تمر هذه الأيام الذكرى الخامسة عشر لقيام تنظيم طالبان بتحطيم تمثال "بوذا" في أفغانستان، إلا أن هذه السنوات شهدت أيضا تدميرا ممنهجا، ومستمرا للإرث الحضاري للإنسانية، الأمر الذي يساهم في القضاء على تاريخ المنطقة كلها وتغيير هويتها، وهو ما تسعى إليه التنظيمات الإرهابية جميعها، ونعرض في التقرير التالي أبرز هذه الحوادث. 

قامت عناصر من تنظيم "طالبان" بتدمير تمثالين أثريين منحوتين على منحدرات وادي باميان، في منطقة هزاراجات أو هزاراستان في وسط أفغانستان، ويعود تاريخ بنائها إلى القرن السادس قبل الميلاد، حيث استخدمت العناصر الإرهابية الديناميت لتدميره في شهر مارس 2001 رغم أنه يعتبر الموقع أحد مواقع اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 2003م. 

وفي الذكرى الرابعة عشر لتدمير التمثالين أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي عن تدمير متحف الموصل في العراق، وذلك في 26 فبراير عام 2015. 

وبث التنظيم الإرهابي تسجيلا مصورا "فيديو" لعناصره يقومون بتحطيم محتويات متحف نينوى بمدينة الموصل شمال العراق والذي يعد أحد أهم المتاحف في العالم، بالإضافة إلى متحدث من "داعش" يقف أمام مجسم أثري كبير فيما يفترض أنه متحف نينوى الأثري وأشار بيده إلى المجسم قائلاً "إن هذه أصنام وأوثان لأقوام في القرون السابقة كانت تعبد من دون الله". 

كما قام التنظيم الإرهابي، في شهر أكتوبر من نفس العام، بتفجير "قوس النصر" في مدينة تدمر السورية، وذلك ضمن سلسلة من التدمير الممنهج للآثار وسرقتها لأنها تعد أحد مصادر التمويل الرئيسية لمسلحيه. 

ليس هذا فحسب بل قام التنظيم بتدمير عدة معالم أثرية دينية، ومنها قبر النبي يونان (يونس)، حيث قامت العناصر الإرهابية بتفجيره وبث مقطع فيديو لذلك التدمير، وهو يقع في مدينة الموصل، وقد عثر عليه عام 767 هجريًا، وبني عليه مسجد عرف باسمه. 
 

بالطبع فإن عداء التنظيمات الإرهابية للآثار المخالفة لعقيدتهم، وخاصة المسيحية مضاعف، وقام بتدمير الكثير من الكنائس والأديرة التاريخية، وأهمها الكنيسة الخضراء في تكريت بالعراق، ويرجع تاريخها إلى القرن السابع الميلادي. 

الإرهاب، حاول ضرب الأثار في كل منطقة وصلت إليها يده، وفي تونس نفذ إرهابيون عملية "متحف باردو" في 18 مارس الماضي، حيث احتجزوا عشرات السياح، وتدخلت قوات الأمن، إلا أن الحادث أسفر عن 22 قتيلا إضافة إلى المسلحين و45 جريح وتم احتجاز حوالي 200 سائح.