استمعت إلى مداخلة وزير الصحة د. أحمد عماد مع الزميل خيرى رمضان وهو يدافع عن موقفه فى أزمة اعتداء أمناء الشرطة على أطباء مستشفى المطرية، التى فجرت غضباً كبيراً كان مكتوماً فى الصدور، دفاع الوزير من حقه، وقد ردت عليه وفندت حججه د. منى مينا، المهم ليس فى دفاع الوزير لكن المهم فى رد فعل رئيس الوزراء عندما أخبره الوزير بالموضوع ونبهه إلى خطورته، كما ذكر فى مداخلته، قال رئيس الوزراء، لا فض فوه، لوزير الصحة بعدما أخبره عن أن القصة فيها تفاصيل ملتهبة وضرب وتهديد وحبس أطباء وغليان نقابة وغضب زملاء مهنة، رد عليه رئيس الوزراء بكل هدوء: «قل لهم يا دكتور أحمد وبشرهم بأنى هطلع الدكتورين اللى انضربو عمرة مجانية»!!،
تخيلت للحظة أن د. أحمد عماد قد اتصل عن طريق الخطأ ببرنامج «كلام من دهب» للإعلامى طارق علام، الذى كان من ضمن فقراته الرئيسية الست الغلبانة التى يواسيها «علام» برحلة العمرة فتنقلب من البكاء الحار والندب واللطم إلى الزغاريد المجلجلة والرقص الشرقى!!، إذا كانت تلك هى طريقة الحل عند مهندس البترول الألمعى شريف إسماعيل فليترك كرسيه لتجلس عليه سيدة البر والخير ريهام سعيد، أو يحول مبنى مجلس الوزراء إلى شركة «روح» لرحلات الحج والعمرة، وبدلاً من أن يقسم الوزراء أمام الرئيس على الحفاظ على الوطن وسلامة أراضيه، سيقفون صفاً وكل منهم يربط ضمادة على عينه رافعاً شعار «هنيالك يا فاعل الخير والثواب وحسنة قليلة تمنع بلاوى أمناء شرطة كتيرة»!!،
السؤال: عمرة إيه يا معالى رئيس مجلس الوزراء؟!، وإلى متى سنقضيها دروشة؟!، على عينى وراسى عندما تهدى رحلة عمرة لأرملة مكلومة أو لشيخ طاعن فى السن مشتاق إلى رحلة للأراضى المقدسة، مجرد حل نفسى يرضيه ويداوى جرحه النفسى أو بالأصح يخفف عنه أو عنها بعض ضغوط الحزن وألم فقد الزوج أو الابن.. إلخ، لكن أن تحل مشكلة اعتداء أمين شرطة مسلح على طبيب أثناء تأدية عمله برشوة دينية لكى يصمت الطبيب ويسد بقه!!، فهذا هو التخبط ومحاولة حل المشكلات العويصة بطريقة خالتى بمبة وأبلة فاهيتا، وهذا ما نبهت إليه فى مقال الجمعة الماضى حين قلت إن الأزمة كان من الممكن حلها بعدم التلكؤ المعهود والبطء السلحفائى الروتينى الذى تتحرك به الحكومة، خد شلوت ولكمة وروسية واكسب رحلة عمرة مع الحاج شريف إسماعيل وعليها خطين وشريحة سعودى!!، وزارة تأخذك إلى الجنة، وليس ببعيد أن يتم تكليف بعض الشيوخ بانتحال واختراع حديث يعد المضروب من أمين شرطة بالسبعين حور عين، ومن باب الاحتياط سبعين من الغلمان المخلدين!، أو تفصيل فتوى بأن شلوت أمين الشرطة للطبيب جائز وعليه كفارة خصم أسبوع من مرتبه!!، أنيميا السياسة لدى الحكومة ستؤدى إلى الأسقربوط الشعبى والبرى برى الوطنى، الذى يؤدى إلى الدمار والتحلل تحت لافتة يا روح ما بعدك روح!!، ولكن الروح هذه المرة مختلفة عن شركة روح للسياحة الدينية!!.
نقلا عن الوطن