بقلم القمص أثناسيوس جورج
توصَّ٠الثقاÙØ© المعاصرة Modern culture Ø› بأنها ثقاÙØ© ”ما بعد الإيمان“Ø› التي أثرت ÙÙŠ المØيط المعلوم Ø› وأسÙرت عن تطورات متلاØقة : أخلاقية وثقاÙية واجتماعية وطبية ØŒ ÙƒØ§Ù„ØªÙ„Ù‚ÙŠØ Ø§Ù„Ø§ØµØ·Ù†Ø§Ø¹ÙŠ والاستنساخ وزرع الأعضاء وأطÙال الأنابيب والهندسة الجينية Ø› والذكاء الاصطناعي.
تلك الأنماط التي صارت واقعًا يومًا Ùيومًا ØŒ متÙاعلة ومتشابكة ØŒ لتمرير الاتجاهات وهندسة الاÙكار من بلد إلى آخر دون جواز سÙر... الأمر الذﻱ يستوجب ضرورة التعامل مع واقعها المستجد ØŒ بنزعاته البصرية Sewlasism والÙردانية Individualism والإنسوية Humanism والاجتماعية Sociologism والتجديدية Neophilia والاستهلاكية Consumerism .
تلك النزعات التي تنتمي إلى مذهب المتعة Hedonism ØŒ مختزلة الØياة Ùقط ÙÙŠ الأنانية والمجون والاستهلاك والتمركز Øول النÙعية ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø ØŒ Ùˆ Øول كل ما هو غريب وجديد Ø› ما دام يسعى لتضخيم الذات والأطماع الÙردية ØŒ مؤديًا إلى تهميش الإيمان وتجريد الإنسان من اتØاده الكياني بالله Ø› بعيدًا عن عشرته الإلهية وخلاصه ØŒ بØثًا عن ما ÙŠÙعر٠بإنجيل الرخاء والازدهار والصØØ© والغنَىThe prosperity gospel, or the health and wealth gospel .
لذلك تق٠الكنيسة كأÙÙ…ÙÙ‘ الأولاد الÙرØØ© Ø› من أجل إلØاظ وتقديم Øياة الإيمان دون تشوÙّهه Ø› معلنة المشيئة الإلهية كما ÙÙŠ السماء كذلك على الأرض ØŒ بØضور ملكوت الله من غير إنزواء أو تقوقع ØŒ ÙÙŠ كنيسة الرجاء والمØبة الراسخة Ø› التي تتÙاعل دون أن تذوب Ø› لأن المسيØÙŠ لا يطمر رأسه ÙÙŠ الأرض ليتجنب المخاطر؛ بل يلتزم بالوصية الإلهية Ø› التي هي بÙوصلة Øياته لتØقيق المعنى والغاية من الØياة والوجود .
لذا وجب على الكنيسة أن تتعهد مسيرة الأخلاق اللائقة بالإنسان الجديد؛ وتترجمها إلى واقع ØÙŠ Ø› لأن الأÙعال هي التي تعطي للأقوال مصداقيتها ØŒ والدينامية الروØية هي التي تتعامل مع مصائب العالم Ø› Ø¨Ø±ÙˆØ ØµØ§Ùية ليتورجية نسكية منتعشة Ø¨Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ Ø› عبر ترجمة الخبرة الروØية إلى مواق٠Øقيقية Ø› تØتضن البعيد وتشهد Ù„Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙÙŠ العالم Ø› من أجل إصلاØÙ‡ والارتÙاع به وانتشاله Ø› كما عمَّد آباء الكنيسة ثقاÙات عصرهم Ø› ومسØوها بمسØØ© Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³.. وعلى خطاهم Ù†ØÙ† نسلك Ø› غير منغلقين على أنÙسنا انغلاقًا أنانيًا ØŒ بل مجتهدين بسعي لتجديد ثقاÙØ© العالم وتغيير وجهه Ø› لأن الله دعانا لنعمل ما دام نهار Ø› Øتى يؤمن الناس بالنور ويسلكوا Ùيه Ø› Ùلا تدركهم الظلمة... معلنين دعوة تقديس العقل ÙˆØ§Ù„Ø±ÙˆØ ÙÙŠ التواصل مع هذا العالم المعَلْمÙÙ† الثقاÙØ©.
Ùعلم اللاهوت علم تطبيقي وليس علمًا نظريًا Ø› لأنه يتناول Øياة الإنسان كلها.. مثلما قال معلمنا القديس بطرس : ”يارب لمن نذهب وكلام الØياة الأبدية هو عندك“ØŸ! (يو Ù¦ : ٦٨).. Ùليس عندنا أهم من مرجعية إنجيلنا المقدس وتقليد كنيستنا الآبائي ØŒ ÙÙŠ بوصلة تعاملنا مع العولمة والتكنولوجيا والتØديات التي دخلت إلى أدق تÙاصيل Øياتنا Ø› من Øيث ندرﻱ أو لا ندرﻱ Ø› Øتى Ù†ØاÙظ على إيماننا العملي وسلوكنا ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙŠØ³ÙˆØ¹ (تعلموا مني) ØŒ (كونوا قديسين) ØŒ (كونوا كاملين) ØŒ لا بإنعزال انسØابي أو هروبي Ø› لكن بعمل النور الذﻱ ينير ØŒ ÙˆØ§Ù„Ù…Ù„Ø Ø§Ù„Ø°ï»± يملÙÙ‘Ø ØŒ والسÙير الذﻱ يعظ... معتبرين أن التطور هو سÙنَّة الØياة Ø› وهو تدبير إلهي Ø› نجتازه بالإيمان الØÙŠ وباستنشاق أكسجين Ø§Ù„Ø±ÙˆØ ÙˆØ§Ù„Øياة أنÙاس الله Ø› التي هي ليست رهينة التبديل أو الاختزال والمساومة Ø› لأنها تخص خلاص الإنسان ÙÙŠ مسلكها وطريقها Ø› لا ÙÙŠ أدواتها.
هذا الخلاص الثمين يستدعي صلواتنا وصومنا وتوبتنا وعقولنا الساجدة Ø› لمساندة Øياتنا وسط هذه التØولات المعاصرة والمتبدلة ØŒ Øتى لا Ù†Ùتر أو نعثر Ø› ÙˆØتى لا يتØول الإنسان إلى Øلقة سلبية ÙÙŠ السلسلة الإبداعية ØŒ Ùيتعرَى من إنسانيته الÙردوسية ولÙباس العÙرس ØŒ وبدلاً من أن ÙŠØÙ„Ùّق عاليًا كالنسر Ø› يزØ٠لاهثًا ضعيÙًا وراء كل Ø±Ø¨Ø ÙˆØªØ´ÙˆÙŠØ´.
بدياكونية الثقاÙØ© نمتد إلى ما وراء الأشياء البشرية Ø› Ù†ØÙˆ عناية وبركة الØضور الإلهي ØŒ متجهين إلى سيدنا وملكنا وربنا ورب كل Ø£Øد Ø› الذﻱ ÙŠÙØªØ ÙŠØ¯ÙŠÙ‡ ويملأنا من الخيرات الكاملة لنتعقل Ø› Ùنمجده ÙˆØده الØقيقي Ù…Øب البشر Ø› مرسلاً روØÙ‡ ليÙرÙÙ‘Ø ÙˆØ¬Ù‡ الأرض Ø› ويخلق ويجدد ويدوم مجده إلى الأبد ØŒ Ùلا نخشي شرًا Ø› لأنه معنا Ø› ولأننا ÙÙŠ كل شيء نخضع لمشيئته Ø› ونكرز بمجيئه واتضاعه وتطويباته وندائه، ÙÙŠ صياغة مدروسة للموق٠والÙكرة اللاهوتية The intrinsic agenda of theology Ø› التي تتعهد خلاص المجتمع والعالم بمعناه الواسع، ضمن إسهامات روØانية متÙاعلة مع الثقاÙات التي تتعولم ØŒ بعد غربلتها... كي نصل إلى خدمة المؤمنيين بالاسم (المسيØية الاسمية) وإلي غير المؤمنيين (المتنصرين / المرتدّين)... وهو ما نسميه دياكونية الثقاÙØ© أو ليتورجيا ما بعد الليتورجيا Ø› لأن العولمة الثقاÙية لا يمكن أن تØÙ„ Ù…ØÙ„ رسالة الخلاص الأبدﻱ.
هذه الدياكونية هي عمل كنسي بإمتياز ØŒ وهي ÙƒÙÙØ¡ لتقدم إنجيل العقل الواعي.. إنجيل Ø§Ù„ØªØ³Ø¨ÙŠØ ÙˆØ§Ù„ØµÙ„Ø§Ø©.. إنجيل الخلاص الشامل.. إنجيل المهمشين والمØسوبين Ù†Ùاية والمنبوذين من العالم.. إنجيل الزناة والعشارين والخطاة والمرذولين والمدمنين .. إنجيل العقلانيين والمادّيين وأصØاب الذهنيات الأرستقراطية.. إنجيل الدرهم المÙقود الذﻱ وجدته صاØبته ØŒ والغنيمة المÙقودة التي عثر عليها راعيها ÙˆØملها ÙَرÙØًا.. إنجيل السامرﻱ Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø ÙˆØ§Ù„Ø§Ø¨Ù† الشاطر Ø› إذ رجع إلى بيته تائبًا.. إنجيل التقوى والرØمة والغÙران.. إنجيل النعمة والبشارة المÙرØØ© للجالسين ÙÙŠ الظلمة وظلال الموت.. إنجيل البشرية كلها من آدم إلى نهاية كل الخليقة. وهو بشارة نجاة وخلاص المنقذ الأزلي لكل المشغولين بمشاكل الإنسانية ومثاليتها وتعريÙاتها الÙلسÙية... ينادﻱ عليهم من كل المنابر والأوعية الثقاÙية بأنه هو النور والØÙ‚ والØياة.. بأنه هو ”الØامل كل الأشياء بكلمة قدرته“ (عب Ù¡ : Ù£)Ø› والكائن بذاته Ø› صاØب الخيرات الكاملة الوÙيرة Ø› الذﻱ إرادته ومسرته أن ÙŠÙغنينا بلاهوته Ø› وأن نصون صورته الإلهية Ùينا Ø› معطيًا البشر سلطان كلمته Ø› Øتى نكون ظلاً للكلمة Ø› Ù†Øيا Øياة Øقة ÙƒØياة القديسين ÙÙŠ الÙردوس.
Ùلنذهب ولنÙخبر الناس كم صنع الرب بنا Ø› لأن الكنيسة هي منÙØ° العالم الوØيد التي يعمل الله بواسطتها لتجديد وجه الأرض ØŒ وهي رÙئَة٠العالم ÙƒÙ…ØµØ¨Ø§Ø Ù…Ù†ÙŠØ± ÙÙŠ موضع مظلم ØŒ يضم الأشرار والعصاة والملØدين والمضÙلّين Ø› مقدمين تزكية إيماننا أثمن من الذهب الÙاني Ø› Ùلا يقع العالم بعد تØت Øكم الÙناء كسدوم وعمورة Ø› بل نتØرك بالعالم Ù†ØÙˆ الله Ø› ونكون خدام جذب لخلاصه الجديد ÙÙŠ كل صباØ.. منارة تتØاور مع الثقاÙات لتقديسها ØŒ وسط الارتباك والخلط Ø› الذﻱ أدَّى إلى تَوْثÙين الÙكر وصنمية الثقاÙØ© ØŒ وتهميش كل ما هو إلهي وروØÙŠ.. مختبرين الإعلان الإلهي الذﻱ ÙŠÙعيدنا إلى جمال صورتنا المخلوقة Ø› وإلى علاقتنا الصØÙŠØØ© بالخليقة ÙÙŠ شخص ربنا ومخلصنا يسوع Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø› Ùلا نتغرب عن أيقونتنا وجوهر كياننا الØقيقي الØر... نعلنه ÙÙŠ المجتمع المعَوْلمَ Ø› Ùيتجدد قوة Ø› ويتجه إلى بَارÙوسيَّا المجيء.