بقلم – سليمان شفيق
المستقبل مظلم ، لم يربط احد بين الفئة التي حكم عليها بتهمة ازدراء الإسلام ، وبين الفئة التي تظاهرت ضد تعيين مسيحية مديرة مدرسة ، كلمة السر (طلبة الثانوي .. أطفال في سن المراهقة ) لايهم بنات أو أولاد، مسلمين أم مسيحيين، مخطئين أو علي صواب، هناك من حرضهم أم لا؟
نبدأ بأطفال الثانوي الأربعة التي حملت قضيتهم رقم 350لسنة 2015، وكيف بدأت أحداثها ومسار القضية منذ بدايتها على خلفية تصوير مقطع تمثيلي ساخر يتهكم على بعض ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام... وحتى نهايتها المؤسفة بصدور حكم من محكمة جنح أحداث بني مزار ، بالحبس لثلاثة طلاب أقباط هم مولر عاطف داود وألبير أشرف وباسم أمجد، خمس سنوات، وإيداع المتهم الرابع كلينتون مجدي مؤسسة عقابية لصغر السن عند إحالة ملف القضية.
ولأنه ليس من التقاليد التعليق علي أحكام القضاء ، ولان القاضي لا يحكم إلا بما هو في الأوراق .. دعونا نسأل : كيف حملت تحريات المباحث والأمن الوطني ؟ وما هو الدليل ؟ ومن أين تم تكييف القضية علي إنها ازدراء ؟
والاهم لماذا لم يحاكم من حرقوا بيوت وممتلكات الأقباط بعد الحادث ؟
هل راعي احد من كل تلك المنظومة الأمنية والقضائية مصالح أطفال الثانوي؟ أم نسير وراء ما يتردد حول أن الأقباط موطنين مصريين منقوصي المواطنة؟!!
علي الجانب الأخر وكما كتب الزميل نادر شكري: "انتقلت عدوى رفض تعين المديرة المسيحية ميرفت سيفين بمركز بني مزار بمحافظة المنيا إلى المدرسة الصناعية بنين التي تعمل وكيلة لها وذلك بعد تظاهر طالبات الثانوية الفنية للبنات ضد تعينها كمديرة للمدرسة بعد ترقيتها ضمن حركة ترقيات بالتعليم على مستوى المحافظة وذلك لرفضهن تعيين مسيحية.
وبعد مقابلة تمت بين وكيل وزارة التربية والتعليم وميرفت سيفين لبحث حل الأزمة عرض عليها وكيل الوزارة نقل تعينها من مديرة مدرسة البنات الرافضين لها إلى مديرة لمدرسة الصنايع التي تعمل بها وكيلة حاليا فرحبت المدرسة وأنها لا توجد أي أزمة باستمرار عملها بالصنايع كمديرة والتي تعمل وكيلة بها منذ 2011.
وذهبت المديرة صباح اليوم كالمعتاد لعملها بالصنايع بنين ولكن احد الأشخاص بتربية والتعليم بالمنيا قام بتسريب خبر اللقاء مع وكيل الوزارة وان هناك نية لتعينها مديرة بالصنايع بعد رفض الطالبات بالمدرسة الفنية تظاهر اليوم طلاب البنين بتحريض من بعض المدرسين ضد تعينها كمديرة للمدرسة لكونها مسيحية ".
يعني أيضا طلاب وطالبات ثانوي وفي بني مزار أيضا، ولكن هذه المرة من الجانب الأخر فتيات وفتيان مسلمين في عمر الزهور يرفضن تعيين مديرة مسيحية لهن أم لهم ، وكما ترون القانون لم يطبق عليهن أو عليهم بتهمة "ازدراء المسيحية " ـ ولا نريد ذلك ـ والاهم أن وكيل الوزارة المحترم طبق القانون ، ولا تحريات رجال المباحث المحترمين بحثت عن من يحرض هؤلاء الفتيات أو الفتيان ، ولا الأمن الوطني شغله من وراء هذا التحريض من الطابور الخامس( واقسم بالله يعرفونهم بالاسم)، ولا وزارة التربية والتعليم أهتم الوزير بهذه الكارثة، ولا وزير الشباب شغله مستقبل الوطن من هؤلاء الطلاب والطالبات مسيحيين أو مسلمين !!
السيسي يتحمل كل شيء، والأقباط الغاضبين ينتقدوه ولهم بعض الحق لأنه كان ومازال البطل المحرر للوطن ولهم ، والغاضب لا يري أن القضاء سلطة مستقلة ، ويبكي الأقباط شهداء الشرطة ، ويبكيهم أيضا غلق البيوت التي يصلون فيها ـ بغير ترخيص ـ لان تراخيص الكنائس شبة مستحيلة ، لم أكن طائفيا ولن أكون ، ولكن ما حدث ويحدث في بني مزار هو عينة لما يحدث في المنيا ، القضية خطر علي الوطن ورجال الأمن قبل أن تكون خطرا علي الأقباط .
يا سادة اقسم بالله العلي العظيم الوطن في خطر والسيسي في خطر، أنقذوا المستقبل، الفيروس وصل للنشء لطلاب الثانوي، ويا خفي الألطاف نجنا مما نخاف.
اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد.