أثار الموقف الجرئ للإعلامي توفيق عكاشة بدعوة السفير الإسرائيلي لدى القاهرة، حاييم كورين، على العشاء في منزله، عاصفة عاتية من الغضب، وصلت إلى حد تطاول أحد أعضاء مجلس النواب عليه، وضربه بـ"الحذاء"، بل وتوعده بالمزيد من الضرب كلما رآه، إلا أن الموقف لم يقف عند هذا الحد، بل وصل إلى توارد بعض الأنباء عن احتمالية زيارة "عكاشة" إلى إسرائيل، بل وإلى الكنيست الإسرائيلي نفسه. 

 

"الكنيست".. كلمة عبرية تعني "المجمع"، وهو البرلمان الإسرائيلي، وعدد نوابه 120 نائبًا، ولأن النظام الإسرائيلي السياسي "برلماني" فإن الانتخابات العامة تتم للكنيست فقط، حيث ينتخب أعضاء الكنيست رئيسا للحكومة من بينهم ويقرون تعيين جميع الوزراء، وقد شهد "الكنيست" في دوراته المختلفة عدة زيارات هامة، نعرضها في التقرير التالي. 

 

"ستُدهش إسرائيل حينما تسمعني الآن أقول أمامكم إني مستعد إلى الذهاب لبيتهم نفسه، إلى الكنيست الإسرائيلي ذاته".. هكذا قالها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، في مجلس الشعب المصري، ليحقق هذه الجملة بعدها بشهور ويذهب إلى الكنيست ويلقي خطابا يدعوا فيه إلى السلام، وذلك عام 1977، ومازال اسم السادات مرتبطًا بهذه الزيارة، وعلق الرئيس الأميركي حينها، جيمي كارتر، بعد سماع الخطاب، قائلاً: "السادات يشبه أول رجل صعد إلى سطح القمر".

 

في عام 1993، حاز العالم المصري، الدكتور أحمد زويل، على جائزة إسرائيلية هي جائزة "وولف برايز"، وشيك بقيمة 100 ألف دولار، وبدلا من رفض الجائزة وعدم الذهاب إلى هناك سافر إلى تل أبيب، وحصل على الجائزة من الرئيس الإسرائيلي "عيزرا فايتسمان"، وألقى خطابًا شهيرًا أمام الكنيست الإسرائيلي. 

 

منذ أسابيع كشفت الإذاعة الإسرائيلية عن زيارة هي الأولى من نوعها للمعارض السوري البارز الدكتور كمال اللبوانى إلى مقر الكنيست حيث التقى نائب وزير الشئون الإقليمية أيوب قرا، وبحث معه أخر المستجدات في سوريا، والتدخل العسكري الجوى الروسي في سوريا لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد. 

 

على الرغم من قلة الشخصيات الدولية ذات الثقل الكبير التي زارت "الكنيست" إلا أنه لا يُمكن تجاهل زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، خلال فبراير الجاري، حيث قال في خطابه أمام البرلمان الإسرائيلي إن "لندن تعتبر نزع الشرعية عن إسرائيل أمرا خاطئا وبغيضا"، مجددا وقوف بلاده "الدائم" إلى جانب تل أبيب، وأنها تعتبر نفسها حليفًا حقيقيًا لإسرائيل. 

 

تزامنًا مع أزمة النائب توفيق عكاشة، قال الإعلامي تامر أمين، إن هناك أنباء تتردد عن دعوة الكنيست الإسرائيلي إلى "عكاشة" ليلقي كلمة أمام نواب الكنيست. 

من جانبه أبدى "عكاشة" استعداده لزيارة الكنيست الإسرائيلي أو الكونجرس الأمريكي أو أي من برلمانات العالم، والتحدث إليها، موضحًا أن "ذلك لن يتم إلا باللغة العربية؛ تكريمًا للعرب ولمصر واعتزازًا منا بعروبتنا ومصريتنا ولغتنا وديننا الإسلامي الذي جاء قرآنه بالعربية".