السبت ٢٧ فبراير ٢٠١٦ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
الرئيس عبدالفتاح السيسي
بقلم – د.مينا ملاك عازر
في البلاد الواقعة خلف محطة البنزين، عرض نفسه للبيع، شعبه بيحبه، ووطنه بيقدر بذله لكن الرئيس يشعر بأن الوطن محتاج أموال فعرض نفسه للبيع، ولكنه وللأسف لديه قناعة أنه لا ينفع بيعه، والكل مقتنع بهذا، ونام الكل في هدوء الملائكة تصبحوا على خير.
في بلاد أمام محطة البنزين يقترح الرئيس ذاته على شعبه التبرع بجنيه واحد يومياً للبلد فيحصل على أربعة مليار جنيه سنوياً، طب بالذمة دي يا ريس عدالة اجتماعية إن تخلي واحد مرتبه ألف جنيه يتبرع بجنيه زيه زي إللي مرتبه عشرين ألف جنيه؟ يا ريس طب دي تيجي إزاي؟! إنك تساوي إللي معاه موبايل من أبو مئة جنيه بإللي معاه موبايل من أبو ألف جنيه؟ يا ريس العدل حلو.
وفي بلاد محطة البنزين نفسها، يصرف الشعب في سنتين ونصف خمسمائة مليار جنيه -بحسب تصريحات الرئيس السيسي- والسؤال هنا مش لو نظمنا المرور يا ريس، ووفرنا نصف العشرين موتوسيكل إللي في موكبك، ونصف العشرين عربية إللي في موكبك وموكب الكثير من المسئولين كنا خليناهم مئتين وخمسين مليار جنيه، وبكده نبقى وفرنا مئتين وخمسين مليار جنيه عملنا بها مشروعات استثمارية تجيب فلوس.
في بلاد الأهرامات، يتم بناء 122 كوبري في عشرين شهر، بمعدل ست كباري في الشهر،اللهم لا اعتراض ولكن هناك من لا يجدوا مكان ينامون فيه ولو تحت تلك الكباري، لذا اتمنى ان نبني لهم ولو مساكن شعبية تتم بهذا المعدل، وسؤال يا ريس، هو حضرتك حسبت كوبري جامعة سوهاج إللي انهار منه جزء قريباً من ضمن ال 122 كوبري!؟.
سيادة الرئيس، الحكومة تتوعدنا بإجراءات مؤلمة، وحضرتك توعدنا بألا تترك مصر إلا بعد أن تعمرها بانتهاء مدتك أو بمفارقة الحياة- لا قدر الله- أي ألم ينتظرنا ونحن نهاتي ونكلم نفسنا كل حاجة بتغلى في البلد إلا المواطن الوحيد إللي بيرخص، الحكومة تتفنن في أن تؤلمنا والرئيس يقول لنا صدقوني أنا بس، يعني ما أصدقشي الحكومة في مسألة الإجراءات المؤلمة إللي حاتعملها!؟.
سيادة الرئيس السيسي، كلي ثقة فيما تقوله، لكني لا أثق في من حولك، فقد تقول لي ما يقولونه لك، فماذا أفعل حينها؟ لماذا تراهن على هؤلاء المرتجلين المفتعلين للأزمات؟ سيادة الرئيس، لا أثق في هؤلاء الذين دفعوك إلى أن تقول أنه لو ينفع تبيع نفسك كنت تبيع، لأنه لا حياة لأمم ولشعوب رؤساءها يبيعون أنفسهم في وجود خبراء لا يتعبون أنفسهم ويشغلون عقولهم ليأتوا لنا باستثمارات.
المختصر المفيد الرئيس لا يُباع أما الأفكار فتشترى.