قالت وزارة الآثار المصرية إن بعثة تشيكية اكتشفت جنوب القاهرة بقايا مركب خشبي كبير يبلغ طوله 18 مترا ويرجع لعصر الدولة القديمة، التي تأسست بعد توحيد البلاد قبل أكثر من 5 آلاف عام.
وقد تنوع استخدام المراكب الخشبية في مصر القديمة بين مراكب للنقل وأخرى للتجارة وثالثة مخصصة للملوك كي يتمكنوا من الانتقال فيها إلى العالم الآخر، وفقا لمعتقدات المصريين القدماء، وأشهرها مركب الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر جنوبي القاهرة، والذي اكتشف عام 1954 وخصص له متحف في منطقة الأهرام.
وقال "ممدوح الدماطي" وزير الآثار في بيان يوم الاثنين 1 فبراير/شباط إن بعثة المعهد التشيكي للآثار المصرية التابع لكلية الآداب بجامعة تشارلز في براغ اكتشفت بقايا المركب بجوار مصطبة غير ملكية بمنطقة أبو صير الأثرية، وتشمل هذه البقايا الأوتاد الخشبية، أما الحبال التي تضم ألواح المركب بعضها إلى بعض فما زالت "ظاهرة حتى الآن في مكانها الأصلي".
وأكد الدماطي إن هذا الكشف يُسهم بشكل كبير في معرفة طرائق بناء المراكب في مصر القديمة، نظرا لأن حالة معظم المراكب المكتشفة حتى الآن سيئة وهي مفككة باستثناء مركبي الملك خوفو.
وأضاف أن هذا الكشف ترجع أهميته إلى كونه "المركب الوحيد" من عصر الدولة القديمة يُكتشَف بجوار مصطبة غير ملكية، ويدل على المكانة البارزة لصاحب المصطبة وعلاقته الوثيقة بالملك الحاكم آنذاك، وأن بين المركب والمصطبة والقطع الفخارية التي عثر عليها هناك "ارتباطا وثيقا" يشير إلى أنها ترجع إلى منتصف القرن الـ 26 قبل الميلاد.
وتابع أن اسم صاحب المصطبة غير معروف "نظرا للحالة السيئة لمقصورة القرابين والتي من المفترض أن تحوي اسمه وألقابه".
وكانت البعثة التشيكية قد عثرت على المصطبة عام 2009، كما اكتشفت اسم الملك "حوني"، الذي حكم مصر في نهاية الأسرة الثالثة (نحو 2686-2613 قبل الميلاد) منقوشا على إناء حجري داخل حجرة في جبانة كبار موظفي الدولة القديمة.
وقال "ميروسلاف بارتا" مدير البعثة في البيان إن المعهد التشيكي سيطلق خلال العام الجاري مشروعا علميا يهدف إلى دراسة التقنيات التي استخدمت في تشييد المركب المكتشف.
جدير بالذكر إن علماء المصريات والمؤرخين يقسمون تاريخ مصر إلى فترة مبكرة لم يؤرخ لها، وتزيد على أربعة آلاف عام قبل الميلاد، تبعتها فترة توحدت فيها البلاد جغرافيا وإداريا وذلك نحو عام 3100 قبل الميلاد على يد الملك مينا مؤسس الأسرة الأولى.
وفي عصر بطليموس الثاني الذي حكم بين عامي 284 و246 قبل الميلاد قسم المؤرخ المصري مانيتون تاريخ البلاد إلى 30 أسرة حاكمة منذ توحيدها حتى الأسرة الثلاثين التي أنهى حكمها الاسكندر المقدوني الأكبر، حين غزا مصر عام 332 قبل الميلاد