أسوأ ما يهدد   الحياة الزوجية  أن يكون ما يسعد الزوج " ينكّد " على الزوجة 

أو ما يسعد الزوجة " ينكّد  "على الزوج.
 

    ويحدث ذلك فى العادة نتيجة  تناقض اهتمامات  وتوجهات أى منهما مع اهتمامات  وتوجهات  الطرف الآخر. 
 

 فيعيش كل منهما " فى عالمه الخاص". منغلقا على نفسه  . منعزلا عن الآخر .
 

 ويصبح " بيت الزوجية "  ساحة شجار بينهما .
 

 فاذا مارس الزوج عملا يسعدّه ، تقلبه الزوجة عليه الى عكننه ، تفسد سعادته .
 

والعكس اذا فعلت الزوجة ذلك .
 

   وفى كلتا الحالتين  ينعكس أثر ذلك على العلاقة بينهما  لفترة ، قد تطول وقد  تقصر،  بقدر ما يتصف به - أحدهما أو كلاهما - من عناد .
 

    والعكس يحدث اذا كانت  بينهما " اهتمامات مشتركة " .
 

 فأى انتصار  فى عمل  يقوم به أحدهما  يعتبره الآخر انتصارا  له  ، فيشاركه فى فرحته به .
 

                          ***

وعلى سبيل المثال :
 

  زوج اهتماماته وتوجهاته " رياضية " . وهو عاشق للعبة "كرة القدم" . ويحرص دائما على مشاهدة مبارياتها . 
 

وزوجته ليست لها أى اهتمامات "رياضية " وتوجهاتها  فنّيه .

 

فهى تعشق المسلسلات  الدرامية التى تعرضها القنوات الفضائية على شاشة التلفزيون . وتحرص على متابعتها .

 

 ويحدث كثيرا أن تتزامن فترة اذاعة مباراة " كرة قدم " مع موعد اذاعة احدى حلقات المسلسل الذى تتابعه الزوجة.
 

وهنا تظهر المشكلة . وتبدأ "المعركة السلطوية " بين الزوج والزوجة . 
 

هى تريد "القناة التى تعرض المسلسل الذى تتابع حلقاته ".

 

وهو يريد "القناة التى ستذيع  المباراة .
 

وانتصار أى طرف منهما سيعود بالعكننه على الطرف الآخر.
 

                       ***

  وأذكر أنّى يوما كنت فى أتوبيس نقل عام بالقاهرة .
 

 .وفى هذه الأثناء كانت تذاع " مباراة كرة قدم "  بين فريقى النادى الأهلى ونادى الزمالك .
 

 وكان أحد الركاب يحمل معه " راديو ترانزستور صغير"  يستمع منه لوصف المباراة والتعليق عليها.

 

   وحدث أن مذيع المباراة أعلن عن تسجيل هدف فى مرمى جول الأهلى،  ينهى المباراة بفوز نادى الزمالك عليه .
 

 وهنا قامت احدى الراكبات  باللطم على خديها وهى تصرخ بصوت عالى قائلة  " يالهوى .. ليلتى سودة انهارده " . مما أثار دهشة  ركاب الأتوبيس .

 

وحينما أوضحت الأمر قالت أن زوجها  " أهلاوى " وهى " زملكاويه "  ولن تمر الليلة بغير " علقة ساخنه " لها بسبب فوز ناديها على ناديه .
 

                  ***
 

والمشاكل التى تقوم بين الزوج والزوجة  بسبب تناقض الاهتمامات والتوجهات عديدة ولاحصر لها .
 

   ولعله لهذا السبب أحرص على أن تكون نصيحتى للمقبلين على الزواج ،  أن يكون " التقارب فى الاهتمامات والتوجهات " بينهما شرطا أساسيا عند اختيار الطرف الآخر ، يسبق كل الشروط الأخرى .مثل الجمال والثراء  والمستوى التعليمى والحسب والنسب  الى آخره .
 

هل توافقنى ؟؟؟؟؟