كتبت – أمانى موسي
أبرزت صفحة "أجراس الأحد" الأسبوعية بجريدة الجمهورية، بعض أعمال الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، تحت عنوان "شاهد على أحوال الأقباط"، ودور الوساطة الذي لعبه بين الرئيس عبد الناصر والبابا كيرلس السادس بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية آنذاك، في بناء الكاتدرائية.
علاقة البابا كيرلس وناصر.. دفء واحترام
وأضافت الصفحة، أن هيكل كان شاهدًا على علاقة المحبة والدفء التي ربطت بين الرئيس عبد الناصر والبابا كيرلس السادس، التي وصفها بأنها كانت علاقة إعجاب متبادل واحترام ومحبة ساهمت في حل العديد من المشكلات، حتى أن البطريرك كان متاح له لقاء الرئيس في أي وقت.
ناصر يكلف ببناء 25 كنيسة سنويًا
وكانت هناك مشكلة بناء الكنائس الجديدة المحكومة بالخط الهمايوني، الصادر عن الباب العالي لتحديد إنشاء دور العبادة.
فما كان من عبد الناصر، إلا أن سأل البطريرك عن عدد الكنائس الجديدة التي يرى أنها من المناسب بناءها سنويًا، فأجابه البابا كيرلس: من عشرون إلى ثلاثون، فكلف الرئيس بأن يكون عدد الكنائس الجديدة سنويًا 25 كنيسة.
علاقة البابا شنودة والسادات.. أنتهت بخريف الغضب وهيكل يصفه بـ البطريرك المقاتل
كما تناول هيكل علاقة الرئيس الراحل أنور السادات بالبابا شنودة الثالث، وما شابها من تعقيدات وتشابكات عديدة، وشهادته بكتاب خريف الغضب عن قرارات سبتمبر 1981.
ووصف هيكل، البابا شنودة بـ الراهب المقاتل، راصدًا تفاصيل عملية اختياره خلفًا للبابا كيرلس السادس، واللقاء الذي جرى في منزل السادات بحضور ممدوح سالم وزير الداخلية، الذي أظهر انحيازًا نحو البابا شنودة متوقعًا زيادة حظوظه بالفوز بمنصب البطريرك.
وأشار هيكل أن الاحتكاك بدأ سريعًا بين البابا والرئيس، بعد سنة وشهر من تولي البابا، ووقوع أحداث الخانكة الشهيرة، بسبب بناء كنيسة بدون ترخيص، حيث أعاد السادات استخدام الخط الهمايوني، وقامت قوات الأمن بإزالة عدد من المنشآت التابعة للكنيسة، فما كان من البابا إلا أن تحدى الرئيس وأصدر أوامره لعدد من الأساقفة بترأس موكب ضخم من القساوسة لإقامة صلوات القداس الإلهي بين الحطام.
وعليه قرر السادات بدء المواجهة مع البابا شنوده، وهاتف هيكل تليفونيًا قائلاً: "إنني قررت أن أفجر المسألة الطائفية وسأذهب إلي مجلس الشعب بنفسه وأشرح لأعضائه تفاصيل ما يجري وأطلب منهم اتخاذ ما يرونه من قرارات".
وأوضح هيكل أن فكرة تفجير المشكلة الطائفية، حقق للسادات التعاطف من قبل العناصر الإسلامية المتطرفة التي كان قد بدأ منذ ذلك الوقت يسعي إلي كسب تأييدها.
هيكل يلتقي البابا تواضروس ويصفه بـ قاموس المعرفة
ويذكر أن هيكل ألتقى البابا تواضروس الثاني في مارس 2014، أثناء زيارته للكاتدرائية، وتحدث عن هذه الزيارة واصفًا البابا بـ "قاموس المعرفة".
واختتمت الصفحة حديثها عن هيكل قائلة: لم يكن مجرد صحفيًا وحسب بل هو أسطورة صحفية صنعتها ظروف وقته وزمنه وأجاد هو استثمارها ليبقي شاهدًا على مرحلة تاريخية كان هو أحد أبرز صناعها".
وتحدثت الصفحة عن الكاتب سلامة موسى، حيث يوافق هذا الشهر الذكرى التاسعة والعشرين بعد المائة لميلاده، وتناولت كتابه عن تجربته مع قبول الآخر، والدور الاجتماعي لجمعية الشبان المسيحية في بدايات القرن العشرين.
حيث روى موسى في كتابه "تربية سلامة موسى"، أنه كان عضوًا بجمعية الشبان المسيحيين عام 1922، وبدأ يكثف زياراته للجمعية عام 1933 بعد أن أصبح مستشار لمكتبة الجمعية، وكيف كانت مهمته الأولى هي توجيه الشباب للقراءة، وكان يعقد اجتماعًا أسبوعيًا كل اثنين يتحدث فيه مع الشباب حول مشكلاتهم وأمورهم العائلية أيضًا.
لافتًا أن البعض كان يعتقد في البداية أنه لا بد وأن تكون هوية الشباب المشاركين بالجمعية هي المسيحية، رغم أنه كان بها نحو 300 أو 400 عضو مسلم وبها عدد كبير من اليهود.
جدير بالذكر أن سلامة موسي من رواد الفكر التنويري الحديث في مصر. وهو أول من استخدم كلمة ثقافة في العربية مترجمًا بها كلمة Culture الأجنبية، ورحل في أغسطس 1958 مخلفًا وراءه تراثًا فكريًا زاخرًا.