الأقباط متحدون - مين قال إن الريس عايز رأيكم؟
أخر تحديث ٠٠:٥٥ | السبت ٦ فبراير ٢٠١٦ | ٢٨طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٣٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مين قال إن الريس عايز رأيكم؟

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

 أتعجب كيف تقدم نصيحة لمن لا يريدها، وكيف تبارى كل هذا العدد من الكتاب والمثقفين والسياسيين مرة واحدة لتقديم النصح والمشورة والأفكار لإنقاذ البلد من أزمات لا يعترف بها الرئيس، والذى يرى أنه وفريقه يسيرون على الطريق الصحيح لنهضة الوطن.

 
لم يقل الرئيس عبدالفتاح السيسى في مداخلته مع عمرو أديب أنه يحتاج للمساعدة أو المشورة من أحد إلا في أمر واحد فقط هو مشكلة الألتراس، وأن المشكلة الوحيدة التي اعترف بها هي عدم قدرته وفريقه على التواصل مع الشباب، فقط مجرد مشكلة «تواصل». أدعوك لتستمع مرة لتسجيل مداخلة الرئيس، والتى أراد منها توصيل رسالة مفادها أنه يعرف ما يفعل جيداً، ولا يرغب في أن يقلق أحداً بمشاكل الدولة، وأن دوره خلال سنوات حكمه هو «تثبيت وضع الدولة». استمع هذه الكلمات الواضحة في المداخلة «فى كل حتة فيكى يا مصر ببص عليها وأحط إيدى فيها ألاقيها مليانة مليانة، بس أنا مش عايز أزعلكوا يا مصريين.. وبكافح على قد ما اقدر أنا واللى موجودين معايا، وأرجو إن ربنا يعينى على إنقاذها».. وهى كلمات معناها أنه يعمل وفريقه لإنقاذ مصر، ولا يريدون أن يشغلوا أو يشركوا أحداً معهم بما يحدث.

أما عن رؤيته لماذا لا يريد أن يقلق أحداً بمشاكل الدولة، فهى واضحة في هذه العبارة من المداخلة «إنتوا كلكوا عايشين جواها مش عارفين يعنى إيه دولة بجد بكل ما تحمله الدولة»، ومعنى ذلك أنه وحده الذي يعرف معنى الدولة، وأكد ذلك بقوله، «أصحاب العقول النيرة والإرادات الحديدية وأصحاب كل حاجة جميلة ممكن نقولها هما فين، ويقدروا يشتغلوا إزاى، وإيه الآليات اللى هيشتغلوا بيها». وللتأكيد على عدم شعوره بوجود أزمة استمع لهذه العبارة من الخطاب «التحديات اللى جوه بلدنا فوق الخيال، وعندى أمل كبير قوى في ربنا، وبكرة تشوفوا، وهتشوفوا العجب وهتشوفوا التقدم اللى ربنا سبحانه يساعدنا عليه، وكل النوايا شريفة، وكل العمل لوجه الله تعالى ولأجل الناس الغلابة».

واستخدام لفظ «هتشوفوا» في المداخلة بكل ثقة، يعنى رؤيته أن مصر في ظل إدارته تتقدم، وأنه يعمل لصالح الفقراء في هذا البلد، وهو ما يمكنك أن تسمعه في اعتراضه على أديب عندما أراد أن يوصيه بالفقراء بقوله «الفقراء ما تقوليش عليهم عمري كله على الغلابة دول». ويبرر الرئيس لنفسه «البلد دى اتسابت 50 سنة من 67 للنهارده فكانت أشلاء دولة في 2011، وكادت تنهار تماماً لولا ستر ربنا، إحنا بنحاول نعيد بنائها تانى.. العدالة والإنصاف بيقول لما نقع في 50 سنة من التردي يتعالج في 50 سنة».. وهكذا يرى الرئيس أنه يعالج أخطاء كل من سبقوه لحكم مصر منذ عهد جمال عبدالناصر.

يرى الرئيس بحسب المداخلة أن المستقبل مبهر، وأنه وفريقه قادرون على مواجهة كل التحديات، ولا يطلب رأياً أو مساعدة أو مشورة ولا يرى أحداً في البلد قادراً على العمل والإنجاز غيره وفريقه. أنصحكم لا تتعبوا أنفسكم بتقديم حلول لمشكلات الرئيس لا يعترف بها، ولو كان الرئيس بحاجة لمساعدة أو رأى أو مشورة أو فكر، لسعى لأصحاب الأفكار، أو طرح المشكلات للحوار المجتمعى، أو على الأقل اجتمع بمجالسه الاستشارية لأخذ رأيهم في تلك المشكلات، ولكن حسب المداخلة الرئيس راضٍ عن أدائه وعن فريقه، وغير محتاج لأحد لمساعدته في حل مشكلات هو غير معترف بوجودها.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع