-1- المسيح في اسبوع الإستعداد
Oliver كتبها
هذه السلسلة من المقالات تهتم بكيف نقرأ و نفهم و نعيش أناجيل آحاد الصوم الكبير من خلال التركيز علي شخص المسيح له المجد و عمله الخلاصي الذي يمكن أن ندركه من خلال هذه الأناجيل فنعيش فكر الخلاص حتي نأتي إلي أسبوع الخلاص أي البصخة .
1-المسيح الصدقة
ماذا تقول لو رأيت أحد الملوك يتفاخر قدام أحد المتسولين. يعايره بأنه لا يملك شيئاً و لا يساوي شيئاً و أن الملك أعظم منه في كل شيء أو لا وجه للمقارنة بينهما علي الإطلاق .ماذا كنت تقول لو رأيت هذا المشهد؟ أظنك تنتقد الملك و تتعاطف مع المتسول.
لكن لنفترض المشهد بطريقة أخري.ماذا لو رايت ملكاً وجد أحد المتسولين فإحتضنه و أخذه إلي قصره و إعتني به بنفسه. غسل رجليه و كساه واشبعه ثم خلع خاتمه و ألبسه إياه و قال له أنت إبنى و أجلسه بجواره.ماذا تقول عن هذا الملك؟ أظنك تمتدح الملك.
لا تصنع صدقتك قدام الناس
المسيح هو الصدقة الحقيقية التي أعطيت لنا من الله الآب. لم تنتظر من الناس أجراً بل من الآب صلحاً. صدقة صارت لنا لم يتفاخر بها الآب علينا بل سُرَ أن يسحقه بالحزن لأجلنا .فإذا الملك لا يفتخر علي عبيده كيف يتجرأ عبيده أن يتفاخرون علي بعضهم البعض.
لا تصنع قدام الناس صدقتك لئلا تعاير الملك.هوذا المسيح صنع قدام الآب صدقته أي خلاصه. كن مثله. إذا كان المسيح غناك ومنه تأخذ و تعطي.فبماذا تفتخر؟ إعط من مسيحك تغتنى و إحترس لئلا تعط الناس من عندك فتفتقر أكثر.
لا تصوتوا بالبوق
المسيح هو الصدقة التي لا تشبه صدقات المجامع, حيث صدقات الكتبة و الفريسين وسيلتهم للتحكم في الشعب أما المسيح له المجد فهو العطية التي بها جعل شعبه ملوكاً و كهنة. من يستخدم الصدقة وسيلة للتحكم في الناس يعود إلي صدقات الفريسيين .
المسيح هو الصدقة التي لم تعرف البشرية مثلها إلا في شخصه.لم تصوت أمامه الأبواق مثلما تفعل مع الملوك.لأن صدقتنا ولد مجهولاً وسط الناس معروفاً من الملائكة .لولا أمه و خطيبها و بعضاً من البسطاء ما أدرك العالم أن الصدقة التي حلت في الأرض هي أعظم عطية في تاريخ البشرية.لذلك يا محبي إسمه, ملككم ليس يرضيه موكب صاخب بل موكب عابد,خاشع,له صفات الملك ذاته.الصوت الذي يرضيه هو أعماق قلبك.من هناك تصرخ و هو من هناك يسمع لأن هناك يسكن روحه.في الأعماق و ليس في الأبواق.
لا تعرف شمالك ما تصنع يمينك
المسيح هو الصدقة التى صارت جسداً. التي لم يختلط فيها الشمال و اليمين .أي ناسوته و لاهوته.لم يمتزجا لم يتحولا لم يذوبا لكنهما إتحدا في شخص المسيح المعطي . و كما لا يمكن لإنسان أن يخفي عن شماله ما تصنعه يمينه لأن كليهما منضبطين بنفس الرأس .فهو فصل في الفعل بغير إنفصال عن الكيان. في هذا المعني, الشمال تختلف عن اليمين في الفعل و في الوظيفة لكنها ليست منفصلة عن كيان المسيح صاحب الشمال و اليمين.فإذا قدمت الشمال ( الناسوت) فداءاً بالموت لا يعرف اليمين (اللاهوت) هذا الموت .لكنه نفس الإله.إله الشمال و اليمين.ناسوت و لاهوت لشخص واحد هو الإبن القدوس. .لا يمكن فصلهما بعد الإتحاد
المسيح هو بنفسه هكذا .فيه الشمال و اليمين.الناسوت و اللاهوت. لم يعرف شماله ما تصنعه يمينه. أي في جميع مشاهد التخلي عن مجده لم يطلب ناسوته مجداً من لاهوته.و لا منع لاهوته تخلى ناسوته.
المسيح له المجد هو هكذا.بالشمال و باليمين.واحد بذراعيه.بناسوته و لاهوته.صار لنا خلاصاً وأعظم عطية.
ابوك الذي في الخفاء
الرب يسوع المسيح صدقة تكشف للناس عن نفسها. فهو مسيح مجاني.خلاصه مجاني.نعمته مجانية.و الأبدية فيه مجانية إن عشنا نطلبه و نتبعه..الصدقة لو لم تكن مجانية ما تحسب صدقة.لذلك مسيحنا القدوس أعطانا نفسه مجاناً.
المسيح هو الصدقة الوحيدة التي إن نلتها صار الآب أبوك.و صار الروح معزيك و مرشدك.المسيح هو الصدقة الوحيدة الذي إذا أعطيته للآخرين لم ينقص من عندك.و إن أخذته من الآخرين لم يحرم منه من أوصلك به.
إذا كان المسيح صدقة فمن أو ما هو هذا الآخر في العالم كله الذي يمكن أن ندعوه صدقة؟
2-المسيح الصلاة
مسيحك هو الصلاة. إذا دخلت مخدعك تجده.و إذا أغلقت بابك (طرحت ذاتك) يفتح بابه ( يقدم نفسه) فالصلاة (ذات مقابل ذات).إعطه نفسك و خذه..يظل أبوك في الخفاء حتي تأخذ المسيح صلاة.حينها تري الآب لأنه فيه.و لا يعد الثالوث القدوس غريبا عنك بل تصبح أنت فيه شريكاً.
و حينما تأخذ المسيح لا تحتاج صلاة الأمم..الأمم يكررون آلهتهم.لأنهم يصنعون لهم الصلاة.أما أنت فالمسيح صلاتك. مسيحنا واحد غير قابل للتكرار.مخلص واحد لا بديل عنه و ليس مثله.هو الكلمة التي تصلي بها للآب.هو الإسم الذي يفتح لك الحصون حتي السماء.هو الصلاة التي تسكن فيها الكنوز.المسيح في فمك في قلبك في لغتك هذه هي الصلاة التي بها يعرفك الآب.لذلك تبقي الأمم التي بدون مسيح تصلي بلا منفعة.تكرر صلواتها و كلها باطلة.المسيح هو الصلاة الوحيدة بين الأرض و بين السماء. و ما عداها هو كثرة كلام مثل صخب يزعج السماء و يغضبها.إحترس من الصلاة بغير المسيح لأنها عمل باطل و مجهود ضائع.
لا تتشبهوا بالأمم.فهم يرفضون المسيح.لذلك ينكرهم الإبن و لا يعرفهم الآب أما من يأخذ المسيح صلاة له يصبح الآب له عالماً بكل ما يحتاجه.لأن وساطة المسيح جعلته تسبق صلاتك , مصلياً لأجلك,مصاحباً معك ,في الصلاة.هو صانع الصلاة و قابلها.لذلك لا تحتاج أن تطلب من الآب لأن المسيح سبق و طلب عنك لدى أبيه الصالح .أنت لا تحتاج شيئاً لو صار المسيح صلاتك.ما أعظم المسيح الصلاة.
عشرة المسيح هى الصلاة الدائمة.المسيح هو الطريق الذي يمشي فينا و نمشي فيه حتي إلي السماء.و هل غيره صلاة دائمة؟
الصلاة الملكية
يا ربي يسوع إن أنت صرت لي. أقدر إذن أن أدعو أبيك أبي. الذي في السماء يصير علي الأرض.لأنه من لي في السماء إلا أنت الذي صار لي علي الأرض مخلصاً و في السماء وسيطاً و مُرحِباً.أنت ملكوتي.كما أنت ملكوت الآب.ما أبهاك يا شفيعي الحلو.
أنت خبزى الذي يكفيني.هذا الذي يقوتني إلي الأبد.فليكن لي اليوم.لأن اليوم يوم خلاصك.إن كنت أنت خبزي و شفيعي و وسيطي و مخلصي فلا يتبق لمغفرة خطاياي سوى أن أغفر للجميع مثلك.و كيف أغفر أنا و أنت غافر الذنوب. كنت أظنك تطلب أن نسامح أو نقبل الصفح لكنك تأمر بالمغفرة لأخوتنا؟ و كيف يكون لي هذا و ليس أحد يغفر الخطايا إلا أنت .ليس إلا أن تأتي بنفسك و تحل في و تملأنى فألبسك لأغفر بك. و أعود أتذكر أن الصلاة ذات عوض ذات. لذا كن ردائي و صلاتي و كياني الداخلي.
أنت مخدعي.فإذا خرجت منه أدخل إلي التجارب.و أنا هنا أريد أن تدخل أنت داخلي.و أخرج أنا خارجى.فلا تصيبني تجارب فقدانك.لأن بقاءك فيَ يعوضني حتي عن فقداني أنا.لكنني لست مؤهلاً لأعيش من غيرك.أنت أيها الرب يسوع بالحقيقة صلاتي.
3-المسيح الصوم
لنقرأ كيف يصف الروح الصوم إش 58 "أليس هذا صوماً اختارهُ حَلَّ قيود الشر. فَكَّ عُقَد النير وإطلاق المسحوقين أحراراً وقطع كلّ نيرٍ. أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك. إذا رأيت عرياناً أن تكسوهُ وأن لا تتغاضى عن لحمك" *****أليس هذا وصفاً للمسيح...؟
من حل قيود الشر؟ من فك عقد النير فلم نعد عبيداً بل أحباء؟ من كسر نفسه و صار للجائعين خبزاً؟ من أدخل التائهين (البشرية) بيته (الملكوت) ؟ المسيح وحده كسانا بثوب بره و تشارك معنا في اللحم و الدم و صار بكراً بين إخوة كثيرين... يبدو لنا هنا أن تعريف الصوم هو المسيح....المسيح المحرر من القيود و العقد .المسيح المشبع المحتضن.المسيح الساتر الرحوم.هذا هو الصوم.إلبس المسيح بعمله كما تصفه هذه الآيات. لو كان الصوم هو المسيح فما ينبغي أن تكون يوماً في حياتك غير صائم .. صومنا هو, شبعنا هو.قدسوا صوماً.لأن صومنا هو المسيح..نادوا بإعتكاف لأن الصوم بغير التفرغ للمسيح هو فراغ فراغ.
أما صوم الطعام فما هو إلا القلم الذي به نسطر الصوم الحقيقي.صوم الطعام ليس هو الصوم نفسه لكنه المدخل للصوم.صوم الطعام هو القشرة فقط التي لابد أن تحوي داخلها ثمرة الصوم الروحي أي المسيح الصوم.
صوم الجسد هو إمتناع عن الخضوع لغير ما هو ضروري لحياة الجسد في الأرض من أجل ما هو ضروري لمجد الجسد في السماء
صوم الفكر هو الصمت عن الإنشغالات غير المثمرة مع إتصال دائم بالسمائيات.
صوم الروح هو إنطلاقها من الدائرة الشخصية للإنسان إلي أن تتصل بمصدرها الوحيد خالق الروح هذا ما يحدث بالتمثل بالمسيح له المجد في بذل الذات و محبة الأعداء.
صلوا لأجل الجميع و لأجل أن نستكمل هذه السلسلة بنعمة المسيح.