Oliver كتبها
من المعروف أن الدستور هو مصدر القوانين.يعني لا يولد قانون إلا من رحم الدستور.لكن لأننا نعيش غرائب الو طرائف تشريعية فإنه نشرع قوانين لا أصل لها في الدستور.قانون العقوبات سنة 1983 يحكم علي دستور 2015؟؟ المادة واو أس البلاء.هي المادة التي تجرم الإزدراء دون تعريفه و لا تحديده و لا توصيفه.أهو إزدراء و خلاص.....هذا القانون يظلم الشعب لأنه ليس له مصدر بالدستور.هو قانون متسلل لص .لقيط قانونياً .
عندنا دستور يناقض القوانين و لكنهما بغرابة متعايشان معاً كالذئب و الحمل. الدستور في نصوصه يطلق حرية العقيدة لكن القوانين الحاكمة تتهمك بالإزدراء إن تركت عقيدة لأخري.الدستور في نصوصه يطلق حرية التعبير والقانون في نصوص أخري يعاقبك إن عبرت عن رأيك الديني. الدستور في نصوصه يضمن لك ممارسة الفنون كيفما تشاء و بكل أنواعها لكن الطريف المبكي أن القانون في نصوص أخري يسجنك إن عبرت بالفن بالقصيدة بالرسم بالنحت بالتمثيل عما تراه رايك.إنهم يلعبون بالدستور لعبة الثلاث ورقات.
و كأنما الدستور متدستر لكي يرضي الشعب و القوانين متمرسة لكي ترضي الدكتاتورية و تكرس الظلم.
في الدستور مادة 64 حرية الإعتقاد (مطلقة) و لكن القضاء يحكم بسجن فاطمة ناعوت لأنها تكلمت عن خروف الأضحى و في مادة 65 حرية الفكر والرأى مكفولة. ولكل إنسان حق التعبيرعن رأيه بالقول، أو بالكتابة، أو بالتصوير، أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر. و لكن القضاء يتربص بشاعر هو حلمى سالم بسبب فصيدته شرفة ليلي مراد و في مادة 67 حرية الإبداع الفنى والأدبى مكفولة،و لكن القضاء يتهم نوال السعداوي و يحكم عليها بسبب كتاباتها . و في مادة 70 حرية الصحافة والطباعة والنشر الورقى والمرئى والمسموع والإلكترونى مكفولة و لكن القضاء يحكم بالسجن علي إسلام البحيري بسبب برنامجه و يهدد سيد القمني و إبراهيم عيسى كذلك ، بل أن المادة 92 في الدستور تحصن الحريات تحصينا شاملاً حين تنص علي أن الحقوق والحريات اللصيقة بشخص المواطن لا تقبل تعطيلاً ولا انتقاصًا. ولا يجوز لأى قانون ينظم ممارسة الحقوق والحريات أن يقيدها بما يمس أصلها وجوهرها.لكن حتي الفنان الساذج شعبان عبد الرحيم لبس عمامة و قرأ قرآناُ (يعني لم يزدرى) و بعد أن أنهي قراءته قال كعادته (بس خلاص) لكن كيف يسكت الأزهر راعي الإرهاب؟ رفع قضية علي شعبان لأنه قال بس خلاص .لكن سجن إسلام البحيري و هجوم المثقفين علي الأزهر جعله يتنازل عن قضية شعبان لأنه خشي علي نفسه.
الإزدراء في أوروبا
يحاول المسلمون المغتربون بشتى الصور أن يقننوا الإزدراء ليكون مدخلاً لحماية الإسلام في أوروبا من النقد الكاشف لضعف حجته .فلما أرادوا أن يتقدموا بقانون الإزدراء في هولندا مثلاً تقدم فريق من النواب بإقتراح يمنع تجريم إهانة الذات الإلهية و يتركها للضمير الشخصي و قد تمت الموافقة عليه ليقطع الطريق علي قانون الإزدراء و كانت تبرئة خيرت فيلدز حين شبه القرآن بكتاب كفاحي لهتلر مما قضي علي أي أمل في قانون إسلامي في هولندا.منذ 2011.
في بريطانيا أقرت قانون منع التعصب أو الحض علي الكراهية في 2006 و في 2008.ألغت قوانين الإزدراء التي لم يعمل بها منذ نصف قرن و في فبراير 2012 تم إكتشاف أن الجهة التي تخاطب البرلمان البريطاني مطالبة بإقرار قانون الإزدراء علي صلة بجماعة الإخوان المصرية.
في الدنمارك قانون للإزدراء لم يعمل به منذ عام 1938
النمسا في عام 2012 أثناء حوار الأديان وقف أوغلو التركي يطالب العالم الغربي أن تتوسع في توصيف الإزدراء ( يعني أن يتوسع حتي يشمل القرآن وكاتبه محمد و الناس التي تمشي بصحبته و أي زي مكتوب عليه أي حاجة إسلامية.و نسى أوغلو أن يطلب من المجتمعين العرب أنفسهم أن يحددوا في بلادهم ماهية جريمة الإزدراء .
الحقيقة المرة
أنا أرحب أن يقف الشيخ في المسجد و يشتمنا بأعلي صوته و يعلي صوت الميكروفون و سأعتبر أن هذا ليس إزدراء . أنا أرحب أن يقف صول في طابور الجيش يشتم العساكر المسيحيين لأنهم مستجدين و لا يمكن يردوا عليه و لن أقول أن هذا إزدراء .أنا أرحب أن يقف مدرس الدين الإسلامي في الفصل و يقول للعيال الصغيرة أنهم علي ضلالة و أن دينهم محرف و أن عيس نبي و ده برضه مش إزدراء.أرحب أن يمنع الأزهر كل المسيحيين من الدراسة فيه لكي لا يستفيدوا من الضرائب التي يدفعونها له و لن أعتبر أن هذا إبتزاز و سرقة و جزية مقنعة..أرحب أن تتعمد الجامعات تحديد أيام الإمتحانات سواء يوم عيد لنا أو قبله أو بعده بيوم حتي تنكد علي الطلبة المسيحيين فليس هذا أبدأ إزدراء.أصبر شوية و إقرأ للآخر.
الإزدراء كما يروجون له المشايخ و المحتسبون هو أن تلعن الدين الآخر(جميل).أن تحقر أتباع الدين الآخر (ممتاز). أن تكره الآخر علي ترك دينه أو علي أن يتبع دينك(رائع).الإزدراء معناه أن تسب الآخر في دينه و تنعته بالكفر( ما فيش أحلي من كده).الإزدراء أن تلغي الآخر و لا تعترف بحريته في دينه. (حلو تاهت و لقيناها).
لو كان إزدراء الأديان هو بهذا المعني فالمجرم الأول الذي يمارس الإزدراء جهاراً نهاراً هو القرآن.إمسكوه و حاكموه.فهو يسب و يحرض و يكره و يحجر علي الآخر و يدعو للقتال و يستبيح الآخر..المتهم الأول متلبس في ذات الفعل و الآن هذا بلاغ واضح لأولي الأمر : أيها الأخوة الأفاضل هو القرآن المتهم الأول فهل ستطبقون عليه قانون الإزدراء؟.
إزدراء بإزدراء القرآن يصفنا بالكفر و نحن سعداء بذلك و لا نعتبره إزدراء و نحن نصف محمد بأنه نبي كاذب و بأن القرآن كتاب شيطاني أليس هذا عدل بيننا.لنتفق علي تقنين هذا الإزدراء .فالمساواة في الإزدراء عدل.
الإزدراء و العرب
للحقيقة كانت توجد قوانين للإزدراء في البلاد الغربية حتي أوائل القرن العشرين.لكنها جميعها إستبدلت بقوانين تجرم العنصرية و الحض علي الكراهية.و حتي حين كانت قوانين الإزدراء موجودة فهي كانت مطبقة بالعدالة بين الجميع دون تحيز أو تخصيص القانون لحماية فئة دون أخري.و صارت الآن قوانين تجريم الكراهية تضمن بالقانون الإطار الأخلاقي في التعاملات في المجتمعات العلمانية.و هي في الأغلب غير مكترثة بأي دين بل بطريقة التعامل و التخاطب اللائقة و المسئولة بين المواطنين.و هنا الجريمة يجب أن تكون مثبتة بنص مكتوب أو مسجل ينم عن الكراهية.فلاسبيل للإدعاءات الباطلة إذن لأن تكلفة الإدعاء الكاذب و تعويضاتها ستكون باهظة علي من يتهم بالزور.أما بلاد العرب و ما أدراك ما العرب ففيها الآتي.
في السودان يكفي أن يتهمك واحد أنك إزدريت الإسلام.فالقانون يقول أن الإزدراء يتم بأي طريقة .لا يتطلب الأمر لجلدك أو سجنك سوي أن يتهمك أحدهم بأنك سبيت الدين أو نظرت لمنقبة نظرة لا تنم علي إرتياحك لملبسها العجيب .(اي طريقة كما يقول القانون) تكفي في السودان لجلدك و سجنك و إفقارك .
في السعودية الأمر أسهل طالما يجوب في الشوارع جماعة الأمر بالمعروف (حيث لا معروف) هذه الجماعة لها سلطة أن تتهمك بإزدراء الإسلام فقط إذا تجرأت مثلاً و مشيت في الشارع أثناء مواعيد الصلاة؟؟ هذا إزدراء فإحترس.فعقوبة الإزدراء تصل إلي ألف جلدة كما فعلوا للشاعر رائف بدوي .
في الكويت التي تتشدق بالحرية في الخليج نجدها تسجن المدون محمد العجمي بتهمة الإزدراء ليس لأنه إنتقد الإسلام لكن فقط لأنه إنتقد السلفيين الذين إبتهجوا بسحب الجنسية عن مواطن كويتي.و صار إنتقاد السلفيين في الكويت يتساوى مع إنتقاد الإسلام و سلام يا عرب.
في بلاد العرب التي إخترعت الإزدراء لا يوجد لديهم توصيف محدد للإزدراء لذلك يمكن أن يسموا اي فعل أنه إزدراء لهذا حاكموا إبراهيم عيسي لأنه إزدري بالسلطانية التي لبسها مرسي في إهداءه شهادة دكتوراه فخرية من أجل عبقريته المشهود لها.و لست أدري هل إزدراء سلطانية مرسى تهز مكانة الإسلام ؟ هل يستند الإسلام علي عمامة شعبان عبد الرحيم و سلطانية مرسى؟
الويل لمن يقع في يد الحسبة...
الغريب في بلاد العرب أن أي إنسان يستطيع أن يفوض نفسه و ينصب نفسه حامي حمى الإسلام فيرفع ضدك قضية و هو لا يعرفك و لم يقابلك و لم يسمع عنك في حياته.و لا تعلم بأي صفة يقاضيك..لكن القاضى يسمع له و يقضي له و يسجنك بتهمة إتهمك بها هذا الشخص المجهول .هذا ما يسمي بالحسبة و لا أعرف هل تعني أن كل واحد يحسب نفسه موكل عن الإسلام أم هى حسبة برما التي لا نجد منها مخرجاً.و بهذه الحسبة لدينا سبعة نشطاء أقباط محكوم عليهم بالإعدام و هم القمص مرقص عزيز و الأساتذة موريس صادق – الذي سحبوا منه الجنسية أيضاً و كذلك د نبيل بسادة و السيدة ناهد متولى و الأستاذ نادر فوزى ثم نيقولا باسيلى و المرحوم د عصمت زقلمة بسبب إتهامهم كذباً بصناعة فيلم عن نبي المسلمين مدته عشرة دقائق و يشرفني أنني كنت الأخير بينهم الذي حكم عليه في قضية منفصلة بسبب نفس الفيلم رفعتها ضدي صحفية تسمي شمس يونس من الأقصر بجريدة صدى البلد لا أعرفها و لا تعرفني لكن لا يهم فهذه هى الحسبة و هذا هو الإزدراء. إبتسم فأنت في بلاد العرب.
في بلاد العرب حمل الإنجيل في حقيبتك إزدراء كما في السعودية.في بلاد العرب حمل الكتب الدينية في المواصلات تبشير و التبشير إزدراء كما في مصر حيث يحاكم الآن ثلاثة أقباط لأن ( مسلمون مارة في الشارع) فتشوا حقائبهم فوجدوا فيها بلح ناشف مع نسخ من العظة علي الجبل فإتهموهم بالإزدراء وإستاقوهم إلي قسم الشرطة في 16 يوليو2015 (لاحظ من له سلطة القبض و تسليم المزدري و لاحظ أن الشرطة لم تستاء من تعدى المواطنين المسلمين علي هؤلاء الأقباط و إقتيادهم للشرطة من غير ذي صفة ) إتهموهم لا أدري هل بسبب البلح أم بسبب العظة علي الجبل حيث لم يجدوا الجبل؟
في بلاد العرب يقبضون علي الأطفال بتهمة الإزدراء لأن طفل في منطقة شعبية تبول بجوار سور مدرسة كان مكتوب عليه كلام ديني.في بلاد العرب في مصر 2015يقبضون علي أربعة أطفال 15 سنة و مدرسهم بتهمة أنهم سخروا من الطقوس الإسلاميةو الجقيقة أنهم كانوا يسخرون من داعش. (أول مرة أسمع عن طقوس إسلامية) و ذلك بعد العثور علي فيديو مدته 20 ثانية ثانية ثانية؟؟؟ .حدث هذا في المنيا و إكتشفت بذلك أن الإزدراء بداعش جريمة مهولة في مصر حيث أنه تمثل الإسلام الوسطي.
في بلاد العرب يتهمون ميكي ماوس و شجرة الكريسماس بالإزدراء.و يجرمونهما.لكن للآن لم يستدل علي عنوان ميكي نفسه.
في البلاد الهمجية من أجل رسوم شارل إبدو قتل الهمج 12 إنساناً من أجل رسوم لم يرها أحد.هذا هو الإزدراء الكامل.الهمج يتهم و يحكم و ينفذ الإعدام فوراُ.و الأعجب أن تبادر حكومات هؤلاء القتلة بطلب للأمم المتحدة في يناير 2015 تطلب أن يكون قانون إزدراء الإسلام قانون عالمي...لكي ينفذوا الحسبة في أوروبا و أمريكا كما يفعلونها بالشرق.طبعاً لم يلتفت أحد للطلب و هذا أبلغ تقييم عالمي للإزدراء.
الإزدراء هو ورقة توت يقف خلفها الإسلام الخائف الذي يعتبر اي كلمة أو نظرة أو موقف أو رأي ضده يهدمه.الإسلام يطلب حماية الناس لأنه دين خائف.دعوه وحده لو كنتم واثقين أنه دين سماوى.دعوه يدافع عن نفسه فإذا كان من السماء فلا تخافون عليه سيثبت دون تدخلكم و إذا لم يكن من الله سيسقط و لا تتأسفون عليه وقتها.و كفانا إزدراء.