بقلم: عساسي عبدالحميد- المغرب
بني مزار؛ مدينة صغيرة في صعيد مصر تابعة لمحافظة المنيا؛ لم تكن البلدة معروفة حتى بين شريحة واسعة من المصريين أنفسهم؛ فأصبح اسمها اليوم متداولا من سانتياغو شرقا حتى بانكوك غربا؛ والسبب هو الحكم الجائر في حق أطفال مصريين مسيحيين ينتسبون لهذه البلدة تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 17 سنة بعقوبة الحبس لمدة 5 سنوات من طرف القضاء المصري بتهمة ازدراء الدين الاسلامي بعد أن قام هؤلاء الأطفال بتمثيل مشاهد مصورة بواسطة الهاتف المحمول تبين ذبح دواعش ليبيا ل 21 قبطيا مصريا....
والكل يتساءل ؟؟ هل مازال هناك قضاء في عالمنا اليوم بهذه العجينة ؟؟؟(...)
============
ما دام شيخ الأزهر؛ وهي المؤسسة الدينية المدعومة من طرف النظام السعودي الوهابي أفتي بعدم تكفير أتباع وذباحي داعش لكونهم مسلمون موحدون يتوجهون لنفس القبلة في صلواتهم بفروضها ونوافلها ؛ فإن أي تطاول على داعش فهو مس واهنة للإسلام يعرض صاحبه للمسائلة والعقوبة .... (...)
============
بمصر؛ استطاع الربيع العربي ازاحة حسني مبارك من كرسي الحكم بعد أن لصق فيه ثلاثين سنة ؛ لكن زوابع هذا الربيع لم تستطع اقتلاع جذور الدولة العميقة بلوبياتها المافيوزية القاتلة؛ حيث يشكل القضاء عنصرا محوريا في هذه الدولة الرهيبة الى جانب لوبيات أخرى لوبي المال والامن والسلاح والعقار والغذاء والدواء والسجائر والدين المتمثل في الأزهر؛ وكل هذه الأذرع الخبٌاطة مرتبطة ببعضها بشكل عضوي ....
بمصر استطاع ربيع الشعوب العابر للحدود من وضع مبارك و نجليه وراء القضبان لكنه لم يفلح من إتلاف فيروس زيكا الوهابي الذي يشل الشعوب و يجعل من الشخص مواطنا غير قادر على الإنتاج والانخراط في مشروع مجتمعي حداثي ديمقراطي.. (...)
============
هذا القضاء الذي حكم اليوم على أطفال بني مزار الموهوبين والذين كان يليق بهم التنويه والإشادة عوض السجن بعد أن أعادوا تمثيلية " ذبح الأقباط ال 21 " هو نفسه القضاء الذي أدان مبارك وزبانيته بالمؤبد والغرامات والأشغال الشاقة ثم أعاد تبرئتهم من جديد في مشهد مخزي لأن السعودية هي من ضغطت على السيسي لكي يعمل القضاء في هذا الاتجاه وينال مبارك و جماعته البراءة؛ فوعدهم السيسي باعادة المحاكمة ؛ أكثر من هذا أن الملك السابق عبدالله بن عبدالعزيز كان قد تدخل لكي يطلق سراح مبارك و تمكينه من المجيء ليعيش هو و أسرته بالسعودية؛ لكن السيسي أقنع السعوديين أن مبارك سيكون أكثر أمنا وسلامة هو ونجليه و أحفاده في مصر وأنه لا حاجة لاحراج السعودية أمام الرأي العام الوطني والعربي الاسلامي على كونها تحتضن حكاما تم عزلهم عن طريق انتفاضات شعبية تلقت تعاطفا دوليا واسعا ... (...)
============
و نتساءل ؟؟ ماذا لو قدر لأطفال بني مزار أن قاموا بتمثيليات واقعية تعود أحداثها لفجر الإسلام ؟؟ كتقطيع العجوز أم قرفة بواسطة جملين فحلين و شق جسدها الواهن لكتلتين على إيقاع تكبير الصحابة من المهاجرين والأنصار؟؟
ماذا لو أعاد هؤلاء الأطفال مدفوعين ببراءتهم الجميلة على تقليد الصحابي الضرير عمير بن عدي و هو يتلمس ليلا خيمة عصماء بنت مروان وهي نائمة وسط أطفالها لينزع طفلا رضيعا من صدرها ويبقر بطنها بسكين لامعة ويحمل مصارينها وأحشائها ليبشر بها نبي الرحمة؟؟ النبي؛ الذي خاطب الحاضرين وهو ينوه بصنيعة الصحابي الأعمى عمير بن عدي قائلا (( اذا أحببتم أن تنظروا الى رجل نصر الله ورسوله فانظروا الى عمير ....))
ماذا لو قام هؤلاء الأطفال بتمثيل مشاهد ذبح يهود بني قريضة؛ علما أن من بين المذبوحين من كانوا في سنهم لأن حكم الصحابي معاذ بن جبل الذي أقر به النبي جرى علي هؤلاء الأطفال أيضا (( كل بالغ نبت في عانته زغب ...)).ماذا لو أعاد أطفالنا ألاف الأشرطة في اليوتوبات ومواقع التواصل الاجتماعي لتذكرنا بصنيع الدواعش الأوائل من السلف الصالح ؟؟
لو فعلوا هذا لتم تقطيع أياديهم و أرجلهم من خلاف؛ ولتم صلبهم تحت حر الشمس ولتم تهجير عوائلهم من منازلهم وقراهم وأحيائهم (...)
============
القضاء بمصر يوجهه المزاج العام لشريحة مليونية مفلوجة منضوية تحت لواء الأزهر الداعشي الوهابي الساهر على تدبير عقيدة التوحيد لمسلمي مصر ؛ وما هذا الحكم الظالم الذي أصدره اليوم هذا القضاء الموجه في حق أطفال بني مزار و تعريض مستقبلهم للخطر ما هو في الحقيقة سوى تنزيل للعهدة العمرية العنصرية السيئة الصيت التي أقرها خليفة المسلمين عمر بن الخطاب وألزم بها ولاته بالشام والعراق ومصر وما وراء القيروان؛ والتي تجعل من ابن البلد ذميا يمتهن تصفيح خيل المسلمين و جمع القمامة و بيع الكنافة ...
ألا من مقطم ؟؟ ألا من سمعان ؟؟
احنا فعرضك يا أم الغلابة ..............
Assassi_64@hotmail.com