الأقباط متحدون - المعلم يعقوب حنا(1747- 1801م) فى ذاكرة الأمة القبطية
أخر تحديث ١٣:٢٧ | الاثنين ١٥ فبراير ٢٠١٦ | ٧أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٣٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

المعلم يعقوب حنا(1747- 1801م) فى ذاكرة الأمة القبطية

بقلم: د.ماجد عزت إسرائيل

ولد يعقوب حنا في ملوي بمحافظة المنيا في سنة 1747م ، والتحق في عهد "علي بك الكبير" بخدمة "سليمان آغا"رئيس الانكشارية كمدير مالية "سليمان بك" وقد جمع بكفآته المالية والإدارية ثروة ضخمة فأصبح من كبار الملاك وذو ممتلكات واسعة، وأموال كثيرة ولديه مستخدمين، وقد اكتسب يعقوب باتصاله بالمماليك ميزتان الأولى خبره في الشئون المالية والإدارية والثانية براعة في الفروسية والطعن بالسيف،وهذا ما عرف عن المماليك أنهم أعظم فرسان العالم ، وقد حارب إلى جانب "مراد بك" ، ضد قـوات "حسن باشا"، التي نزلت في مصر لتثبيت الحكم العثماني قبل مجىء الحملة الفرنسية على مصر بفترةٍ قصيرة ،وكان في الثالثة والخمسين من عمره عندما غزت الحملة الفرنسية مصر عام 1798 وعندما طلب نابليون بونابرت من المعلم "جرجس جوهري"  رئيس "المباشرين" وعميد الأقباط،أن يرشح له بعض المتخصصين فى الإدارة حتى تسير الأمور كما كانت من قبل،فرشح له يعقوب يوحنا ليصبح مديراً عاماً لتموين وإمداد الحملة الفرنسية في مصر ، كما أيد الفرنسيين في قتالهم المماليك فحارب مراد بك نفسه وحقق النصر عليه بجانب الوجود الفرنسى ،فقد كانت وجهة نظره التأييد المؤقت للحكم الفرنسي في مصر حتى تتاح الفرصة لتخلص البلاد من الحكم القائم ، ورافق الجنرال "ديزية" والجنرال "بليار" فى الحملة الفرنسية( 1798-1801م)  على صعيد مصر للقضاء على المماليك، حيث قاد فصيله من الجيش الفرنسي ضد قوة مملوكية في أسيوط واستطاع أن يحقق الانتصار ويهزم المماليك، مما دفع ديزيه إلى أن يقدم له تذكاراً عبارة عن سيفٍ منقوش على مقبضه "معركة عين القوصية"24 ديسمبر 1798م، إعلانا بفضل يعقوب وبسياسته وحكمته فى تحيق النصر،ولا يزال هـذا السيف موجودا عند الباقين من أفراد أسرته،كما أن المماليك طلبوا وساطته في الصلح بينهم وبين "ديزيه"،كما استطاع يعقوب تأليف الفيلق القبطى(الجيش القبطى) ،وهو أول مصرى وضع مشروعا لاستقلال مصر عن الدولة العثمانية وعن حكم المماليك اذ ارادها بلاد حرة خالصة لأهلها ولكن المنية لم تمهله حتى ينال موافقه الدولة  الفرنسية على هذا الاستقلال، وفى فترة قيادة كليبر 1800م للحملة الفرنسية،عمل معه الجنرال يعقوب فى تنفيذ مشروعاته ،ومنها تنظيم فرقة من السعاه (الهجامة ) تتولى أعمال البريد، ومنحه لقب كولونيل (أى مقدم) كما منحة الجنرال" مينو" قائد الحملة الفرنسية رتبة  "جنرال"  (أى لواء ) تقديراً لجهوده العسكرية وفى أثناء خروج الحملة الفرنسية من مصر سنة 1801م ،غادر معها الجنرال يعقوب،حيث كان يأمل أن يصل إلى فرنسا لا ليعيش فيها ويقطع صلته ببلاده بل ليتقرب الى حكومتها بما كان له من منزله فى نفوس الحكام الفرنسيين،ثم ليتخذ ذلك وسيلة لخدمة وطنه وهو ما عرف بـ "مشروع الجنرال يعقوب لأستقلال مصر" ،ولكن الأقدار قطعت عليه إحلامه ،إذا أدركته المنية وهو فى البارجة الإنجليزية"بالاس" التى استقلها بصحبة عائلته أمه "مارى عزالة" وزوجته "مريم نعمة" وأبنته"منه، وأخيه حنين وأبنه "إلياس" صاحب القاموس الشهير،وصديقه المالطى  الفارس "لاسكاريس" وبعد 6 أيام من رحلته  إصيب بحمى إدت إلى وفاته ،وحفظ جثمانه فى برميل من الخمر،حتى وصلت البارجة لفرنسا ودفن مع رفيقه "ديزية" تنفيذاً لوصيته فى 16 أغسطس سنة 1801م.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter