الثلاثاء ١ مارس ٢٠١٦ -
٣٥:
٠٢ م +02:00 EET
صورة أرشيفية
بقلم : د. مينا ملاك عازر
كان اللواء قبل الثورة يتقاعد ليشتغل خبير إستراتيجي، والمُرضي عنه يشتغل نائب بمجلس الشعب، وبعد الثورة صار اللواء يشتغل الاثنين معاً، وهذا ليس إنجاز للثورة فحسب ولكن إنجاز لجهاز الشرطة الذي أصبح رجاله الذين فشلوا في توقع ثورة يناير واتهمها بالتآمر والخيانة، وعجز عن منعها صارت مكافأتهم الوصول للبرلمان والجلوس في خلف الشاشات ليشرحوا لنا بخبراتهم الإستراتيجية، عن كيف تسقط الدول وتقاد الأنظمة، ويبني الجاسوس شبكته.
ولا أدل على ما اقوله لحضرتك، إلا ما قاله النائب اللواء المتقاعد السيد حمدي بخيت بأن ما جرى في الدرب الأحمر عمل مخابراتي بامتياز ورغم أنني أكتب تحت عامود ما وراء الخبر الذي من المفترض جديته فلأن من يقلش هذه القلشة يستحق مني أن أقلش عليه بأحسن منها، فمن المؤكد أن هناك جهاز مخابرات معادي أمسك بيد أمين الشرطة وأطلق النار على رأس السائق الغلبان، ولن تفعل هذه العملية إلا مخابرات قسم الخليفة الكارهين لقسم الدرب الأحمر منذ قدم تاريخ جهاز الشرطة في البلد، وسلم لي على عقلك. اللهم إلا إذا كان النائب اللواء المتقاعد يقصد عملية مخابراتية إقليمية يعني تكون من مديرية أمن الجيزة أو الأسكندرية ضد مديرية أمن العاصمة القاهرة طمعاً في أخذ البساط منها لتكن الجيزة أو الإسكندرية هي العاصمة بدلاً من القاهرة، وده ممكن في زمن اللواء يصبح نائب لشعب لا يستحق إلا ضرب النار من الشرطة وسلام كبير لدولة الأمن والأمان والمخابرات والنواب.
نعود للجد ونترك القلش لأنه لا مجال له في زمن الحواتم الجدد الذين لما لم يجدوا من يقتلونه من المواطنين فقتلوا بعض في مديرية أمن بعيدة عن العاصمة ليكتمل الفعل المخابراتي الذي يتحدث عنه اللواء المتقاعد ونائب الشعب.
ما قدمه النائب المحترم لا يمكن وصفه إلا بأنه فشل في تبرير الفشل، فلا مجال لأن تبرر فشل جهاز الشرطة في ضبط نفسه وضبط افعال رجاله بأن تفشل عمل المخابرات المصرية العظيمة بأن تدعي بأن البلد مخترقة مخابراتياً، وهناك من يقوم بأفعال مخابراتية بها تؤدي لإغضاب الشعب من الشرطة، وكأن العلاقة بين الشرطة والشعب من قبل كانت سمن على عسل!
أخيراً صديقي القارئ، ألقاك المقال القادم -بإذن الله- إن لم تفعل المخابرات المعادية لي فعلها وتمنع مقالي القادم لأروي لك رؤية أخرى للفشل في تبرير الفشل -بإذن الله-