أعلن الفريق سيرغي رودسكوي رئيس دائرة العمليات لدى الأركان العامة الروسية أنه ونظرا لسريان قرار مجلس الأمن وبدء الهدنة في سوريا تقرر تعليق الغارات الجوية على مواقع المسلحين.
وفي حديث للصحفيين قال: "تقرر اليوم الموافق لـ27 من شباط/فبراير تعليق غارات طائراتنا الحربية بما فيها الاستراتيجية على مواقع المسلحين في سوريا نظرا لصدور قرار مجلس الأمن الدولي الداعم للبيان الروسي الأمريكي المشترك حول الهدنة في سوريا، وتفاديا لحدوث الأخطاء خلال القصف".
ولفت النظر إلى أن العمل في الوقت الراهن مستمر على مقارنة البيانات الأمريكية بما لدى الجانب الروسي من بيانات حول الفصائل المسلحة على الأرض في سوريا.
وفي التعليق على الهدنة في سوريا، أكد أنها لن تؤثر على سير العملية الجوية الروسية لمكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة".
وأضاف: "روسيا تتقيد بالمطلق بتنفيذ جميع التزاماتها في إطار وقف إطلاق النار في سوريا، إلا أن ذلك لا يعني أنه سيتاح لـ"داعش" و"النصرة" تنفس الصعداء، إذ نتحكم بالأوضاع بالكامل على امتداد الأراضي السورية".
ومضى يقول: "روسيا تستخدم يوميا في عمليتها الجوية ما لا يقل عن 70 طائرة بلا طيار كما تسخر الاستطلاع الفضائي وغيره من وسائل المراقبة. الحرب على العصابات التي أدرجتها الأمم المتحدة في خانة الإرهاب ستستمر بلا هوادة".
وذكر رودسكوي أن وزارة الدفاع الروسية قد سلمت الجانب الأمريكي خارطة خاصة تصور الوضع كما هو في سوريا.
وأشار إلى أن الخارطة المذكورة "قد صيغت خصيصا في إطار تبادل المعلومات مع الأمريكان حول الوضع في سوريا، حيث تم تسليمها إلى الولايات المتحدة خلال المشاورات الثنائية التي عقدت في العاصمة الأردنية عمان في الـ26 من فبراير/شباط الجاري، فضلا عن إرسال نسخة عنها إلى واشنطن عبر القنوات الدبلوماسية العسكرية".
وذكر رودسكوي أن الخارطة "تشمل مناطق المصالحة، ومواقع القوات الحكومية السورية، والمناطق الكردية، والأراضي الخاضعة لسطوة "داعش" و"النصرة"، وغيرها من الأراضي التي تنتشر فيها فصائل مسلحة".
وأشار إلى أنه "تم في وزارة الدفاع الروسية في موسكو تشكيل فريق عمل لتنسيق الاتصالات الدولية عبر القنوات العسكرية، وبين الهيئات المعنية، فضلا عن التحاق ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية بالفريق الروسي في جنيف، كما جرى في "حميميم"، وعمان وموسكو وواشنطن وجنيف إطلاق خطوط اتصال ساخنة لتنسيق التعاون بين المراكز".
ودعا رودسكوي في هذه المناسبة جميع الأطراف المعنية إلى دعم وقف إطلاق النار المعلن في سوريا، حيث قال: "لقد قمنا نحن بالخطوة الأولى على طريق وقف إطلاق النار على الأرض السورية. يتعين على جميع القوى المؤثرة على أطراف النزاع بذل قصارى جهدها بما يخدم تنفيذ اتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ اليوم".