الأقباط متحدون - المسيحيون فى المغرب أقلية تواجه الاضطهاد وتصلى سريا والسجن لحامل الإنجيل
أخر تحديث ١٣:١٤ | الاربعاء ١٠ فبراير ٢٠١٦ | ٢أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٣٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

المسيحيون فى المغرب أقلية تواجه الاضطهاد وتصلى سريا والسجن لحامل الإنجيل

 المسيحيون فى المغرب أقلية تواجه الاضطهاد وتصلى سريا والسجن لحامل الإنجيل
المسيحيون فى المغرب أقلية تواجه الاضطهاد وتصلى سريا والسجن لحامل الإنجيل
الدستور المغربي يجرم التبشير ولا يعترف بالمسيحيين المغاربة أو العرب
مريم مسيحية مغربية : لا يسمح لنا الصلاة فى الكنائس أو تسمية أطفالنا بأسماء مسيحية
المغاربة يتسامحون ويعترفون باليهود ويرفضون المسيحية
كتب : نادر شكري
تواجه الحرية الدينية فى الوطن العربي قيودا لا تختلف كثيرا عن مضمونه بين الدول لعربية التي تزعم هذه الدول أنها تحترم الحريات الدينية وتضع بعض المواد بالدستور التي تكفل احترام شعائر الأخر ولكن على الأرض تطبق سياسات متشددة تجاه أصحاب الديانات والعقائد الأخرى وان كان فى مصر الكثير من مواد الحريات الدينية بالدستور ولكن على مر السنوات واجه الأقباط تمييز ديني واضح ولاسيما فى محاولة الكشف عن هويته المسيحية بشكل علني مثل لشاب الانجيلى الذي يواجه تهمة الحبس لتوزيعه كتب مقدس أمام احد  مولات مدنية 6 أكتوبر ، كما يتعرض اى شخص للسجن وتصل العقوبة للإعدام لكل من يحمل كتب مسيحية إلى دولة السعودية ، وفى الكويت اصدر البرلمان الكويتي قرار بمنع بناء الكنائس فى ارض المسلمين 
ونفتح ملف حول أوضاع المسيحيين بالوطن العربي فى ظل ما تشهده المنطقة من تفريغ للمسيحيين فى الشرق الأوسط والمغرب العربي من خلال سلسلة لعرض طبيعة ما يتعرض له المسيحيون فى الدول العربية من انتهاكات تتعارض مع المواثيق الدولية وتخالف ما يصرح به لعرب أنفسهم حول الزعم باحترام العقائد 
•        المسيحيون فى المغرب يصلون سريا 
وفى هذه لحلقة نعرض وضع لمسيحيون فى المملكة المغربية غرب القارة الإفريقية ولتي يواجه فيها المسيحيون المغاربة أو لمسيحيون العرب داخل المغرب اضطهاد واضح باستهداف كل من يعلن عن ديانته ويضطر الكثير منهم الصلاة خفية داخل المنازل حتى لا يتعرضوا للتعقب فى الوقت الذي يواجه اى شخص السجن لكل من يعتنق المسيحية أو يقوم بالتبشير أو يحمل كتب مسيحية للمغاربة  فى لوقت الذي يعطى الحق للممارسة الشعائر للأجانب المسيحيين من الدول  الغربية 
•        تاريخ المسيحية في المغرب
. دخل الدين المسيحي المغرب مع الإمبراطورية الرومانية حيث اعتنق الامازيغ المسيحية وبظهور الإسلام وخاصة أثناء وصول عقبة بن نافع إلى الشمال الإفريقي (بين 681 م و683 م) بدأ تقلص الكنيسة القديمة في بلاد الأمازيغ عموما والمغرب خصوصا بينما كان في الشمال الإفريقي في القرن الثالث الميلادي نحو ثلاثين مجمع كنسي إفريقي وما يقارب ستمائة أسقف في عهد القديس أوغسطينوس  ثم بدأ يختفي إلا في أماكن محددة، مع ظهور الدولة الموحدية التي وحدت المغرب تحت راية الإسلام. أما المسيحية الحديثة، فبدأت في أواسط الأربعينيات، إذ كان أقدم مسيحي مغربي معاصر، هو السيد مهدي اقصارة، الذي اعتقل في طنجة عام 1998 بتهمة التبشير (نشر الدين المسيحي فالأغلبية المغربية من المسلمين  ، ولا يعترف المشرع المغربي بالمغاربة اللادينيين أو غير المسلمين، فيعتبر أن جل المغاربة الحاملين للبطاقة الوطنية مسلمون ، وحتى الان لا توجد إحصائية لأعداد المسحيين وقبيل استقلال المغرب فى عام 1956 وصلت أعداد الكاثوليك من الأجانب  وحدهم إلى 550,000. إلا أنه عقب استقلال المغرب اضطّر عدد كبير من المسيحيين ورجال الدين الهجرة بسبب أعمال العنف 
وأعيد إحياء الحضور المسيحي في المغرب خلال القرنين التاسع عشر والعشرين وذلك خلال الاستعمار الفرنسي والإسباني للمغرب، وذلك مع قدوم عدد كبير من المستوطنين والمهاجرين الأوروبيين والذين أطلق عليهم لقب الأقدام السوداء، أغلبيتهم انحدر من أصول فرنسية أو إيطالية أو إسبانية أو مالطية وحتى من أوروبا الشرقية. وانتمى أغلبهم إلى الكنيسة الكاثوليكية مع وجود لأقلية كبيرة بروتستانتية. انتعشت المسيحية في المغرب فبنيت الكنائس والمدارس والمؤسسات المسيحية وأعيد تأسيس أبرشية كاثوليكية عام 1838، ودخل عدد من السكان المحليين المسلمين إلى المسيحية.
وأعلنت بعض المراكز الغير رسمية إن المسيحية في المغرب تشكل حوالي 1.1% أي حوالي 380,000 نسمة وذلك طبقًا لتقديرات عام 2009 من نسبة 35 مليون نسمة تعداد المغرب ولكن لا توجد إحصائية للمغاربة والعرب المسيحيين فالأغلبية من المسيحيين من الكاثوليك والبروتستانت الأجانب .
•        قانون على أساس التمييز الديني
طبقًا للمادة الثالثة من الدستور المغربي "يضمن للجميع ممارسة حرية المعتقدات"، ولكن يحظر القانون الجنائي المغربي التحول إلى ديانات أخرى غير الإسلام. جميع المغاربة، ما عدا أقلية يهودية صغيرة معترف بها قانونيا، هم مسلمون أمام القانون، وبالتالي لا يسمح لهم اختيار ديانتهم. المسيحيون ذوي الخلفية المسيحية يحق لهم ممارسة شعائرهم بشكل علني. ويقدم المغرب نفسه كبلد متسامح، لكن بطريقة انتقائية، بمعنى أن المغاربة يتقبلون اليهود مثلاً والأجانب، لكنهم يرفضون وجود مسيحيين عرب بينهم، ما يجعل المسيحيين المغاربة يعيشون في سرية تامة. كما قال احد لمسيحيين على غرف الدردشة على التواصل الاجتماعي وهو يحمل اسم مستعار خوفا من تعقبه  "نحن غير معترف بنا إنسانياً وممنوعون من ممارسة طقوسنا ومضطهدون في المغرب، حتى من أقرب الناس لنا، لا نستطيع حمل الكتاب المقدس أو زيارة كنيسة وهذا الاضطهاد الذي يحكي عنه، يفوق الكراهية ويصل إلى العنف وتهديدات بالقتل على صفحات الفيس بوك أو الطرد إذا انكشفت الهوية الدينية. فهناك إخوة لنا الآن من دون مأوى، ينامون في الشارع ومطرودون من أهاليهم وهناك من طردوا من عملهم".
لا يوجد أي نص قانوني في المغرب يمنع دخول الكتاب المقدس للبلاد، لكن رغم ذلك تقوم الدولة برقابة شديدة على المطبوعات المسيحية خصوصًا باللغة العربية ولذلك من الصعب أن تجد كتابا مقدسًا باللغة العربية في المكتبات المغربية، وللتغلب على هذه المشكلة قام المسيحيون المغاربة يترجمة الكتاب المقدس للدارجة المغربية وتم وضعه على الإنترنت من طرف دار الكتاب المقدس المغرب لمن يريد الاطلاع عليه.
•        ممنوع الصلاة 
المسيحيون المغاربة، لا تستطيعون الصلاة في الكنائس، لان الكنائس القليلة  التي بناها المستعمر، موجهة للأجانب المسيحيين المقيمين في المغرب. أما المغاربة، ولأنهم مسلمون بالفطرة و"القوة"، فيجتمعون في كنائس سرية، في بيوت بعضهم.  كما قالت إحدى المسيحيات " مريم.م " نصلي بصوت خافت حتى لا يسمعنا الجيران ولا نستطيع حتى اقتناء الإنجيل من المكتبات لأن هذا ممنوع، ولا حتى حمله، فهذا سيعرضنا للسجن فنحن مجبرون على أشياء كثيرة ضد ديننا المسيحي لأننا نخضع لقوانين لا تعترف بنا وندرس الدين الاسلامى لأطفالنا بالإكراه "نحن في الأخير لا نريد زرع فتنة في المجتمع المغربي، ومرادنا بعيد عن ذلك. نريد التعايش مع بقية أهلنا في سلام، وأملنا أن يتقبلنا الجميع وأن لا نعيش في الخفاء"..
•        الحبس للمرتد 
 وقد أثارت مسألة حرية المعتقد نقاشاً حاداً أثناء تعديل الدستور سنة 2011، إذ يرى الفقهاء المغاربة والجهة الرسمية المتخصصة في الفتوة أن أي مغربي غير دينه مرتد عن الإسلام ويجب إن يطبق عليه الحد، غير أن هذا الأمر يظل نصاً من دون تطبيق، على اعتبار أن تغيير المغربي لدينه يكون في الغالب بطريقة سرية. المجتمع  لا يتسامح فالمغاربة لا يفهمون أن يكون مغربي يتكلم لغتهم غير مسلم. وبالتالي قبل أن يقمع المسيحي من قِبل السلطة سيتعرض للتضييق من قِبل الناس ويعاقب المرتد عن الإسلام طبقا للقانون المغربي بالسجن من سنه إلى ثلاثة سنوات أو اكثر ويجبر على العودة لدينه ] ومن بين الحالات التي تقبع خلف الجدران بسبب إعتناقه للديانة المسيحية حالة جامع أيت باكريم المسجون منذ سنة 2005 في سجن القنيطرة حيث يقضي فيه عقوبة حبسية ب 15 سنة ما في ما يخص قوانين الزواج وما شابه "أبناء الطائفة المسيحية في المغرب لا يستطيعون الزواج بمسيحيين أجانب مثلاً، ويجبرون على اتباع قوانين الشريعة الإسلامية في الزواج ويتعرض للمحاكمة كل من يحمل كتب مسيحية لاسيما اذا وجد مع مسلم .
•        مطالب مشروعه 
طالب أحد المغاربة المسيحيين بحقوق سبعة للمسيحيين من بينها: حق تغيير العقيدة، حق تسمية الأطفال تسمية مسيحية، حق زواج المغربيات المسيحيات بمسيحيين أجانب، حق الاجتماع والعبادة، حق الحصول على الكتاب المقدس باللغات المحلية، حق تدريس أبناء المغاربة المسيحيين في مدارس خاصة وإعفائهم من التربية الإسلامية. وبعدما أن أفتى المجلس العلمي الأعلى في المغرب بقتل المرتد،هناك تخوف كبير من طرف المغاربة المسيحيين أن يكونوا هم أول ضحية سيتم تقديمها لتنفيذ هذه الفتوى.
•        الانترنيت متنفس للمسيحيين
امام حالة التضيق على المسيحيين المغاربة ومواجهة اى محاولة لدخول كتب مسيحية باللغة المغربية قام بعض المغاربة بترجمة الكتاب المسيحية للغات المغربية ووضعها على الانترنيت ولم يكتف المغاربة المسيحيون بترجمة الكتاب المقدس للهجة الدارجة بل حتى للهجات الأمازيغية الأخرى بل وتم تأليف ترانيم وأناشيد دينية مسيحية باللهجة المغربية وأنشأ بعض المغاربة المسيحيين موقعا للكنيسة المغربية تجمعهم في العالم الافتراضي
•        الاعتراف باليهود ورفض المسيحيين
رغم حالة العداء بين العرب واليهود الا انه فى المغرب يعترف الدستور باليهود ولا يعترف بالمسحيين وكان عدد المغاربة اليهود في حدود 250 ألف عام 1940، وكان ذلك الرقم يمثل نسبة 10 % من مجموع سكان البلاد، وبلغت معابدهم 33 معبدا يهوديا فضلات عن عشرات المؤسسات التابعة لها  ثم بدأت بعد ذلك هجراتهم إلى مختلف بقاع العالم ككندا والولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية بما في ذلك إسرائيل، إلا انه ظل لديهم ارتباط بثقافة بلدهم الأصلي حتى بين أفراد الجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين، وظل العديد منهم يحتفظ الى جانب الجنسية بالجواز السفر المغربي
يشكل اليهود في المغرب، حسب تقرير صادر سنة 2010 عن منظمة أمريكية مهتمة بمراقبة الأديان وحقوق الأقليات في العالم تدعى منتدى بيو للديانة والحياة العامة - يشكلون - نسبة 0,2 في المائةوحدد التقرير المناطق التي يتوزع بها معتنقو اليهودية بكثرة بين ثلاث أكبر مدن مغربية، وهي الدار البيضاء ومراكش والرباط، باعتبارها المدن التي تتوفر على معابد اليهود.وذكر التقرير أن اليهود يتوفرون على 10 معابد مفتوحة لإقامة الطقوس الدينية بانتظام موزعة أيضا بين المدن الثالثة 
واكتسب اليهود بالمغرب وضعية أهل الذمة وهي وضعية أطرت سلوك المسلمين إزاءهم، فكان موقفهم قوامه عدم الاعتداء والتعامل في المعروف وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليهود دينية أو قانونية أو وقفية أو قضائية.ولهذا أقر بعض الباحثين اليهود بإيجابية وضع أهل الذمة، حيث يقول حاييم زعفراني أن المجموعات اليهودية تمتعت داخل هذا الإطار باستقلال ذاتي كامل إداري وثقافي ووضعت لها نظامها الخاص، وكانت لها محاكمها وماليتها، وكانت تضمن لتابعيها حقهم في التدين والرعاية والتعليم وتطبيق قانون الأحوال الشخصية، بل وحقوقهم المشروعة فيما بينهم، وكان للطائفة سلطة تنظيمية تلزم أفرادها بكل ما يتعلق بالجوانب الضرائبية والمصالح العامة، كما اعتبره وضعا قانونيا متسامحا (استقلال قانوني وإداري كامل) إذا ما قورن بالذي عرفه يهود البلدان المسيحية الأشكناز.
وفى الوقت نفسه لا يعترف الدستور بالمسيحيين المغاربة ولا يسمح لهم بإقامة الكنائس عدا بعض الكنائس التي بنيت فى عهد الاستعمار ويمارس الأجانب المسيحيين الصلاة فيها حيث توجد سبع كنائس حرة في مراكش وست في الدار البيضاء وخمس في الرباط وواحدة في العيون, كبرى مدن الصحراء الغربية. وتواجد الأغلبية المسيحية من الأجانب الأسبان والبرتغال فى مدينتى سبتيه ومليله التي احتلت من البرتغال وتأسست الأبرشية الرومانية الكاثوليكية في سبتة ، وتم دمج مطرانية الرومان الكاثوليك قادس لى سبتة، وقام خوان ألونسو بيريث دي غوثمان إي دي ريبيرا بالاستيلاء على مليلية وضمها إلى المملكة الإسبانية. تأسست الكنائس في مدينة مليلية وسبتة وسكنها العديد من المسيحيين الكاثوليك حيث ما زلوا يشكلون الأكثرية السكانيّة فيها.
وفي الوقت الذي تصر فيه الإحصائيات المغربية على أن المسيحية لا وجود لها وسط المغاربة، سواء من ذوي الأصول العربية، أو من ذوي الأصول الأمازيغية، تتحدث المنظمات الحقوقية الدولية في تقاريرها الأخيرة عن وجود "أقليات مسيحية مغربية، تعاني من الاضطهاد الديني، ولا يسمح لها بممارسة حقها في حرية التدين والاعتقاد بشكل علني".
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter