الأقباط متحدون - مؤتمر مدريد 1991 (76)
أخر تحديث ٠٧:٥٦ | الاثنين ٢٢ فبراير ٢٠١٦ | ١٤أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٤٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مؤتمر مدريد 1991 (76)

مراد وهبة
مراد وهبة

 فى 30 أكتوبر 1991 انعقد مؤتمر عن الصراع فى الشرق الأوسط فى القصر الملكى بمدريد. فى مفتتح الجلسة الأولى كانت وسائل الإعلام العالمية فى الصدارة بلا منافس، ومن بينها التليفزيون يبث أعمال المؤتمر التى يهيمن عليها لاعبان أساسيان وهما حنان عشراوى بالنيابة عن فلسطين ونتنياهو عن إسرائيل. وقد قيل عن عشراوى إنها تمثل الوجه الجديد الفلسطينى إذ هى فصيحة ومعتدلة ومحترفة ومثابرة، وقيل عن الفلسطينيين فى معسكرات اللاجئين وفى الأراضى المحتلة إنهم كانوا مفتونين بأن أصبح لهم مكانة على المسرح العالمى، وأن هذه المكانة اكتسبت مشروعية قانونية بحضور الرئيسين بوش وجورباتشوف وممثلين عن أمريكا والمجتمع الأوروبى.

والجدير بالتنويه أنه بعد شهور من المساومات الصعبة ولىّ الذراع استطاع وزير خارجية أمريكا أن يحصل على تنازلات كبرى من الفلسطينيين والإسرائيليين. فبالرغم من المعارضة المستميتة والممتدة فقد وافق الفلسطينيون بتدعيم خفى من منظمة التحرير الفلسطينية على اتخاذ إجراءات مؤقتة تستند إلى مفهوم الاستقلال على نحو ما هو وارد فى اتفاقية كامب ديفيد كما وافقت إسرائيل لأول مرة على التفاوض مع وفد فلسطينى برئاسة غير رسمية لفلسطينى من القدس اسمه فيصل الحسينى الذى كان يتلقى الأوامر من المنظمة الموجودة فى تونس. ولم يبق بعد ذلك سوى إقامة مفاوضات ثنائية وجهاً لوجه. أما الرئاسة الرسمية فكانت بقيادة حيدر عبدالشافى الذى أعلن أن مظاهرات السلام التى تمت فى القدس فى نهاية عام 1989 والتى انتهت بتشابك أيادى الفلسطينيين والإسرائيليين أصبح فى الإمكان إعادتها إثر انتهاء مؤتمر مدريد. وكان رأى حركة السلام الآن أن عبارات عبدالشافى قد أوضحت أن سنوات النضال قد أدت نتائج إيجابية للفلسطينيين وبقى أن تعرف إذا ما كان ثمة نتائج إيجابية قادمة.
 
ومع ذلك كله فقد قيل إن مؤتمر مدريد توقف عند السطح ولم يمتد إلى العمق. فثمة خطوات صعبة لابد من إجرائها عند القيام بمفاوضات ثنائية قد تمتد إلى سنوات لتحقيق اتفاق سلام دائم يستلزم تنازلات مؤلمة، وفى نهاية المطاف لن تكون مبهرة.
 
ومع ذلك كله أيضاً فإن مؤتمر مدريد هو خطوة أولى جديرة بالتنويه فى إطار نضال تاريخى من أجل حل صراعات الشرق الأوسط حيث يجلس أعداء ألداء على مائدة واحدة ويتحاورون. والجدير بالتنويه أيضا أن الفلسطينيين فى الأراضى المحتلة بتاريخ 29 أكتوبر 1991 الذين قدموا أغصان الزيتون إلى الجنود الإسرائيليين هم ذات الفلسطينيين الذين كانوا يقذفونهم بالحجارة. وفى غزة نظم أيضا أنصار عرفات مظاهرة سلام وتبادلوا التحية مع المحتلين.
 
أما فى إسرائيل فإن مسألة التنازل عن أراض فى مقابل السلام قد أحدثت انقساماً متساوياً بين المؤيدين والمعارضين. فعندما سئل الإسرائيليون عن مدى الموافقة على إقامة دولة فلسطينية إذا كانت هى العقبة الأخيرة إزاء السلام كانت الاستجابة إيجابية بنسبة 84%. وبالرغم من ذلك فما تم فى مؤتمر مدريد كان موضع شك من قبل الغالبية الإسرائيلية.
 
والسؤال إذن:
 
ماذا حدث بعد مؤتمر مدريد؟
 
بذلت القيادات الفلسطينية فى الأراضى المحتلة جهداً لدفع التدعيم الشعبى لعملية السلام وذلك بإنشاء لجان سياسية فى عدد من المدن الفلسطينية وباستئناف الاتصال بحركة السلام الإسرائيلية. وقد تم ذلك بقيادة سارى نسيبة وبموافقة من القيادة الفلسطينية فى تونس. وكانت الغاية من ذلك خلق حركة سلام فلسطينية مستقرة وقوية يمكن أن يقال عنها إنها «حركة السلام الفلسطينية الآن».
 
والسؤال إذن:
 
ماذا كان رد فعل حركة السلام الإسرائيلية الآن؟
نقلا عن المصرى اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع