نبيل المقدس
      شدد الرئيس السيسي في خطابه الأخير الذي أحدث جدلا كبيرا بين عامة الشعب ,, علي أن الوطن لا يزال يتعرض لمحاولات إسقاطها .. وأن جميع هذه التحديات ليس لها أي قيمة أمام الحفاظ علي وحدة الشعب .. وأكمل سيادته كلمته خلال فعاليات إطلاق إستراجية مصر للتنمية المستدامة والتي تم إطلاق عنوانا لها " رؤية مصر حتي سنة  [ 2030] . .. وكان هذا الخطاب غير مكتوب , بل ترك نفسه بقلب مفتوح للشعب , لكي يعبر عما يحدث علي مسرح الأحداث السياسية .. وببساطة شديدة تكلم الرئيس وتحادث مع الشعب من خلال الميديا باللغة التي هي اللغة يتكلم بها الشعب نفسه .. وبنفس المصطلحات التي يستخدمها الكثيرون منها  في حياتهم العادية .. لذلك لكي يكون قريب منهم ويفهمون كل ما في فكره من احداث اراد ان يشارك الشعب معه فيها ..

      طريقة الرئيس في إلقاء كلمته بهذا الشكل لم يعجب فئة من الناس , وخصوصا بعض الذين يتباهون بالثقافة والتحضر .. كما إستغلت بعض الألسنة القبيحة هذه الكلمات في خطابه لكي يهزوا مركزه ومكانته في قلوب الشعب البسيط .. لكن حدث العكس إزدادت شعبية السيسي في قلوب الشعب حتي ان الفكرة التي اطلقها " صبح علي مصر" نجحت وتم تجميع حوالي 2 مليون جنيه في اليوم الثاني من الخطاب ..

    اكمل الرئيس خطابه بكلمات لم يتعود عليها الشعب المصري .. فلأول مرة يشعر الشعب وهم بشاهدون ويسمعون الخطاب بأنه يجلس في وسطهم بدون تكليف .. ولا لف ولا دوران في ما يريده ان يوصله إلي شعبه .. حيث يعلن ولأول مرة في تاريخ رؤساء مصر إننا "بنتعاير بفقرنا .. بس أنا مش هسكت , ولو أحنا مصريين بجد ما أنامشي إلاّ لما نبنيها .. ولما حد يوجعنا كمصريين ما نردش عليه .. أحنا نشتغل ونبني ونعمر بلادنا , وهو ده الرد . وأضاف سيادته ان الهدف هو الحفاظ علي الدولة المصرية .. وهنا تفوه بجملة اثارت الكثيرين من الشعب وأصبحت فرصة للمغرضين والأحقاد وفئات الإرهاب المتخفيين وهي " والله العظيم لو ينفع اتباع لا تباع " . رئيس دولة يتكلم في منتهي الحب لمصر .. رئيس يتكلم بعفوانية فيها روح المصريين .. وكما قلت انه يتحدث في هذا الخطاب بلغة المصريين وبروح المصري الأصيل .. هذا التعبير اتخذه الأوباش والأعداء بطريقة السخرية .. وخرج علينا الكثير من الإعلاميين الذين فضحوا انفسهم عن توجهاتهم الحقيقية .. بحجة انه لا يصح لرئيس دولة يتلفظ بهذه الألفاظ .. لكن علي الأقل لم يوجه اي كلمة بزيئة ضد احد او ضد أي دولة من لحظة توليه الحكم .

    بهذه المناسبة تذكرت خطابات عبد الناصر .. وإستهزائه فيها لملك السعودية الملك فيصل , ولملك الأردن الملك حسين بأدني الكلمات .. وبأكثر الكلمات المملوءة بذائة .. ولم يستهجن الميديا المصرية  منها .. بل اعتبرت هذه السباب والشتائم هو نوع من قوة عبد الناصر وانه حقق نصرا مبينا .. بالرغم أنهما  كانا علي حق .. فقد قام عبد الناصر ضرب الجيش اليمني لكي يسقط ملك اليمن .. ومساندة الثوار لكي تتحول إلي بلدة جمهورية بالرغم انه قال في احد الخطب انه لا يتدخل في شئون الدول الداخلية  .. وها نري اليمن ممزقة واصبحت خيال مأته.  

    كانت خطب عبد الناصر اغلب كلماتها توجيه السب والشتائم علي رؤساء العالم .. وهنا لنا وقفة .. فنحن لم نري انتقادات او همس اولمز من الميديا المصرية .. بالرغم ان هذه الشتائم التي كانت تخرج من عبد الناصر كانت غير عفوانية وليست للدفاع عن المصالح المصرية ... بعكس كلمات السيسي المملوءة حب للوطن ومن اجل الشعب المصري .. لم نسمع طيلة رئاسة السيسي أنه يسب او يشتم او يأتي بسيرة بلدة أخري حتي ولو كانت عدوة .. او تحتضن ارهابيين .

      ويوجه السيسي في خطابه المصريين بهذه الكلمات .. " لو سمحتم متسمعوش كلام حد غيري " .. تلقفها المغرضون واعداء مصر علي انه دكتاتور .. وانه مستحوذ علي مؤسسات الدولة .. وانتشر هذا الفكر في البلدان التي تريد لمصر الخراب , واعتبروها سقطة لثورة 30 - 6.. لكن هم لا يدركون قصده الحقيقي .. فقد رأي ان كل من هب ودب يخرج علينا بتصريح غريب .. ويصير نقطة انطلاق لتشويه صورة النظام الحالي .. وبث روح الفشل واليأس في قلوب الشباب , وتعمل علي إحياء الفتن .. وتحريض الشعب علي اعادة ثورة 25 يناير مرة اخري .. هذا ما ألزمه أن يصرح هذا التصريح .. علينا ان لا نتخذ هذا التعبير بالمعني الحرفي .. فكل عاقل متزن .. أو سياسي محنك , يقرأها القراءة الجيدة وهي السماع إلي البيانات الرسمية التي تخرج من المتحدث الرسمي للرئاسة او الحكومة .. ونبتعد عن المواقع الإلكترونية التي هي وصمة عار لأصحابها.

     ياشعب مصر .. بدل ما تنتظر السلطة واللقطة من الرئيس لكي تبطيء اعماله الواضحة .. صبح علي مصر يوميا .. بمكالمة بسيطة مقدارها 5 جنيه ... تقول فيها بنحبك يا مصـــر ...!!