كتبت – أماني موسى
ترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بالكنيسة المرقسية بكلوت بك، أمس السبت، صلوات رسامة القمص ثيؤدور الأنطوني مطرانًا على القدس والكرسي الأورشليمي، كما قام بـ ترقية عدد من الأساقفة إلى رتبة مطران موضحًا، أن كلمة ترقية ليست كنسية دقيقة، لكنها إيجابية وهي تكريمًا لهم لجهودهم بالخدمة عبر سنوات.
ولعل السؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا ما هو الفارق إذًا بين الأسقف والمطران؟
الأسقف
يعد الأسقف من أعلى الرتب الكهنوتية بالمسيحية، وهي كلمة مشتقة من السريانية "أَفِيسْقُوفُو" وباللغة اليونانية "إِپِيسْكُوپُوسْ" أي المُراقب.
والأسقف هو الكاهن المسؤول عن عدد من الكنائس داخل إقليم معين ويترأس القسوس والقمامصة القائمين على تلك الكنائس، ويتخذ الأسقف عادة الكنيسة الكبرى في الإقليم مقرًا له وتعرف في هذه الحالة بالـ (كاتدرائية).
لكل أسقف نطاق لخدمته وتسمى المناطق الواقعة ضمن نطاق خدمة الأسقف بـ الإيباراشية، وتعني (ولاية أو مقاطعة)، ويكون الأسقف هو رئيس قساوسة وقمامصة الكنائس الواقعة داخل الإيباراشية التابعة له.
ويوضع في جميع الكنائس كرسي خاص بالأسقف تقديرًا لقامته الدينية، ولأهمية تلك الرتبة الدينية فإنه يتم اختيار الأسقف من بين الرهبان سواء كانوا قساوسة أو قمامصة من المتبتلين بالأديرة.
الأسقف متزوج حتى تم المنع في القرن الرابع الميلادي
يذكر أن الكتاب المقدس أورد الشروط اللازمة لدرجة الأسقفية، من بينها أن يكون "صالحًا للتعليم" "غير حديث الإيمان لئلا يتصلَّف"، "له شهادة حسنة من الذين هم من خارج" (1تي2:3-7)، ويقول عنه في الرسالة إلى تيطس: "ملازمًا للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم، لكي يكون قادرًا أن يعظ بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضين" (تي9:1).
كما كان الأسقف في القديم يسمح له بالزواج عملاً بقول الكتاب "يكون بعل امرأة واحدة" (تي6:1)، "يدبر بيته حسنًا، له أولاد في الخضوع بكل وقار، وإنما إن كان أحد لا يعرف أن يدبر بيته، فكيف يعتني بكنيسة الله؟!" (1تي5،4:3).
ثم بالتدريج نمت مسألة البتولية في الأساقفة، حتى صارت عُرفًا متبعًا، حتى أقرتها الكنيسة رسميًا في القرن الرابع، في المجمع المسكوني الأول المنعقد في نيقية سنة 325م.
المطران يختلف عن الأسقف في المهام الإدارية فقط
"المطران" هي كلمة يونانية مكونة من مقطعين (ميترو) أي "الأم" (بوليتيس) أي "مدينة"، فيكون معناها (صاحب المدينة الأم أو الكبيرة - ميتروبولوتيس)، وهو أسقف ذو رتبة "إدارية" أعلى من مستوى الأسقف، لكن لا فارق بينهم في المهام الروحية والرعوية المنسوبة للاثنين.
المطران هو الأسقف الكبير ذو الأقدمية، وعادة ما يكون أسقف على إيباراشية مهمة، من حيث الحجم، أو التاريخ، أو كلاهما، وفي هذه الحالة يطلق على إيباراشيته لفظ "مطرانية".
أول من رسم مطارنة بالكنيسة
وبحسب زكريا عبد السيد، الباحث المتخصص في التاريخ القبطي، فأن أول من رسم مطارنة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك الـ20، حيث قام برسامة الأنبا سلامة مطرانًا علي الحبشة سنة 335 ميلادية، ثم صار تقليدًا كنسيًا متبعًا.
المطران لا يسمح له أن يترشح للبطريركية
وعن جواز ترشح المطران للبطريركية، قال عبد السيد، أن ذلك كان مسموحًا قبل صدور لائحة 1957، ولكن بعد ذلك التاريخ تم المنع، وبات فقط مسموح لأساقفة العموم والرهبان خوض هذه الانتخابات.
طقوس رسامة المطران
يدخل المطران الكنيسة بزفة كنسية من فريق الشمامسة، ثم يقرأ تعهدًا ثم يتسلم ملابسه الكهنوتية بعدما يصلى عليها الأساقفة وفى النهاية تصلى العشية.
تتم المناداة على اسمه في الصلاة على أن يشارك الآباء المطارنة الجدد في تجليس المطران مع أسقف دير الراهب المرشح للمطرانية وأسقف الإيباراشية التي خرج منها الراهب وقت التحاقه بالدير.