الإعلامي "عمرو أديب " يصرخ و يتساءل.. (( ايه الليحصل....ايه الليحصل )) ؟؟ بعد عرضه لصور تلميذات داخل قسم دراسي في الخمسينيات من القرن الماضي بالصعيد المصري؛ ومقارنتها مع الواقع المعاش اليوم ؛ ((ايه الليحصل )) ؟؟؟ طب أنا حقولك ايه الليحصل يا عمرو...
=============
(( الليحصل)) يا عمرو هو أن حرامية ثورة يوليوز 1952 كان توجههم عروبي على حساب البعد الإفريقي والهوية الحقيقية للشعب المصري المتمثلة في ثقافة الهرم ومنابع النيل ؛ فرفعوا شعار العروبة و رمي اسرائيل في البحر؛ فقامت اسرائيل سنة 1967 بحرق المطارات المصرية؛ وحرق الجنود المصريين داخل مدرعاتهم وهم يولون الأدبار؛ و استولت اسرائيل على سيناء والضفة الغربية والجولان في ستة أيام ثم استوت العرش...
((الليحصل ))هو أن حرامية ثورة 1952 حولوا الاقتصاد المصري الى اقتصاد حرب؛ فكانت الكارثة التي مازال المواطن المصري يدفع ثمنها الى اليوم ...
((الليحصل )) هو أن الرئيس المؤمن السادات و خلفه مبارك باعا مصر للنظام السعودي و لذراعه العقائدي مقابل العمولة وورث السيسي هذا الارث الثقيل و المزابل المتراكمة ؛ فكانت أن تفشت سموم الوهابية بين مفاصل المجتمع المصري و داخل أجهزة الدولة لتتحول شرائح مليونية من الشعب المصري الى كائنات سلبية مشلولة غير قادرة على الانتاج ....
الواقع المعاش اليوم ينذر بالأسوأ في ظل وجود الأزهر كمؤسسة دينية تقوم بتدبير الأمن الروحي لقرابة 75 مليون مسلم بمصر؛ و تعلن ولائها للسعودية؛ ويرفع غرنيقها الطيب أزهوران على وزن أوردوغان سياط القتل و التكفير في وجه الأدباء و المفكرين والاعلاميين ؛ و يرفض تكفير داعش لكونهم موحدين يتوجهون في صلاتهم لنفس الكعبة...
الخطاب الديني الذي يدعو الرئيس السيسي اليوم الى تجديده هو بمثابة صب الماء في أرض شحفانة متشققة ، و هو رهان خاسر في ظل وجود الأزهر وقاعدة مليونية تولي وجهها شطر كعبة بني عبد مناف؛ وتتمنى لو تنسف أهرامات مصر و تحرق متاحفها التي هي ذاكرتها الحية الناطقة؛ تماما كما تم تسوية معابد وكنائس و مآثر سوريا والعراق بجرافات ومتفجرات تنظيم الدولة؛ وقبل هذا منذ قرابة 15 قرنا تم حرق مكتبة الاسكندرية من طرف الفاتح عمرو ابن العاص بأمر من خليفة المسلمين عمر ابن الخطاب ...
اذا قارننا صورة التلميذات في الخمسينيات من القرن الفارط مع صور عديدة سواء تعلق الأمر بمدرسة ابتدائية أو جامعة أو معهد أو مستشفى طبي يعج بممرضات محتجبات شبيهات بالبراميل المكتنزة؛ و خلفهن قمامة الأدوية و بقايا الضمادات المتسخة وهن يختلسن بعض الوقت للعلف وقراءة المصحف و أدعية ابن تيمية ؛في حين كانت الممرضة المصرية في الخمسينيات والأربعينات والثلاثينات من القرن الفائت كفراشة رقيقة تحوم حول الأسرة البيضاء النظيفة وتشفي بلمستها وبسمتها...
اذا قمنا بمقارنة صور الماضي الجميلة المبهرة بصور الحاضر المرعبة المقززة نقف عند استنتاج واحد، وهو أننا أمام مريض منهك لا ينفع معه عقاقير أو حصص للعلاج النفسي ، بقدر ما هو محتاج الى استئصال الورم الخبيث من قيعانه؛ و اخضاعه لترويضات خاصة ومتابعة دقيقة ...
(( آهو ذا الليحصل يا أستاذ عمرو .))