بقلم : د. رأفت فهيم جندي
هو مريضى منذ سنوات وهو أب كاهن ارثوذكسى وليس من الكنيسة القبطية، اتى لزيارتى في فترة ثار نقاش فيها على الفضائيات والجرائد عندما امتنع اب كاهن قبطي في محافظة المنيا عن الصلاة في الكنيسة على جثمان زوجين متوفيين غير ارثوذكسيين، واتهم البعض الكنيسة القبطية بعدم الرحمة وكتب البعض مقالات ان الطقوس انستنا انسانيتنا، وساهمت الفضائيات والمواقع الالكترونية في هذا الحديث.

ولقد تصادف حضور هذا الاب الكاهن لزيارتي بعد هذا بقليل، ولم يكن على دراية بما حدث وبدون أن أخبره سألته "لو علمت يقينا أن شخصا ما قد ترك كنيستك ثم توفى، وطلب منك اهله الصلاة عليه في الكنيسة فماذا تفعل؟
قال لى: اذهب معهم لبيت الجنازات (فيونرال هوم) واصلى له هناك، وممكن ان اذهب لأصلى له في بيته، وأيضا سوف اذكره في صلاتي الشخصية، ولكنى لن أقوم بالصلاة عليه في الكنيسة.

وأضاف هذا الاب الكاهن قائلا "انا لا أدين هذا الشخص ولا اتنبأ او ادعى انى اعرف نهايته في الأبدية، ولكن ليس منطقيا ان أقوم بصلاة معينة علي جثمان شخص هو لم يؤمن بها او رفضها وهو حي بناء على طلب الاقارب."

وأضاف الاب الكاهن أيضا "هذا الشخص انفصل عن الكنيسة وهو حي وبإرادته، ولو كان قد عاد اليها لقبلته الكنيسة، وهذه ليست كنيستي افعل فيها طبقا لمشاعري، ولكن طبقا لسياسة الكنيسة."
انتهى كلام هذا الاب الكاهن وعدت لأفكر في الأمر، فكثيرا كثيرا ما نفكر في الرحمة بالأقارب متناسيين احترام إرادة الشخص المتوفى.

المسيحية تحترم إرادة الأنسان في كل الأشياء حتى بعد الوفاة، وقبل ان يبرئ السيد المسيح المشلول سأله هل تريد أن تبرأ؟ ولو كان المريض قد رفض الشفاء لما ابراه السيد المسيح، والسيد المسيح لم يفعل معجزات شفاء في الناصرة لعدم ايمانهم ولا يستطيع أحد ان يقول إنه كان غير متحنن علي مرضاهم.

والأب الكاهن الذى امتنع عن الصلاة في الكنيسة على غير أرثوذكسي، اقام سياسة الكنيسة الذى اؤتمن عليها باحترام إرادة الانسان، ولم يعنى هذا انه كان غير متفاعل او مقدر لمشاعر اهل المنتقلين، ولا يعنى هذا أيضا انه يعرف او يحكم على مصيرهما في الأبدية؟ وكيف يقيم الاب الكاهن صلوات خاصة معينة على شخص ضد ارادته او وصيته، هل هو ينفذ تعاليم السيد المسيح باحترام حرية إرادة الانسان ام ينقضها؟