الأقباط متحدون - دموع السيسي المخيفة ونبوءة فرعونية قديمة
أخر تحديث ٠٧:٢٤ | الأحد ٦ مارس ٢٠١٦ | ٢٧ أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٥٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

دموع السيسي المخيفة ونبوءة فرعونية قديمة

عساسي عبدالحميد- المغرب
ليست دموع السيسي وحدها هي من شدت الانتباه بمناسبة حفل تدشين  "مشروع رؤية مصر  2030 " للتنمية المستدامة الذي جرى منذ أيام قليلة ؛ بل كل عبارة  خرجت من فم الرجل وهو يلقي كلمته التوجيهية أمام الحضور؛ وكلها كانت على شكل دبدبات ترمومتر تنذر بزلزال عنيف (...).
=============

ففضلا عن ملف الإرهاب وتنظيم داعش المتربص بالوطن شرقا في مربع (( العريش – رفح ))؛  وغربا عبر البوابة الليبية؛ ووسطا أي داخليا عبر خلايا خير أجناد الأرض من فلول تنظيم الإخوان وكلاب  السلفية القمامة؛ وفضلا كذالك على القنبلة المائية المتمثلة في سد النهضة الاثيوبي؛ فالرجل مدرك تمام الإدراك لكل المخاطر المحدقة اليوم بمصر؛ وكأنه يري وبدون حجاب لوح مصر المكتوب كنبوءة  توثقها جدارية أو بردية فرعونية قديمة  (...).
=============

 كل هذا  في ظل أزمة بدأت زوابعها تهيج وترفع من وتيرتها بشكل رهيب  لتلتف حول  سواري و أعمدة الاقتصاد المصري ... ولهذا بكى الرجل بحرقة يوم حفل " مشروع رؤية 2030 " لدرجة أن اتزانه المعهود خانه بشكل ملحوظ وبدا منفعلا ليقول رافعا أصبعه " أقسم بالله العظيم؛ اللي  هيقرب من مصر ...هشيلو من وش الأرض ..."؛ و قال أيضا  " اسمعوا كلامي أنا وبس... ومتسمعوش لحد ثاني ..."؛  و قال " أنه من أجل مصر لو ينفع أتباع ...هتباع " ..(...).
=============

السياحة المصرية والتي كان تدر دخلا يساهم ب 12 في المائة من الاقتصاد الوطني و تخلق مناصب شغل مباشرة وأخرى غير مباشرة تراجعت  إلى ما يقرب النصف مقارنة مع السنة الفارطة؛ أما عن الالتزامات الخليجية اتجاه مصر والاستثمارات التي وعدت بها بلدان مجلس التعاون الخليجي؛ والتي ترى في السيسي مجرد مدير شركة أمنية يحرس 90 مليون مصري؛ ويهش عليهم بعصاه داخل أسوار حظيرة  قد بدأت تتبخر وتتلاشى كسحاب الصيف العابر في ظل تهاوي أسعار النفط وتدبير التقشف الذي بدأت تنهجه بلدان الخليج نفسها ودعت رعاياها الى نسيان زمن الريع والاستعداد لشد الأحزمة (....).
=============

في تصريح له في احدى مناسبات تدشين مشاريع في عدد من المحافظات المصرية قال السيسي؛ أن إيصال المياه إلى المواطن المصري يكلف خزانة الدولة 40 مليون جنيه في اليوم؛ وهذا عبئ لا يمكن للدولة استمرار تحمله يضيف ويؤكد السيسي؛ هذا في ظل الخطر المحدق بالحصة المائية لمصر و التي تشكل دولة اثيوبيا صاحبة سد النهضة العملاق 90 في المائة من هذه حصتها التاريخية.(...).
 =============

تآكل مدخرات مصر من العملة الصعبة يؤثر على التنمية وعلى مختلف الخدمات من تعليم وتشغيل و سكن وتطبيب؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر يمكننا سرد ثلاثة أمثلة فقط من أجل الاستئناس وتبيان تداعيات هذا النقص من العملة الصعبة ..
أولا : شهد سوق الدواء بمصر اختفاء أكثر من 230 نوعا من العقاقير بما في ذلك 50  صنفا لا يوجد لها جنيسا؛ وحسب مجلة " بيوفار مادياف المتخصصة في مجال الصناعات الدوائية فإن سعر الأدوية مثبت من طرف وزارة الصحة المصرية؛ علما أن تكلفة المادة الخام قد قلصت بشكل كبير من أرباح الشركات المنتجة مما دفع بالمنتجين الى التخلي عن صناعة العديد من العقاقير تفاديا للخسارة ..

 ثانيا : في شهر يناير من هذه السنة قامت شركة بريطانية  مختصة في تسويق النفط بتحويل كميات من الغاز المسال الى البرازيل بعد تجميد مصر دفعتها المالية وإرجائها  الى شهر مارس؛ وحسب وكالة انتيرفاكس الروسية فإن مصر مدينة لشركات نفط عالمية بحوالي 3 مليار دولار غير قادرة على تسديدها فبل متم 2017 ...

ثالثا : نشرت وكالة أنباء الخليج بأن شركتي طيران فرنسية وهولندية لم تتمكنا من تحويل ما قيمته 100 مليون جنيه مصري من إيرادات خارج مصر بسبب شح الدولار؛ الشيء الذي جعلها محجوزة لدى البنك؛ في حين تستمر  في تحمل تكاليف حقوق التحليق ورواتب الموظفين ورسوم المعاملات الأرضية وثمن الوقود وتأجير الطائرات؛ وكلها مصاريف يتم تأديتها بالدولار الذي يعرف تناقصا مضطردا  في خزينة الدولة  ...(...)
 =============
    
لم تهطل  دموع السيسي من فراغ؛ ولم يأتي انفعاله وتوعده من عدم  لو لم يحط ويلم بالمعطيات والتقارير المرفوعة له من طاقمه الاستشاري؛  و كأن كل العالم يتآمر على مصر..(...)؛ لم تمضي أيام قليلة عن حفل تدشين مشروع رؤية مصر 2030 حتى شد السيسي الرحال نحو شرق آسيا في إطار زيارات رسمية لكل من اليابان وكوريا الجنوبية وكازاخستان؛ لكن السؤال المطروح؛ ما هي القيمة المضافة التي يمكن لمصر الاستفادة من هذه الزيارة الأسيوية للرئيس عبدالفتاح السيسي ؟؟(...)
 =============

 لم تعد دول كاليابان أو كوريا الجنوبية مستعدة في ظل الظرفية الاقتصادية الصعبة والمنافسة الشرسة أن تقدم المعونة والهبات في إطار أواصر الصداقة والعلاقات الإنسانية؛ ولا حتى تبني موقف سياسي موالي دون مقابل نفعي؛ ما يهم دول كاليابان وكوريا الجنوبية  هو الهامش الربحي لشركاتها الدافعة للضرائب والملتزمة بتأدية أجور مستخدميها ؛ تماما كما فعلت الصين الشعبية عندما استأجرت من دولة اثيوبيا بانية سد النهضة الذي يهدد الأمن الغذائي لمصر أراضي شاسعة خصبة لملئ أفواه الصينيين بمختلف أنواع المحاصيل الفلاحية  من قمح وشعير وذرة  و خضروات وفواكه وبن و ألبان و أجبان ولحوم وفق مبدأ رابح- رابح (( الصين رابحة و أديس أبابا رابحة كذالك ))..(....).
=============

نعم هذه اثيوبيا التي أبادت  المجاعة فيها قرى عن بكرة أبيها؛ وحولت العشرات  الآلاف من الإثيوبيين إلى هياكل عظمية تحبوا على أطراف أربعة، كل هذا كنا عليه شهودا  في ثمانينيات القرن الماضي حيث كانت الطيور الجارحة و ضباع أمهرة تقف عند مداخل القرى والأكواخ في انتظار نفوق أكوام بشرية لتبلع أحشاءها؛  حتى عظام الاثيوبيين كانت تطحنها أضراس الضباع...
 اثيوبيا اليوم  قد أصبحت نمرا افريقيا واعدا مفتول العضلات رشيق القوام بعد هزال ووهن؛ وبعد أن كان هذا النمر يقتات على الحيوانات النافقة وفضلات الضباع القمامة عوض لحم الغزلان الطري (...)
==============

السيسي ذرف الدموع  الحارة  لعلمه أنه تحت الوضع الراهن فإن أية موجة احتجاج شعبية  ونزول إلى الشارع   لن يقتصر على مطالب اجتماعية من قبيل تحسين الوضع المعيشي والرفع من جودة الخدمات؛ بل ستكون ثورة جياع بامتياز اذا ما استمرت الحالة على هذا المنوال؛ وسيقود البلد تحت رحمة أمراء الجهاد حيث الذبح و الحرق وسبي الحرائر و تجريف ذاكرة مصر التاريخية بنسف أهراماتها و حرق كنائسها ومتاحفها وبيع بنات القبط في سوق نخاسة كلاب مسالخ قريش على غرار بنات الآشور والأيزد والسريان بالعراق وسوريا ....

 التاريخ يذكرنا  بمجاعة رهيبة عرفتها مصر  في العهد الفاطمي زمن الخليفة المستنصر بالله أو فيما عرف بالشدة المستنصرية من 1065 م الى 1071 م  عندما كان الجياع يأكلون القطط والكلاب وينصبون الشراك والخطاطيف للمارة في الأزقة الخالية المنفردة لاصطياد  الآدميين وطبخ اللحم البشري وازدراده تحت طائلة الجوع الرهيب؛ وبسبب هذا الجوع تراجع سكان مصر؛ لهذا بكى السيسي  ....(...) 
=============

أتمنى أن لا تكون زيارة السيسي الأسيوية عبارة عن غريق يتشبث بحطبة عائمة في لجة مياه  جارفة قد تنقذه وقد تجرفه لهاوية شلال سحيق...نعم؛ هذا هو الشلال الذي رآه السيسي على اللوح المحفوظ فبكى بكاء حارا و توعد كل من أراد بمصر سوءا أن يفنيه ويسحق عظامه و يجعله أثرا بعد عين " أقسم بالله العظيم؛ اللي  هيقرب من مصر ...هشيلو من وش الأرض "....

وهذا هو نتاج تهور حرامية ثورة 23 يوليوز 1952 الذين جعلوا من مصر رهينة العربومانية القاتلة ومتزعمة العرب لمواجهة اسرائيل  عوض الاهتمام بمنابع النيل وبعدها الافريقي الواعد ؛  فأصبحت مصر فيما بعد  فريسة بين أنياب الوهابية السعودية تتوسل من قوافل أبي سفيان ابن حرب العائدة من رحلة الشتاء والصيف قطعة قديد يابس؛  هذا ما  جعل الرئيس السيسي يذرف دموعا حارة كما ذرفتها فنانات مصريات تائبات تنتظرن تحويلا بنكيا من السعودية يقيهن غائلة السؤال في أرذل العمر وتذكرة طائرة لحج بيت الله  لعله يغسل ذنوبا في زمن الطيش والصبا و ((هز البطن على وحدة ونص ياجدع))  ...(...).
============== 

حتى انخراط مصر اليوم في فضاء اقتصادي يضم بلدان حوض النيل والذي كان من المفروض أن يكون منذ عقود وكان سيجعل من مصر واثيوبيا نواة قوة اقتصادية كبرى ومؤثرة ؛ أصبح في الوقت الراهن لا فائدة ولا زوم له؛ بل من سابع المستحيلات  ...(...)
=============

في أدبيات الكنيسة المصرية  هناك هذه المقولة المأثورة (( مصر في حمى المسيح ))؛ وهي مقولة يتناقلها أهالي الصعيد في ثقافتهم الشفهية وحديثهم اليومي؛ أتمنى ذلك من صميم قلبي؛ ليس أمامنا غير الصلاة و بحرارة كما فعل القديس سمعان  صاحب المخراز والقربة ومحرك المقطم من موضعه.... أتمنى أن تشفع لمصر بركات أم النور وتجليات أنوارها الساطعة فوق  قباب كنائسها وأديرتها  ورفات الآلاف من قديسيها من مرقس الرسول والأنبا بولا السواح إلى مثلت الرحمات البابا شنودة وقديسة عصرها  أم الغلابة وجوهرة السماء الأم تماف ايريني ...
 
Assassi_64@hotmail.com


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter