قتل 16 شخصًا على الأقل بينهم أربع راهبات أجنبيات عندما هاجم مسلحون دارًا للمسنين في عدن، العاصمة المؤقتة لحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
وقال مسؤولون أمنيون، إن أربعة رجال اقتحموا مقر بعثة الإحسان دار المسنين في حي الشيخ عثمان، وقتلوا حارسًا ثم راحوا يطلقون النار عشوائيًا على كل من بداخله، مشيرين إلى أن أحد عشر شخصًا من المسنين وأربع راهبات كن يعملن كممرضات قتلوا.
وأعلنت وكالات أنباء متخصصة، أن الراهبات اللواتي قتلن ينتمين إلى الجمعية التي أسستها الأم تيريزا.
وذكرت وكالة "فيدس" نقلًا عن الكرسي الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية، أن الضحايا الأربع من رواندا وكينيا والهند، لكن رئيستهم استطاعت الاختباء والنجاة.
لكن الكرسي الرسولي أكد أن لا أنباء لديه عن كاهن هندي يقيم في المكان منذ إحراق كنيسته، بحسب الوكالة التي تبث معلومات حول البعثات البابوية.
وفي عام 1998، قتل ثلاثة من الجمعية في دار للمسنين في الحديدة، على الساحل الغربي من اليمن.
وكانت الأم تيريزا أسست الجمعية عام 1950 في كلكتا، وقد حازت جائزة نوبل للسلام عام 1979، وسيعلن البابا فرانسيس تطويبها العام الحالي.
ويبلغ عدد أعضاء الجمعية الخيرية الآن، نحو 4500 راهبة ينتشرن في جميع أنحاء العالم.
وتشتهر راهبات الجمعية بعدم التراجع أمام المخاطر بحيث بقين في العراق وغزة، وترتدي راهبات الجمعية ساري أبيض اللون مطرزًا بالأزرق.
بدورها، نقلت الوكالة الرسمية "سبأ نيوز" عن مصدر أمني قوله "لم نر أي جريمة بهذا المستوى من الوحشية".
وأضاف أن عملية القتل دامت ساعة ونصف ساعة، ونفذ المهاجمون إعدام الضحايا بشكل منفصل في مختلف أرجاء الدار.
وذكر شهود عيان، أن صرخات المقيمين في دار المسنين سمعت خلال الهجوم.
ووصل العشرات من أهالي المسنين إلى الدار بعد الاعتداء لتفقدهم، ورووا لـ"فرانس برس"، أنهم رأوا جثث الممرضات الأربع تغطيها الدماء وملقاة في الممرات.
وبدت الراهبات القتيلات وقد وثقت أيديهن وراء ظهورهن، وسادت حالة من الهلع بين نزلاء الدار.
وأكدوا أن المهاجمين متطرفون، ونسب الاعتداء إلى تنظيم "داعش" الذي ازداد نفوذه في عدن خلال الأشهر الماضية.
وقال أحد النزلاء: "جميع أصدقائي قتلوا، لكني أحمد الله على نجاتي لأنني كنت قد ذهبت لحضور صلاة الجمعة، وعندما عدت وجدت أصدقائي قتلى".
وقال المونسنيور هيندر، إن هذا الهجوم ضد الجماعة الكاثوليكية على علاقة بالدين، متابعًا: "نعرف أن الوضع صعب، وكانت الراهبات في خطر لكنهن قررن البقاء مهما حدث، لأن ذلك جزء من روحانيتهم".
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء، وهو الأول الذي يستهدف دارًا للمسنين في اليمن، حيث تخوض الحكومة المعترف بها دوليًا معارك ضد المتمردين الحوثيين من جهة وتنظيمات متطرفة من جهة ثانية.
وأدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، في بيان بشدة، الهجوم الإرهابي الذي يكشف عن طبيعة وأهداف القوى المناوئة لعودة الأمن والاستقرار إلى اليمن.
ويسيطر الحوثيون وحلفاؤهم على العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.