هيا بنا يا أصدقائى نركب آلة الزمن للكاتب الإنجليزى هـ. ج. ويلز، نحن الآن فى سنة ٢٠٣٠ م شوارع القاهرة جميلة، الناس كلها حلوة وجميلة، اتجهنا لدار الأوبرا الجديدة التى بنيت على أرض الأوبرا التاريخية بعد هدم الجراج «العار» أمام تمثال إبراهيم باشا «عدو الوهابية الأكبر»، عادت الهوية المصرية إلى أصحابها، دخلنا الأوبرا لحضور مسرحية بعنوان: دراما الخير والشر، فتح الستار، كان أوزيريس، ست، إيزيس، نفتيس، مجموعة من أتباع ست الأشرار، تابوت خشبى جميل من خشب الأبنوس مطعم بالذهب، الفضة، الأحجار الكريمة!
«المشهد الأول»
ست: أخى العزيز أوزيريس، إخوتى البنات إيزيس ونفتيس، جاءنى هذا التابوت هدية من بيبلوس «لبنان»، وقد جربته فوجدته أطول منى، وعلى كل واحد يرغب فى هذا التابوت أن يجربه أو تجربه، ومن يكون على مقاسه هذا التابوت، فهو هدية منى له أو لها!
يدخل أوزيريس التابوت الذى كان معداً على مقاسه من قبل، فيهجم الأشرار بسرعة ويضعون الغطاء على التابوت ويحكمون غلقه بالمسامير!
يرقص الأشرار حول التابوت وينشدون:
نحن بنو الجبار.. العلم المنار
ست بكر النار.. يا عز من له أنتمى
نقول حين نصطدم.. بسادة أو خدم
صمم.. صمم.. صمم.. عمى عمى عمى».
تصرخ إيزيس وترتمى على التابوت تبكى:
«رحماك يا آمون وعفواً
كنت أخفى الحب فأصبحت أبدى
ويح أوزير وويحى أى ثأر
للمقادر عند ست وعندى».
يهجم ست وأعوانه على التابوت، يحملونه ويذهبون به لإلقائه فى النيل «حابى»
يسدل الستار على الفصل الأول.
«الفصل الثانى»
أشلاء أوزيريس بعد أن مزقها ست، تجمعها إيزيس وتبكى:
لنا الله يا قلب «أوزير» لا
يجيب وحبيبى لا يسمع
ما كنت أعلم أنك تودع فى حابى «النيل»
أن حابى فيه الكواكب تودع
ما ضيع الباكى عليك دموعه
إن الدموع على سواك تضيع.
تظهر نوت ربة السماء، ترفع يديها فوق أوزيريس فترتد إليه الحياة! تجفف إيزيس دموعها، وتقترب مع أختها من أوزيريس وتقول: تباركت يا نوت حبيبى أفاق
صحت عيناه وصحا المسمع
رجعت لنا يا أوزير بعد أن
اعتقدنا أن من مات لا يرجع.
يصعد أوزير إلى السماء مع الربة نوت وسط تصفيق حاد من السادة المشاهدين.
ملحوظة: الشعر بتصرف من أمير الشعراء.
يسدل الستار ويفتح على الفصل الثالث
«محاكمة الروح»
نظرا لضيق المساحة.. ستكون المقالة القادمة عن محاكمة الروح ورب المحاكمة هو أوزيريس، وعن يمينه إيزيس تسجل الأعمال الطيبة للأوزير «المرحوم»، ونفتيس على اليسار تسجل الأعمال الشريرة له، ٤٢ قاضياً يمثلون ٤٢ محافظة لمصر، جدير بالذكر أن من ست جاءت كلمة SATAN أو شيطان، وهناك رأى آخر أنها من شاط أى احترق أو شطن أى ابتعد وانحرف «عن طريق الخير»، كما أن الخنزير كان طوطما معبوداً عند اليهود، ولكنهم وجدوا مصر تحرم أكله لأن ست تنكر على هيئة خنزير أسود وفقأ عين حورس، فحرموا أكله أسوة بالمصريين، أما رمز عين حورس التى نضعها كأطباء قبل كتابة أى دواء، والعالم كله يفعل ذلك كما كان الطبيب المصرى القديم يفعله، معنى هذا الرمز أنه وعد من الطبيب للمريض يقول: سأعيد إليك صحتك كما عادت إلى حورس عينه! دجامليسون Hurry الإنجليزى يطالب أطباء العالم جميعاً بأن يكون رمز مهنتنا إيمحوتب «القادم فى سلام» وليس أبوقراط، فالأول شخصية حقيقية عبقرية طبية هندسية «الهرم المدرج» والثانى شخصية هلامية، وعمار يا مصر.