الأقباط متحدون - فتح المحطة لزوال الخطر
أخر تحديث ٠٠:٤٩ | الاثنين ١ فبراير ٢٠١٦ | ٢٣طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٢٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

فتح المحطة لزوال الخطر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
د. مينا ملاك عازر.
لا أعرف، لماذا أجهزتنا مهزوزة مرعوشة خائفة قلقة، تشعر أنها في خطر في أوقات ما، وتشعر أن الخطر زال في أوقات أخرى، فتحدث الكارثة وقت أن توقعت أن الخطر زال، ولا يحدث أي شيء وقت هوسها بأن ثمة خطر.
يغلقون محطة السادات لمترو الأنفاق، وكأن الثورة لا تخرج إلا من محطات المترو لتصل لميدان التحرير مع أن السبيل للميدان إبان ثورتي يناير ويونيو لم يكن المحطة أبداً بل كان السير على الأقدام، ولكن الأجهزة التي تفتقد الإقدام تختار الراحة والاسترخاء على حساب المصريين وتعبهم، فتستسهل وتغلق المحطة، تقفلها ضبة ومفتاح وكأنها بوابات الماء من سد النهضة التي ستحرم مصر -لا قدر الله- من الماء.
 
قررت الأجهزة حرمان ميدان التحرير من مورد رزقه الثوري في عيد الثورة، فأغلقتها خمس أيام ليس يوم واحد ليبقى الميدان فارغاً وكأنه لا سبيل للميدان إلا المحطة، استسهال وضعف يؤدي فقط لهز هيبة الدولة وأجهزتها، يدعون السياح ليأتوا وهم يصدرون أن ثمة خطر وأن البلاد غير مستقرة، فبالله عليكم كيف يأتي سائح لمصر وهو يشعر بأن أجهزتها تؤكد على أن البلد على حافة الاحتراق.
 
وزارة السياحة تزرع باليمين، والأجهزة المرتعشة تحرق باليسار، الزرع والقلع فعلين متعارضين، يحدثان كليهما بيد الدولة، الإرهابيون لم يفعلوا كل أفعالهم الإرهابية في العريش وغيرها من خلال محطة السادات المؤدية لميدان التحرير لكنها أبداً ما أوصلت لكرداسة والهرم والعريش وبني سويف والفيوم حيث البؤر الإرهابية المؤدية للدماء السائلة من رجال الشرطة.
 
زال الخطر بعد خمس أيام من عيد الثورة، ومرور ذكرى جمعة الغضب، ففتحوا المحطة واطمأنوا إلى أنه لا يمكن أن تحدث كارثة ولا تقوم ثورة، وكأن الأحلام لا تحقق إلا من خلال المحطة، سلامة المحطة ألف سلامة، وسلامة الأجهزة ألف سلامة، وسلامة الثورة الف سلامة، وسلامة حضرتك الف سلامة، لو كنت تعبت أو تضايقت من غلق المحطة، المهم جناب الضابط يؤكد أن هناك كارثة محدقة بالبلاد وأنه يعمل جاهداً لدرء الخطر.
 
صديقي القارئ، أدعوك لأن نغلق كل محطات المترو ولنر حينها كيف ستفجر الثورة؟ هل قال أحد لأمن هذا البلد الآمن، أن المترو هو الذي يشعل الثورات؟ هل قال لهم أحد أن سر الحياة والاستقرار في المترو؟وكيف أن المترو لو رفع أسعار التذاكر ستقوم ثورة، فتخشى الدولة، ويحسب لذلك ألف حساب، ويترددوا آلاف المرات، فتقوم وتقعد حضرتك والمحطة مغلقة إلى أن يقرر حضرات الضباط أن الخطر زال.
 
المختصر المفيد ليس من محطات المترو تقوم الثورات.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter