د. مينا ملاك عازر
في المقال السابق ناقشنا اشتراطات واحتياجات السعودية وتركيا للتدخل في سوريا، واليوم ألتقي معكم لمناقشة الدول المرشحة للتدخل معهم إن وُجِد.
أبدأ بالإمارات العربية المتحدة أكثر البلدان التي أنزعج لتورطها في حرب كاليمن لأنها لا تستحق ما تناله من مآسي بفقدانها زهرة شبابها في مغامرة في اليمن ضرورية بسبب التمدد الإيراني، وفي سوريا لا ضرورة لها وإن تمت ستكون بضغوط سعودية لا لشيء إلا لكي ترضي ملك ونجله شغوفين بمقاتلة إيران، الكارثة الحقيقية للإماراتيون ابتعاد أرض القتال عن بلدهم وابتعاد الخطر وخاصةً وأن الأمن الإماراتي قادر والحمد لله على إحكام القبضة الأمنية على البلد أي أن تهديدات داعش الإرهابية بعيدة عنه وأي اشتراك في قوة برية لا يعني إلا أن الإماراتيون يقدمون شبابهم فرصة لاصطياد داعش لهم والمساومة عليه أو قتلهم ذبحاً أو حرقاً لا قدر الله ناهيك عن التكلفة الاقتصادية والتي وإن تحملتها السعودية فهي لن تؤدي إلا مزيد من التدهور للاقتصاد السعودي المتألم بالفعل بعجز هائل في الموازنة.
أما قطر فعدد جيشها لا يسمح لها بمشاركتين واحدة في اليمن والأخرى في سوريا وحتى لو رمزية كنظيرتها في اليمن فلا يمكن التضحية بالجيش كله خارج الوطن والاعتماد على القاعدتين الأمريكية والتركية لحماية البلاد فذلك عيب في حقهم وإن كانوا هم لا يعرفوا العيب ووجههم مكشوف، أما الكويت فاشتراكها هو أمر محتمل بل هو ضروري لسبب غاية في الأهمية وهو تماسها مع دولة داعش القاطنة في العراق المجاورة للكويت ما يعني ضرورة اجتساس جذورها لمنع تناميها حتى لا تصل أرضها، وأما الأردن فهو أمر قد يكون مهم مناقشته بعين أن الأردن تلاصق سوريا من الجنوب والعراق من الغرب ما يعني أنها في قلب الخطر ومن الضروري التدخل، لكن السؤال، هل داعش تهدد الأردن؟ لا لسبب مهم جداً وهو أن داعش تعرف جيداً أنه لا يمكن الصدام بدول تحت حماية الدولة الراعية لها وإلا ستكون قد كتبت خاتمتها.
أما سلطنة عمان والبحرين فهما دولتين موقفهما معروف، وهو الحياد الإيجابي، ويمكن التخلي عن إيجابيته ليكون حياداً سلبياً ما دام هذا سيحفظ لهم أمنهما ولنتذكر أنه إبان الانتفاضة الشيعية في البحرين لم يحمها سوى الجيش السعودي والجيوش الخليجية، وهو ما قد يجعل البحرين تحاول رد الجميل للسعودية، وإن كنت ميالاً لتفهم سعودي لإحجام البحرين عن ذلك من منطلق ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع.
هذا هو الموقف في الدول العربية بآسيا، فلنترك المجال للمقال القادم، إن عشنا وكان لنا نشر لنتناقش حول احتمالات دول أخرى، ومن بينها الدول العربية بأفريقيا.