الأقباط متحدون - ويسألونك عن «السجادة» قل لهم «حمرا»
أخر تحديث ٠٦:١٩ | السبت ١٣ فبراير ٢٠١٦ | ٥أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٣٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ويسألونك عن «السجادة» قل لهم «حمرا»

نشأت الديهى
نشأت الديهى

 يبدو أن وقت الهيافة قد حان، كنا نظن أنه سلوك موسمى يأتى على فترات، لكن يبدو أنه أصبح متوافراً طوال أيام السنة، والهيافة أنواع وأشكال وألوان، تم استحداث أنواع جديدة لم تكن معروفة من قبل على يد مجموعة من خبراء الهيافة، حيث لم نكن نعرف من الهيافة إلا القليل من نوادر جحا، لكن هذا الزمان شهد طفرة نوعية هائلة فى استنباط أنواع وسلالات جديدة تلائم البيئة المصرية وتلبى الطلب المتزايد على جميع منتجات الهيافة بدءاً من الهيافة الخام إلى الهيافة تامة الصنع، ويقوم على ملف الهيافة نخبة من الأساتذة والمتخصصين الذين يعدون فقهاء فى عالم الهيافة الذين نجحوا فى رفع منتج الهيافة المصرية من درجات متدنية على مؤشر الهيافة العالمى إلى درجة متقدمة جداً جعلت مصر تتبوأ مكانة الصدارة، لقد نجح هؤلاء فى تصدير منتجات الهيافة بشكل سريع وبدون مجهود وساعدهم فى ذلك العديد من وسائل الإعلام التى كانت بمثابة راعٍ رسمى للهيافة دون مقابل تشجيعاً لمنتج الهيافة النادر الذى نتميز فيه بمزايا مطلقة وليست نسبية، نجح هؤلاء فى نشر مصطلحات الهيافة فى كافة الأوساط حتى انتشرت مؤخراً كافيهات لا تقدم إلا منتج الهيافة وبالطبع قام بعض العباقرة بتدشين محطات فضائية لا تقدم إلا منتج الهيافة، واستطاعت هذه القنوات جذب نسبة من المشاهدين جذبت بدورها العديد من المصالح والإعلانات، فللهيافة فى مصر سوق رائجة لها قواعدها وقوانينها لقد حل منتج الهيافة محل القطن طويل التيلة، ومحل الأثاث الدمياطى والملابس والمنسوجات وكذلك العمال المهرة، حلت منتجات الهيافة مكان كل هذه المنتجات، وللصدفة البحتة فقد تزامن رواج تجارة وصناعة الهيافة مع دخول التوك توك إلى مصر المحروسة، فساعد التوك توك فى توصيل الهيافة إلى كل مكان فى أرض مصر ودخلت صناعة الميديا على الخط لتخدم تلك الصناعة الرائجة، فكان الانتشار السريع وغير المسبوق، (تعالى فى الهايفة واتصدر) أصبح شعار المرحلة بلا منازع واختفت شعارات عقيمة مثل شعارات (صنع فى مصر) و(الراجل مش بس بكلمته) و(الحق فوق القوة) و(مصر أولاً)، وتمت صناعة بادجات بهذا الشعار وتوزيعها على الأعضاء خاصة الخبراء والباحثين فى تطوير استراتيجيات الهيافة الذين ينظرون ويتحدثون أمام الشاشات ووسائل الإعلام، لكن هناك محطات نجاح وتفرد لعالم الهيافة لا تنسى حيث تحققت نجاحات سيقف التاريخ أمامها طويييييلاً طويلاً، وسنجلس يوماً نتحاكى ونتحاكى أمام الأجيال المقبلة لنروى ونحكى كيف تحولنا إلى أساتذة وخبراء فى دنيا الهيافة صناعة وتجارة وترويجاً.

 
كان موسم الانتخابات البرلمانية الماضية نموذجاً للتطبيق الحرفى للقواعد المهنية للهيافة، حيث كانت الهيافة الموضوعية عنواناً عريضاً لدى الكثيرين ممن توقفوا طويييييلاً أمام سفاسف الأمور من عينة (أن قاضياً مشرفاً على لجنة انتخابية اسمه محمدين) ليه يا عم الهايف؟ كان لازم يكون اسمه محمد مش محمدين ودا رغم أنه -يواصل الهايف الشرح- لا يمثل تزويراً إلا أنه يمثل طعناً فى نزاهة العملية الانتخابية برمتها، ويصل الخبر فى الفضائية الأولى للهيافة فى مصر فتقوم بقطع البرامج وتذيع البيان التالى (جاءنا ما يلى: تمكنت وحدات الهيافة المنتشرة لتهييف العملية الانتخابية من ضبط قاض يحمل اسمين فى واحد). والمحطة الثانية تحت القبة وفى جلسة حلف اليمين، كانت للهيافة أعظم الإنجازات على مر التاريخ، وطبعاً دا مش محتاج شرح عشان ربنا يحفظنا من طووووول لسان أساطين وفقهاء ومستشارى وإعلاميى الهيافة، والمحطة الأبرز والأهم هى الأكثر حمرة أو الأكثر حماراً وحلاوة حدثت مؤخراً فيما يمكن تسميته (موقعة الهيافة الكبرى) فى موقعة «السجادة الحمرا» حيث ضرب رجال وسيدات وأتباع ونشطاء الهيافة المثل والقدوة فى تطبيق كافة قواعد الهيافة بمهنية وحرفية وموضوعية غير مسبوقة ورفعوا شعار (تعالى يا ابنى فى «السجادة» واتصدر) وكان هذا ضربة معلم تحسب لقادة الهيافة نجح هؤلاء فى تحويل أنظار العالم من مشروعات تم تنفيذها بعشرات المليارات إلى السجادة الحمرا وطفاية السجاير اللى كانت على الشمال ولون شراب أحد المدعوين الذى كان أحمر «مسخسخ»، نجح هؤلاء فى إنتاج بذرة جديدة للهيافة والتقطها مقدمو البرامج الليلية خاصة أصحاب الحوارات الهايفة وليست الهادفة وحققت مصر فى هذه الليلة أعلى درجات الهيافة وفى النهاية عزيزى القارئ عاوز تتعلم الهيافة؟ لا تقرأ هذا المقال! هتقول لى «ما انا خلاص قريته»، أقول لك «بلاش هيافة».
نقلا عن الوطن
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع