الأقباط متحدون - صناعة جيل قبطي كافر بالدولة.. وكاره للإسلام
أخر تحديث ١٩:١٥ | الأحد ٢٨ فبراير ٢٠١٦ | ٢٠ أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٥٢ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

صناعة جيل قبطي كافر بالدولة.. وكاره للإسلام

أحمد الصاوي
أحمد الصاوي

بنى مزار فى الأخبار بكثافة هذا الأسبوع.

المركز التابع لمحافظة المنيا بات يُصدر القصص الإخبارية وتتوجه إليه أنظار الصحفيين والمراسلين أكثر من توجه السياح لمشاهدة آثاره الإسلامية والمسيحية التى كانت سبباً قديماً فى إطلاق اسم "المزار" عليه تعبيراً عن كثرة الزيارات والزوار.

لكن كل قصص بنى مزار متعلقة بالفتنة الطائفية، ومثيرة للدهشة والذهول، أخر قصتين كلاهما أخطر من الآخرى، الأولى تتحدث عن قرار لمديرية التربية والتعليم بتعيين مديرة جديدة لمدرسة فنية للبنات، لكن المدرسين والطالبات واجهن القرار الحكومى باحتجاج وإضراب واعتصام، احتجاجاً على تعيين مديرة "مسيحية" للمدرسة، وطالبوا بتغيير القرار، وحسب الرائج من أنباء، فقد رضخت الوزارة بعدم تنفيذ قرارها والإبقاء على المدير السابق.

الخبر الثانى يتعلق ب4 صبية تم الحكم عليهم إضافة لمدرسهم بالحبس 5 سنوات فى تهمة ازدراء أديان، أحدهم وهو الطفل "كلينتون مجدي" حُكم بإيداعه إحدى المؤسسات العقابية

"الأحداث"، وذلك بسبب فيديو يظهر فيه هؤلاء وهم يمارسون صلاة المسلمين، ثم يمثلون عملية ذبح بطريقة تنظيم داعش.

الفيديو الذى شاهدته ولا تتجاوز مدته الثلاثين ثانية يبدو فيه طفلين ينخرطان فى الصلاة حسب استيعابهما لقواعدها، ثم يقوم أحدهما بعد الانتهاء من الصلاة والدعاء، بتمرير يده على رقبة الآخر كأنه يذبحه.

المحكمة وأهالى بنى مزار المسلمين اعتبروا المشهد سخرية من شعائر الدين، بينما يقول المتهمون إنهم كانوا يسخرون من داعش، فمَن من المنتسبين للإسلام يتعبد بذبح الناس غير داعش؟

لكن بعيداً عن جدل النوايا، كيف وصل هذا المشهد الذى جرى تصويره بجهاز موبايل إلى الناس؟

لم يعرض الطلاب مشهدهم التمثيلي على مسرح عام، أو حتى على قناة يوتيوب، أو عبر حساباتهم على فيس بوك، أو أى وسيلة إذاعة، كل ما حدث أن مدرس فى رحلة خاصة ومكان خاص صور تلاميذ يمثلون مشهداً بسيطاً، لكنه فقد بطاقة الذاكرة "كارت الميمورى" فوقع فى يد من شاهد الفيديو ثم نشره بين الأهالى.

بحسب تقرير للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية التى عملت على القضية، فقد تظاهر أهالى قرية الناصرية التى ينتمى إليها الطلاب الصغار احتجاجاً على الفيديو، وحطموا ممتلكات لأقباط فى القرية

وحاولوا الهجوم على كنيسة القرية وهم يرددون هتافات عدائية ضد المسيحيين وعقيدتهم، وروعوا أهلها، وتدخلت قيادات أمنية بعقد جلسة عرفية انتهت إلى تهجير المدرس وأسرته من القرية وطرده نهائياً، وتقديم اعتذار من الكنيسة، والسير قدماً فى إجراءات مقاضاة الجميع، حتى نالوا أخيراً حكماً اعتمد على الحد الأقصى فى عقوبة ازدراء الأديان.

اترك ما ستقرأه عن سير المحاكمة والإخلال بحق الدفاع ورفض القاضى حتى مشاهدة الفيديو سبب الاتهام، وتخيل أن هناك من سيفقد خمس سنوات من عمره لأنه "مثل" مشهداً لمسلم يصلى ثم يقوم ليذبح إنساناً، فى توقيت زمنى مقارب لبث داعش فيديو ذبح المصريين الأقباط على ساحل البحر، أحدهم كان يذبح والثانى كان يُذبح، والثالث كان يُصور، فيما كان اثنين يضحكان على ما يقدمه زميليهما من كوميديا تبدو سوداء.

سيودع "كلينتون" خمس سنوات فى الأحداث ثمناً لثلاثين ثانية ملتبسة، حكمت بها المحكمة ومن قبلها الناس فى بنى مزار على النوايا، ولم تفسر أى شكل من أشكال الشك لصالح المتهم.

كم جريمة ازدراء حدثت فى بنى مزار؟

تمييز ضد مواطنة مسيحية كونها مسيحية رضخت له الدولة بحرمان إحدى موظفاتها المؤهلات بحسب قرار مديرية التعليم بالمنيا، من تولى إدارة مدرسة بسبب رفض التلميذات بتحريض

من المدرسين، وتهجير على حساب القانون وبرعاية الدولة أيضاً لأسرة مواطن مسيحى بسبب اتهام موجه له، ومعاقبة المتهم مرتين بحكم المحكمة وقرار الجلسة العرفية، ومعاقبة أسرته بـ"وزر أخرى" بالتهجير والشتات، والتغاضي عن تظاهر على أساس طائفى، واعتداء على ممتلكات خاصة، وهجوم على دار عبادة من قبل من اعتقدوا أنهم غاضبون من الازدراء فإذا بهم غارقون فى ازدراء مواز مغلف بجرائم جنائية لم تجد من يتصدى لها.

قلتها سابقاً إن المسيحى فى مصر ممنوع من الخطأ، لأن لخطئه ثمن فادح دائماً، وأى اشتباه مجرد اشتباه فى الخطأ يعنى أن ينال العقوبة القصوى، وأن ينال أهله وبنى ملته ما تيسر من عقوبات الشارع، لذلك سيدفع كلينتون ومن معه خمس سنوات لأنهم حاولوا حسب فهمهم فى جلسة خاصة، ودون قصد إذاعة أو ترويج، وعبر هاتف شخصى التعبير عن كراهية داعش فى 30 ثانية، لكن القاضى والمجتمع أراد أن يفرض على بضع أطفال ما يتصور أنه "احترام" للإسلام، بعقاب لن يترك فى نفوسهم ونفوس من يعرفهم ويقرأ قصصهم سوى الكٌفر بالدولة وتأسيس الكراهية للإسلام، والقناعة بأن داعش هو الإسلام، وأن الدولة لا تقل تطرفاً، والفارق بينها وبين التنظيم هو طريقة الذبح وسلاحه.
نقلا عن التحرير


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع