الملك السعودي ونجله محمد بن سلمان  يحاولان اليوم رشوة روسيا بالأموال  لكي تتخلى عن بشار الأسد؛  وهم مستعدون لدفع الكثير  مقابل  سوريا من دون أسد ...

 وهنا؛ وبصرف النظر عن المبادئ  والقيم و العلاقات التاريخية بين دمشق وموسكو منذ عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي عاصر قياصرة روسيا في نسختهم الاشتراكية والاصلاحية البريسترويكية  ( من ليونيد بريجنيف حتى فلاديمير بوتين ) ؛ فإن أي اتفاق سعودي روسي من شأنه غواية الروس وقبولهم بالعرض السعودي السخي  سيعرض الأمن القومي الروسي ومصالحه الجيوستراتيجية إلى الفناء؛ وسينتهي الدب الروسي صريعا تحت أقدام  طالبي فروه الثمين على إيقاع نباح كلاب الصيد وما أكثرها؛ و طلقات البنادق فرحا بنهاية دب قادم من غابات وصقيع سيبيريا ليحط قدميه الباردتين بمياه العرب الدافئة .(...)

===============

إن لم يرضخ الروس لأماني النظام السعودي؛ أي التخلي عن بشار مقابل الرشوة الكبرى؛  فان السعودية ستمر الى الخطة " ب "؛ ألا و هي الزج بتركيا لمواجهة الروس عسكريا تحت يافطة الجهاد المقدس على غرار سنوات الجهاد الأفغاني؛ وكما كانت الدولة اللقيطة التي لا هوية لها والتي  نسميها اليوم " باكستان " ميدانا خلفيا لتجميع الارهابيين  من كل ردم سحيق؛ بتمويل سعودي خليجي لقتال  الروس في  زمن الاتحاد السوفياتي 1979- 1989 وتأطيرهم عقائديا عبر الكتاتيب القرآنية ب بشاوور وكاراتشي  اسلام اباد؛ فان تركيا العثمانية مؤهلة اليوم لتلعب نفس الدور الذي لعبته باكستان بالأمس لتكون قبلة لجهاديي العالم ومنهم القادمون من  أوروبا ممن  يحملون اسم أبا بعرة الفرنسي وأبا خصية الانجليزي  وأبا زبيدة الألماني وأب الدرداء النرويجي ..(...)

 ===============

إلى وقت قريب كان لدى السعودية خياران حول من المؤهل أكثر للعب دور باكستان الجهادي؛ الأردن أم تركيا ؟؟ ليستقر القرار في النهاية  على تركيا للعديد من الاعتبارات ...

أن تكون ساحة الجهاد بعيدة أكبر قدر ممكن من الأراضي  السعودية؛ وبعيدة كذلك عن دولة اسرائيل؛ فأردن بني هاشم له حدود مشتركة مع البلدين ولا يتوفر على جبال حصينة كتلك المتواجدة بتركيا والتي تفصلها عن السعودية حوالي 600 كلم على الطير؛ فتركيا تتوفر  على هذا النوع من التضاريس الوعرة التي ستمكن الجهاديين من التحصن والمناورة  عبر حرب عصابات ؛  تماما كجبال أفغانستان المليئة بالكهوف حيث كان المجاهدون يسقطون طائرات السوفييت بصواريخ محمولة على الأكتاف؛ وكانوا يشنون هجومات  على تجمعات الجيش الأحمر و حلفائه  المحسوبين على الرئيس الأفغاني "نجيب الله"  الذي وقع في أسر عناصر الطالبان سنة 1996و تم شنقه بعد أن قاموا ببتر خصيتيه ووضعها له في فمه  ...(...)

===============

من جهتها؛ الولايات المتحدة الأمريكية ترنو لهذا السيناريو؛ أي  حرب روسية تركية؛  وتتمناه و تعمل على تفعيله عبر أكثر من جهة ؛ فعبر هذا المشروع ستتخلص من روسيا كوريثة العهد السوفييتي الطامح لأكثر من موقع  قدم؛ وستتخلص من صداع مومياء الخليفة العثماني الذي يفرك عينيه و يضع عمامته تأهبا لاسترجاع امبراطوريته  الضائعة ؛ صراع كهذا سيعمل على انتقال الحرائق جنوبا خاصة لبلدان الخليج التي ستنال حصتها من زوابع مشروع الربيع حيث ستكون مرحلته الأخيرة في السعودية  و مدعشات نفطستان؛ وهو الجزء الأخير من ربيع الهدم العربي الذي سيدشن لعهد جديد وخريطة جديدة وفق مقاربة الأمن القومي لواشنطن (...)

===============

أوردوغان وعناصر فريق عمله ؛ لا يقدرون  طبيعة منسوب الغدر عند العائلة الحاكمة بالسعودية؛  ففي الأرشيفات المرئية  تبين لنا كيف كان ملوكهم وأمرائهم والى عهد قريب يستقبلون بشار الأسد على السجاد الأحمر بالعناق والقبلات  ؛العائلة الحاكمة بالسعودية مجبولة  على الغدر الذي هو متأصل فيها ؛ هم يستقبلون الضيف غلى ايقاع رقصة السيف وأنخاب القهوة الحجازية؛ وفي الليل يبقرون بطنه ويسلون مصارينه ليصنعوا منها أوتارا لربابة يعلقونها تذكارا على حيطان قصر الدرعية الرهيب ....(...)

===============

الدب الروسي الذي لا يزال ينظر الى أثار ندوبه في حرب أفغانستان الجهادية ؛ يضع نصب عينيه قولا مأثورا خارجا من شعاب مكة  وأوديتها المتصدعة؛ أن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين؛ فإن كان هذا الدب سيستدرج رغما عنه في أفغانستان جديدة ؛ فانه لن يتردد في استهداف عين الوحش الرهيب عوض اضاعة الوقت في مبارزة  وقطع أذرعه الطويلة العديدة. وعين الوحش الرهيب هناك وراء أسوار الدرعية بمملكة بني وهاب وليست بسوريا أو تركيا (...). 

===============

 فهل سيلدغ الدب الروسي من جحر أفاعي السعودية مرة أخرى ؟؟ كما لدغ منها عندما جاء من غابات روسيا و صقيع سيبيريا لجبال و فجاج أفغانستان المؤدية لمياه نفطستان الدافئة ؟؟ . (...)