الأقباط متحدون - كلمة في بعض حقائق الإيمان 1-3
أخر تحديث ٠٥:٥٠ | الاثنين ٧ مارس ٢٠١٦ | ٢٨ أمشير ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٦٠ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

كلمة في بعض حقائق الإيمان 1-3


بقلم : جميل جورجي

قال محدثي: هل لازلت تؤمن أن الله حقيقة؟، ألا يمكن أن يكون من صنع خيال رجال الدين؟، فنحن لا نراه ولم يره أحد، قلت: يمكنك أن تنكر وجود الله، ولكن هناك حقيقة لا تقدر أن تنكرها، قال: وما هي؟ قلت: الموت، هل تنكر وجود الموت؟، وهو الأمر الذي لا يقدر أن يفلت منه أحد، قال: حقا لابد لكل إنسان أن يموت مهما طال عمره، قلت: ماذا وراء الموت؟

من يتحكم فيه فيأمره أن يأخذ هذا الآن ويترك ذاك؟ بلا شك هو الله، وأيضًا من الذي أوجد الأرض والشمس والقمر والنجوم والإنسان والحيوان والنباتات والبحار والأنهار والجبال...الخ، بنظام بديع وحكمة عالية؟ بلا شك هو الله تبارك اسمه وعظمت قدرته.

الله الواحد:
قلت لمحدثي: الله واحدٌ، هذه حقيقة لا ينكرها عاقل، فالله له المجد موجودٌ في كل مكان، فإذا تخيلنا وجود إله آخر، فأين سيحل الآخر؟!

وأيضا الله قادرٌ على كل شيء، فلابد أن يقدر على الآخر، فلا يكون الآخر إلهاً، وهكذا الله خالق كل شيء، فلابد أن يخلق الآخر، لذا لا يكون الآخر إلهاً، إذن العقل لا يقبل إلا إلهاً واحداً لا شريك له، هذه الحقيقة لا ينكرها الشيطان، فالشياطين تؤمن أن الله واحدٌ، وإن كانت تخدع الناس بتعدد الآلهة.

الله الأزلي الأبدي:
هذا الإله الواحد الذي لا بداية له ولا نهاية، الأزلي الأبدي القادر على كل شيء، لابد أن يكون موجوداً عاقلاً حياً، هذه الصفات الثلاث أساسية ضرورية، منذ الأزل الموجود العاقل الحىّ هو الإله الواحد – نكرر الله الواحد لابد أن يكون منذ الأزل موجوداً، عاقلاً، حيّا (الله موجودٌ بذاته، عاقلٌ بكلمته، حيّ بروحه).

الثالوث القدوس ثلاثة أقانيم في جوهر واحد:
• الوجود أو الأصل هو الآب (أقنوم الآب)، وليس الأب بل الآب، بمعنى أب الآباء الأعظم أى أصل كل شئ.
• العقل أو الكلمة أو الحكمة هو الابن (أقنوم الابن) ، لأن الكلمة مولودٌ من الأصل وثابت فيه منذ الأزل.
• الروح هو الروح القدس (أقنوم الروح) روح الله، الروح القدوس، إذن الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .

ثالوث في واحد:
يوجد في الطبيعة أشياء كثيرة لها ثلاث مسميات أساسية وهي شيء واحدٌ، مثل الشمس لها: ذات الشمس أو قرص الشمس، وأشعة الشمس أو ضوءها، وحرارة الشمس؛ هي شمس واحدة، وأيضاً الإنسان جسد، وعقل، وروح، وأشياء أخرى كثيرة ثالوث في واحد ـ هذه كلها لتقريب المعني، لأن الله فوق مداركنا البشرية، ونحن نعرفه بعض المعرفة، فهو فوق العقل البشرى، وإلا ما كان هو الله، ونحن بالإيمان نفهم ما يعلنه لنا الله بروحه القدوس.

عقيدة التثليث:
قال محدثي: لماذا هذا التثليث؟ فلنقل الله واحد وكفى ـ ما فائدة عقيدة التثليث؟ قلت: إن قلنا أن الله واحد وكفي، يكون الله مجهولاً لنا ولا نتمتع به عن معرفة، لذلك قلت لمحدثي: أنت تعرف أن الماء يمكن تحليله بالكهرباء إلى غاز أيدروجين وغاز أوكسجين { يد 2أ ـ H2O }، فاذا جئت لفلاح بسيط يستخدم الماء في الشرب ورى المزروعات، وقلت له: إن هذا الماء يمكن تحليله إلى غاز اسمه أيدروجين وغاز آخر اسمه أوكسجين، والأيدروجين يمكن أن يشتعل ويحترق، وغاز الأوكسجين ضروري للاشتعال.

وقال الفلاح أنا لا أصدق ولا أفهم ذلك، أنا أعرف أن الماء هو الماء، فكيف يتحول إلى غاز يشتعل وهو الذى نطفئ به النار؟!!- إن عدم إدراك الفلاح لهذه الحقيقة لا ينفيها، كذلك عدم إدراك أى أحد لحقيقة الثالوث لا يلغيها ـ هذا مثال لتقريب المعني فقط ـ فالله روح بسيط لا يقبل التجزئة أو التقسيم وهو أعلي من مداركنا .

فوائد التعرف علي الثالوث القدوس:
إذا قال أحدٌ: نريد أن نتعامل مع الماء على أنه الماء وكفى، يكون قد حرم نفسه من مزايا تحليل الماء، وما تقوم عليه من صناعات، وسيظل متخلفاً ومن حوله يتقدمون، كذلك من ينكر حقيقة الثالوث، فإنه يحرم نفسه من بركات وعطايا جزيلة، قال: وما هي هذه العطايا؟، ما فائدة عقيدة الثالوث؟

ماذا نستفيد من معرفة الآب والابن والروح القدس؟، فلنقل الله واحد وكفى، لإجابة هذا السؤال الهام أقول الآتي:

أبوة الله :
• الآب هو جوهر الله مع صفة الأبوة، وهو الأب الكبير لكل الخليقة، وهو مصدر الحب والحنان والاهتمام والرعاية، فمن لا يعرف هذه الصفة في الله الواحد، يكون الله بالنسبة له المجهول البعيد الجبار المخوف فقط، ويصعب عليه الشعور بأبوة الله، وبالحب المتبادل بينه وبين الله، ويشعر أن الله سيدٌ كبيٌر جباٌر وهو عبدٌ صاغٌر، لكن الله يريدنا أن نتمتع بحبه ونبادله الحب، وبهذا فإن غير المؤمن بأبوة الله، يحرم نفسه من هذا الحب المتبادل، أليست هذه خسارة كبيرة؟!.

كلمة الله المتجسد :
• الابن هو جوهر الله مع صفة العقل، أو الكلمة معلناً للخليقة، وكتاب الله هو كلام الله مكتوبٌ لنا، فإذا جلست إلى كتاب الله أكون جالساً فى حضرة الله، وهذا لا ينطبق على أي كتاب آخر، فالذي لا يؤمن بكلمة الله أو عقل الله المعلن في كلمته، فكيف يقول عن الكتاب أنه كتاب الله؟، وبتعبير آخر إذا أردت أن أملي علي أحد رسالة، فكيف يمكن ذلك إلا بعقلي (ابن ذاتي) الحيّ بروحي، وأكون ملزماً بكلامي الذي خرج مني، فالذي لا يصدق أنني عاقلٌ (لي عقلٌ ثابت فيّ، يظهر في الكلام والأفعال)، فكيف يصدق أن المكتوب هو رسالتي؟

ونحن نؤمن بابن الله الذى هو كلمة الله وعقل الله وحكمة الله مستعلناً لنا، لذلك فالكتاب المقدس هو كلام الله لنا، ومن يجلس إلي الكتاب المقدس، يشعر أنه يجلس في حضرة الله، وربنا يسوع المسيح هو كلمة الله المتجسد، أو الله الظاهر فى الجسد .
• وكذلك فإن الله خلق الكائنات بكلمته، أي بابنه الذى هو عقل الله الناطق، أو نطق الله العاقل.

روح الحياة:
• الروح القدس هو جوهر الله مع صفة الحياة وهو روح الله، فالله حيّ بروحه، وروح الله هو مصدر كل حياة، وهو الذى يساعد على معرفة الله، وهو الذى يرشد ويقود من يؤمن به ويثق فيه إلى مرضاة الله، فإذا لم يؤمن الإنسان بروح الله، فلا تكون له به معرفة وشركة، وبالتالي فإنه يحرم نفسه من الله ولا يصل إليه، ويكون كالتائه فى صحراء بلا دليل، وهذا لا يمنع الروح القدس أن يقود إنسان غير مؤمن لتحقيق مقاصد الله.

◙ إذن لابد من معرفة الله أنه الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين، إنه امتياز أعطي لنا نحن المسيحيون في معرفة الله، الذي له المجد دائماً أبدياً آمين


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع