا لجميع الرهبان الذين يأتون بعدك، وان ذاكرك ستظل في هذه البرية إلى المنتهى، وسوف تكون يا انطونيوس سراجاً موضوعاً على المنارة ليضيء لكل المسكونة، وستمتلئ هذه البرية من أولادك وفى نهاية حديث الرب له البسه القلنسوة بيديه الطاهرتين، قائلاً يا انطونيوس تاج النعمة هذا أكليل السماء وإلى وقت أخر أتوجك بالاسكيم المقدس.
وكان وجود الأنبا انطونيوس في هذا المكان الخالي شيئا جديدا على الناس، لقد أذهلهم من هذا الذي يعيش في أعماق الجبل، وحده حيث الوحوش والحيات والعزلة المخيفة، وظلوا يقرعون طالبين أن يبقوا معه في هذه الحياة المرتفعة عن شهوات العالم فأحبوا الرهبنة، وهكذا استطاع أن يحول الأرض إلى سماء وامتلأت البرية من الرهبان.
وبالرغم من حبه العميق للبرية، والسكون إلا انه عندما سمع أن الكنيسة في خطر وان البدع الاريوسيه تنتشر ترك وحدته ونزل للإسكندرية، وقضى ثلاثة أيام وكان لوجوده تأثير عجيب وأرعب الهراطقة.
خطر ببال الأنبا انطونيوس أنه أول من سكن البرية، فأتاه صوت من السماء قائلاً هوذا واحد يسكن البرية وهو مختار بالأكثر، والعالم كله لا يستحق موطئ قدمه الواحد، ولأجله يبارك الله الأرض وتعطى ثمارها ودبرت العناية الإلهية، إن يتقابل هناك بالأنبا بولا ليعرف سيرته وفضائله وليكفن جسده ويتبارك منه.
وفى عام 356 من الميلاد وبعد رحله طويلة قضاها بالبرية، اشتهى أن يخرج من هذا الجسد وعلم ساعة انتقاله فزار تلاميذه واخبرهم، قائلاً أن هذه أخر زيارة أقوم بها لكم ولم تروني مره أخرى في هذه الحياة فها أنا أشرفت على المائة وخمسة أعوام وهنا بكى التلاميذ، وعانقوا الأنبا انطونيوس وقبلوه أما هو فنصحهم بالا يتكاسلوا ولا يخوروا في تدبيرهم، وأوصاهم أن يدفنوا جسده تحت الأرض، ولا يظهروه وسجدوا ليصلوا وفى الحال قاضت روحه إلى السماء.
وأما جسد الأنبا انطونيوس فقد قام تلاميذه بدفنه مخبئين إياه تحت الأرض، كما أوصاهم وهو موجود الآن أمام باب الهيكل القبلي في الكنيسة التي تحمل اسمه بديره العامر بالبحر الأحمر، وقد سمح الله للقديس أن يظهر في هذا المكان أكثر من مره ليؤكد أن جسده مدفون في هذا الموضوع المقدس، ويعيد للقديس يوم 22 طوبه من كل عام.