لم تعد مخالفات المدارس الخاصة والدولية تقتصر على الزيادات غير المبررة في المصروفات الدراسية والتي تزيد بشكل مبالغ فيه كل عام؛ لكن الأيام القليلة الماضية شهدت ضم مخالفات جديدة لـ"ملف الأزمات"، مخالفات أخلاقية، وجاءت واقعة التحرش بنجل الممثلة رحاب الجمل داخل مدرسة ليدرز الدولية التابعة لمديرية التربية والتعليم بالجيزة لتؤكد الأمر، مع الأخذ في الاعتبار أن تلك الواقعة لا تعد الأولى، كما أن كل الشواهد تشير إلى أنها لن تكون الأخيرة. 

 

وما كشفته الفنانة رحاب الجمل، يؤكد حجم الإهمال والفشل الإداري الذي تعاني منه إدارة المدرسة، حيث أوضحت أنها صدمت عندما أبلغها نجلها أدهم أن مدرس اللغة الإنجليزية في القسم الأمريكي بالمدرسة تحرش به، وقبله ولمس أجزاءً من جسده بحجة أنه معجب بعضلاته.

 

"رحاب" أكدت أنها ذهبت إلى إدارة المدرسة وهناك التقت مديرة القسم الأمريكي، وأضافت بقولها: "رحت المدرسة طلعت لمديرة القسم الأمريكي، وكان موجودا عندها شاب غير متزن السلوك، وسردت لها تفاصيل الواقعة، فصدمني ردها عندما قالت وأنتي بقى جايبة السيناريو ده منين وجاية، فقلت لها أنا رحاب الجمل والظاهر إنك مش عارفة أنتي بتعملي إيه، أنا ابني حامل الجنسية الإنجليزية وإذا كنت كمصرية مش هاعرف آخد حقه فأنا هاعرف إزاي أجيب حقه كإنجليزي، ولن أصمت عما حدث".

 

وتابعت: ما حدث أنني علمت أن هناك أكثر من طالب بالمدرسة، حدث معهم نفس ما حدث مع ابني من نفس المدرس، ولم تحرك الإدارة ساكنا، فقلت لمديرة القسم الأمريكي أنا عايزة أشوف المدرس ده اللي أنتوا سايبينه بالبجاحة دي في المدرسة وبالسلوك المشين ده، فردت مديرة القسم الأمريكي قائلة ما هو قدامك أهو، فقلت هو أنت بقى مدرس الإنجلش فرد بميوعة آه يا حبيبتي فيه حاجة، ولم ينكر ما سردته من وقائع وأنه تغزل في عيون أحد الطلاب بالمرحلة الثانوية".

 

كما أكدت أيضا أنها أجرت اتصالًا هاتفيا بإدارة خدمة المواطنين بوزارة التربية والتعليم، وقدمت شكوى رسمية بالوزارة، وبعد عدة أيام التقت المسئول عن التعليم الخاص والدولي بالوزارة، وعرضت عليه تفاصيل الواقعة، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء لمدة 17 يومًا، وبعد هذه المدة فوجئت باتصال هاتفي من شخص يدعى عماد موريس عرفها بنفسه على أنه من لجنة التحقيق المرسلة للتحقيق في الواقعة، فأخبرته أنها يئست من أن تأتي لها الوزارة أو مديرية التربية والتعليم بالجيزة بحقها، فقامت بإبلاغ قسم شرطة أكتوبر وحررت محضر بالواقعة.

 

وقالت: "حاولت إحدى الموظفات بالقسم إخفاء المحضر إلا أن المأمور ونائب المأمور أجبراها على إخراج المحضر وإحالته للنيابة، والكارثة التي عرفت بها أثناء وجودى في قسم الشرطة أن هناك نزاعا بين مالكة المدرسة وابنتها وأن الابنة أخرجت الأم من المدرسة بقوة السلاح، وأجبرتها على ترك إدارة المدرسة.

وأكدت أنها لن تتنازل عن حق نجلها، حتى وإن صعدت الأمر إلى السيد رئيس الجمهورية، لافتة إلى أن نجلها اتهمها بأنها تضيع حقه، وقال لها من لا يستطيع الدفاع عن نفسه لا يمكنه الدفاع عن بلده، لافتة إلى أنها قضت ونجلها فترة كبيرة في إنجلترا تعلم خلالها أنه لا يمكن السكوت عن حقه.

 

على الجانب الآخر فإن التحقيقات التي أجرتها مديرية التربية والتعليم بالجيزة، كشفت النقاب عن قيام أحد المعلمين العاملين بمدرسة ليدرز الدولية بالتحرش بنجل الفنانة رحاب الجمل، الطالب بالمرحلة الثانوية بالمدرسة، حيث قام المعلم بتقبيل الطالب في فمه أمام زملائه، وهو ما شهد به عدد من طلاب المدرسة، فاعتبر الطالب ووالدته أن ذلك الأمر غير أخلاقي ويعد تحرشا واضحا من قبل المعلم، ويتطلب وقفة حازمة وجادة من قبل إدارة المدرسة التي تجاهلت الأمر في البداية واعتبرته كأن لم يكن، ولكن اللجنة التي تم تشكيلها من قبل مديرة مديرية التربية والتعليم بالجيزة الدكتورة بثينة كشك للتحقيق في الواقعة اكتشفت أن هذه ليست الواقعة الوحيدة لنفس المعلم، وأنه دأب على التحرش بعدد من طلاب المدرسة بحجة أنه يسلم عليهم.

 

شكوى رحاب الجمل أثارت غضب إدارة المدرسة التي بدأت في التعنت مع نجلها الذي قضى فترة من حياته طالبا بمدارس إنجلترا، وجاء مصر وبحوزته شهادات تؤكد أنه كان متفوقا دراسيا في مدرسته الإنجليزية إلا أنه ما أن التحق بالمدرسة في الجيزة إلا وبدأ مستواه في التحصيل الدراسي يتراجع، وما زاد من مأساة الطالب أن إدارة المدرسة فور علمها بتقديم شكوى ضد المدرسة بدأت في التضييق عليه، وتم نقله من فصله دون مبرر وعندما اعترضت والدة الطالب لم تجد آذانا صاغية داخل المدرسة، فاتجهت بشكواها إلى مديرية التربية والتعليم بالجيزة ووزارة التربية والتعليم للتحقيق في الأمر.

 

وكشفت مصادر بمديرية التربية والتعليم بالجيزة أن التحقيقات انتهت باستبعاد المعلم المشار إليه وإعادة الطالب إلى فصله، إلا أن إدارة المدرسة ماطلت في تنفيذ الأمر بحجة أن هذا المعلم ليس له بديل، ولكن تحت خوف من أن يتم توقيع جزاء على المدرسة رضخت إدارة المدرسة في النهاية ونفذت قرارات لجنة التحقيق في الواقعة.

يذكر أن المدرسة ذاتها، كانت يدرس بها ابنتا إعلامي معروف، قام بسحب ملفي نجلتيه من المدرسة وحولهما إلى مدرسة أخرى دون الكشف عن أسباب ذلك.

 

"نقلا عن العدد الورقي...."