مع بداية الصوم الكبير علينا أن نقف قليلا مع أنفسنا لنقيم عبادتنا لله هل هى عبادة شكلية ظاهرية أم عبادة روحية حقيقية ، على أية حال الصوم فرصة لعبادة أقوى وأعمق بالله يجب ألا نفوتها .. 
 

القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "الصوم فرصة للعبادة الروحية" حدثنا عن مقومات العبادة الروحية الحقيقية وهى أولا: لابد أن تكون صادرة عن حرية واختيار ، فالله لا يحب أن ينفذ وصاياه عن إجبار بل يحب الذى يتوق الى فعل الخير بإرادته الحرة ، ثانيا: نابعة من الداخل ، صادرة من القلب والوجدان بحب واشتياق وليس مجرد عبادة ظاهرية شكلية كما يؤكد القديس يوحنا ذهبى الفم قائلا (لأن عبادتنا ليست بذبائح وعجول ودخان وشحوم ، وإنما بنفس روحية ، كقول المسيح "الله روح والذين يسجدون الله فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا").
 

ثالثا: العبادة الحقيقية صادرة عن اقتناع عقلى ، فالإيمان المدعوم بالعقل من خلال القراءة والبحث إيمان غير متزعزع ، رابعا: العبادة الروحية لكى تنمو وتستمر لابد أن تكون بلا انقطاع هكذا القوات السمائية تسبح الله بغير سكوت ليلا ونهارا ، علينا الاستمرار فى التسبيح والصلاة بعمق وحرارة ، خامسا: عدم الاعتماد على الذات ، فلا يكون الدافع لعبادتنا هو إرضاء الذات وتكون العبادة جسدية لا روحية ، عبادة وقتية ، متغيرة ، مشاعر نفسانية وليست روحانية "خلاصنا يقوم على عمل الروح". 
 

فترة الصوم فرصة لا تدعها تفوتك ، فرصة للتوبة ، فرصة للعبادة الروحية الحقيقية النابعة من القلب والوجدان والاحشاء ، فرصة للتقرب من الله أكثر وأكثر، فرصة للانتصار على الشهوات والغرائز وترويض الذات..