الاثنين ٨ فبراير ٢٠١٦ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم - د. مينا ملاك عازر
لا أستطيع التغافل أبداً عن فشل الداخلية الذي جعل الرئيس السيسي يجد نفسه مضطراً لإطلاق مبادرته المظهرة لضعف الدولة وعدم قدرتها على التواؤم مع الجميع، ومخترقة أحكام القضاء، ومنتهكة القانون، ومتفاوضة مع جماعة يعتبرها القضاء الذي لا يحق لأحد التعليق عليه إلا الدولة جماعة إرهابية.
فلولا عدم قدرة الداخلية التعامل مع الأولتراس في التتش ما اضطر الرئيس لإطلاق مبادرته، ولولا أن الداخلية لا تستطيع تنظيم المبارايات بالجمهور ما اضطر الرئيس للإقدام على فعل كهذا، ولا تقل لي حضرتك كانوا حايعملوا إيه؟ لأن ردي كانوا حايعملوا إللي عملوه أول أمس فوق كبري الجلاء حين قبضوا على بعض الأولتراس وبدون قطرة دم واحدة.
الداخلية مصرة على إحراج النظام ووضعه في مواقف سيئة، وانظروا لتصريحاتها بخصوص مقتل الشاب الإيطالي الذي يمكن ويمكن جداً أن تكون هي القاتلة لهذا الشاب الذي يُقال أنه معارض للنظام، ومؤيد لبعض المعارضين من غير الإخوان، الشاب الإيطالي في غالب الأمر قُتِل وفي الأغلبية قتلته الداخلية، ولكنهم وبحماقة معتادة لا يعرفون أن زمن الإبهام قد مر والاتهامات ستصيبهم، وأن أفعالهم تنكشف.
الداخلية تصر على تلطيخ ثوب يحاول النظام أن يُظهره أبيض بحماقاتها تلطخه وتلوثه، الداخلية التي لا يمكنها أن تنكر أبداً تورطها السافر في قتل عشرين شاب بريء من شباب جمهور الزمالك منذ عام إذ هي القاتلة لا محال بغض النظر عن نظريات التآمر الإخوانية المندسة بين الجماهير لكنها أساءت التعامل مع تلك الحشود فقتلتهم لا مراء في هذا بسوء بيِّن في التنظيم أدى إلى مقتل شباب بريء دون تمييز، الداخلية قد تكون يدها خفية وتحاول إخفاءها في مقتل أولتراس الأهلي بغلقهم أبواب الاستادات أو التحريض أو عدم تأمين الداخلين للاستاد، وترك البعض يدخلون بالسلاح، لكن في واقعة استاد الدفاع الجوي الداخلية قاتلة ولا أعرف أين ذهبت المحاكمات؟ ومن حُكِم على جريمته؟ وما هو الحكم؟
النظام المصري يسير وهو مضطر لأن يحمل على كاهله عبء حماقات جهاز كان من المفترض أن يكون حامي هذا النظام، والأهم حامي الدولة المصرية، وقبل كل شيء حامي الشعب المصري وكأن الداخلية لا يكفيها فساد إداري يكسر ظهر أقواها نظام ويكافحه الرئيس بكل قوة لكنها أيضاً تزيد من مآسي النظام مأساة جديدة وهي الداخلية نفسها.
المختصر المفيد المجد لشهداء مصر شرطة وشعب وجيش، والعار لقاتليهم.