الأقباط متحدون - القشة التي في عين الشباب
أخر تحديث ١٣:٢٨ | الأحد ٧ فبراير ٢٠١٦ | ٢٩طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٣١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

القشة التي في عين الشباب

بقلم - د. عايدة نصيف
كان الحافز لى إلى كتابة هذا المقال  اهتمامى منذ سنوات وسنوات بمستقبل شباب مصر  ، حيث ان 60 % من عدد سكان مصر كما تعلم عزيزى القارئ يمثلهم الشباب؛ ولذا نستطيع أن نطلق  سويًّا على مصر انها دولة شابة، ولكن نطرح السؤال سويًّا أيضًا عزيزى القارىء هل تستفيد مصر من شبابها؟  لن اقول كيف يستفيد الشباب من مصر؟ ولكن كيف تستفيد مصر من الشباب؟

وبحكم عملى  كأستاذة اكاديمية وايضًا عملى المجتمعى  فى وسط الشباب أشعر دائما بأفكارهم وأعيش مشاكلهم، بل ادرك تمامًا ما يأملون فيه سواء على المستوى الاقتصادى أو الثقافى أو السياسى، وأنا من المؤمنين بأن الشباب ليس فى مصر ولكن فى كل بلد هو على ما يريده الكبار أن يكون، فالكبار - فى معظم الأحيان - هم المسئولون عما يلحق بابنائهم .

فقد حاضرت الشباب على مستوى مصر من الإسكندرية حتى أسوان من خلال مبادرات قمتُ بها، وناقشنا سويًّا وفتحنا باب الحوار فى المجال الثقافى  وسمعت منهم كل أفكارهم وتساؤلاتهم وادركت جيدا قبل ان نصدر اى حكم على موقف الشباب فى اللحظة الآنية التى نعيشها؛ اقصد موقفهم من العلم والثقافة؛ بل موقفهم من هويتهم المصرية، ينبغى علينا نحن الكبار أن نسأل أنفسنا :هل وفّرنا لأبنائنا وشبابنا المناخ الذى يكفُل إقبالهم على المعرفة السليمة وسعيهم إلى توسيع آفاقهم؟ هل وفرّنا لهم المدارس التى تعلم تعليمًا حقيقيًّا بدلاً من رحلة الدروس الخصوصية التى جعلت ابنائنا منذ الصغر يبتعدون عن مفهوم ثقافة الكتاب؟ هل قدّمنا لهم برامج منذ الصغر تساعد على الابتكار والابداع وتحقيق الذات، بل إثارة حب العلم فى النفوس؟ هل قدّمنا معلمين أكفاء يفهمون التعليم على أنه زيادة قدرة العقول على فهم وإدراك الواقع وفهم الامور؟ بدلاً من حشو معلومات فجة حتى هذه اللحظة التى اكتب فيها مقالى ، هل استطعنا أن نفصل بين الرغبة فى التعليم والرغبة فى التخلص من شبح الامتحان؟ وهل تقوم وسائل الاعلام بنشر الثقاقة والعلم والفن الراقى؟ ام الموضوع مجرد تجارة وسبوبة؟ وما ينطبق على المجال الثقافى ينطبق أيضًا على المجال الاقتصادى والمجال السياسى.

والسؤال الاهم والاخطر هل استطعنا نحن الكبار أن نخلص أنفسنا من السطحية والجرى وراء المصالح؟  ونقدم لشبابنا مثالا نموذجيًّا فى الاحترام والعلم والثقافة والاخلاق، بل هل قدمنا لهم نموذج على تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ؟

تلك الاسئلة جالَت فى خاطرى فى سنوات تحدثت وسمعت وحاورت  شباب من اجمل شباب الوطن العربى تلك بعض الاسئلة لابد ان تؤدى الاجابة عنها إلى تنبيه كل من يوجه الاتهام إلى الشباب بما قاله السيد المسيح: " ولماذا تنظر القشة التى في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها." فنحن فى واقع الامر ندين أنفسنا كلما اتهمنا شبابنا بالتقصير فى طلب العلم والثقافة ومعرفة هويتنا المصرية والحفاظ عليها.

فيجب أن نشخص العيوب دون أن نلوم الشباب ونضع الحلول  فهناك مسئولية اجتماعية مسئولية على المجتمع ككل لتنمية الشباب ومساعدتهم،  وليست هذه المسئولية نضعها برمتها على الدولة  ولكن على المجتمع ككل من مؤسسات المجتمع المدنى، ومن خلال الكيانات الوطنية المنظمة، ومن خلال تجديد الخطاب الدينى الذى نادى به الرئيس عبد الفتاح السيسى مرارًا وتكرارًا، بل تجديد أيضًا الخطاب الثقافى والاخلاقى من خلال استدعاء قيم المجتمع المصرى ورموزه الاصيلة على مدار التاريخ

فعلى عاتقنا مسئولية تجاه شباب مصر وعندما نتحمل هذه المسئولية؛ نسطيع ان نحملهم مسئولية بناء مصر بل ونلوم المقصر منهم ، دائما اقول فى مقالاتى وكتبى وفى اللقاءات التى اتحدث فيها فى كل مكان "ان شباب مصر هم قلب مصر وإن توقف القلب عن النبض توقفت- لا قدر الله - مصر كلها"؛ فالشباب هم المنتج الرابح فى اللحظة التاريخية التى نعيشها وعلينا ان نحافظ عليه، وعلينا ادماجه فى عملية الانتاج، واخيرا وليس بآخر أقول علينا ان ننتبه جميعا وعلينا ان نساعد مصر فى العبور من التحديات التى تواجهها؛ فمصر هى رمانة الميزان وهى الوطن الاصيل .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter