السفراء الإسرائيلين في مصر.. بعضهم جواسيس في زي رسمي.. أحدهم مصري المولد وأخر لبناني
أول سفراء إسرائيل طلب نقله بعد إصابته بالاكتئاب.. والسفير الحالي يُعرف باسم "رجل الموساد"
كتب - نعيم يوسف
يوم الثلاثاء 26 فبراير عام 1980م، ارتفع العلم الإسرائيلي على أحد المباني في شوارع ابن مالك في الجيزة، معلنًا إنشاء سفارة لإسرائيل في مصر أكبر الدول العربية، وذلك بناءًا على اتفاقية السلام بين البلدين، ورغم وجود سفراء رسميين لدولة الاحتلال إلا أن التعامل على المستوى الشعبي ظل ظل باردًا، ما جعل السفراء المتعاقبون، والذين جاء بعضهم من خلفيات جاسوسية استخباراتية يشعرون بالعزلة.. ونعرض في التقرير التالي هؤلاء السفراء، والفترة التي قضوها في القاهرة.
إلياهو بن أليسار
"إلياهو بن إليسار"، أو "إيلي جوتليب"، هو أول سفير إسرائيلي في مصر، وظل في منصبه عامًا واحدًا ثم خلفه موشيه ساسون عام 1981، بعد طلبه نقله من القاهرة بدعوى تعرضه للاكتئاب بسبب الوحدة والعزلة، حيث قال في مذكراته إنه خرج بـ3 أصدقاء فقط في القاهرة، من بينهم سائق سيارته المصري.
موشية ساسون
تولى موشية ساسون، منصبه في عام 1981، حتى 1988، وبذك يكون أكثر من شغل المنصب، وله تاريخ استخباراتي ملئ بالعنف والدماء، حيث تطوع قبل قيام دولة إسرائيل في كتائب الاستخبارات بعصابات الهاجاناه في القدس، وكان يتمتع بمعلومات غزيرة عن العرب، كما كان حتى عام 1948 مكلفًا بتكوين خلايا التجسس، وقام في ذلك العام بالتخطيط لهجوم استهدف مسرح إديسون في القدس، وخلال عمله في مصر شهد واقعة اغتيال الرئيس محمد أنور السادات؛ إذ كان يجلس على مقربة من الرئيس في المنصة عند اغتياله. وقد كتب ساسون عن هذه الواقعة في كتابه "سبع سنوات في أرض المصريين" الذي صدر عام 1992.
إسحاق شامير
وفي عام 1988 تولى المنصب في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة غير أنه ترك منصبه سنة 1991 لخلافه مع حكومة إسحاق شامير، التي كانت قد تولت السلطة حديثًا، وتفرغ للتدريس بجامعة تل أبيب.
إفرايم دوفاك
عمل "إفرايم دوفاك" سفيرا لدى القاهرة منذ 1991، ليكون رابع السفراء الإسرائيليين في مصر، لمدة عام واحد فقط، ثم نُقل بعدها إلى الهند ليصير أول سفير إسرائيلي لديها، وله كتاب بالإنجليزية بعنوان "العلاقات الإسرائيلية المصرية".
دافيد سلطان
عقب "دوفاك" تولى منصب السفير الإسرائيلي، "دافيد سلطان" وهو أحد اليهود المولودين في مصر، في منطقة مصر الجديدة بالقاهرة في 11 سبتمبر 1938، وقد كان نائبًا لرئيس قسم الشرق الأوسط بالخارجية الإسرائيلية سنة 1989، قبل أن يُنقل إلى القاهرة سفيرًا لدى مصر بين عامي 1992 و1996، ثم نُقل سفيرًا لدى كندا بين عامي 1996 و2000، ومن بين مؤلفاته "القاهرة وأورشليم: التطبيع بين إسرائيل والدول العربية ـ النموذج المصري".
تسفي مزئيل
شغل "تسفي مزئيل"، منصب السفير الإسرائيلي لدى القاهرة، عامي 1996 و2001، كما عمل سفيرًا لإسرائيل في كل من رومانيا والسويد، حيث عمل سفيرا لبلاده في القاهرة أثناء فترة إذابة الثلوج التي انتهت باندلاع حرب لبنان سنة 1982، في سنة 1996 عاد تسفي مزئيل إلى القاهرة سفيرًا لإسرائيل لدى مصر، حيث ظل خمس سنوات.
3 سفراء أهمهم "شالوم كوهين"
ما بين عامي 2001، وحتى عام 2005، تولى هذا المنصب سفيران هما جدعون بن عامي، وإيلي شاكيد، على الترتيب، ولكن الأخير لم يستمر في البقاء طويلًا، لم يتجاوز السنة، إذ تولى منصبه في السفارة عام 2004 وانهاه عام 2005، ثم تولى "شالوم كوهين" المنصب ما بين عامي 2005 وحتى 2009، ليكون تاسع سفيرا لإسرائيل في القاهرة.
إسحاق لـِڤنون
تولى إسحاق لـِڤنون المنصب من نوفمبر 2009 حتى ديسمبر 2011، وهو يهودي من أصل لبناني ولد في لبنان لتاجر يهودي لبناني وهو ابن الجاسوسة شولا كوهين كيشيك، التي اعتقلت في لبنان عام 1961 بعد أن عملت لمصلحة المخابرات الإسرائيلية مدة 15 عاماً، وكانت تأمل إسرائيل أن ينجح في تخفيف التوتر الناشئ بين وزارتي الخارجية في البلدين على خلفية رفض القاهرة استقبال وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان لتصريحاته الاستفزازية ضدها وضد الرئيس حسني مبارك، وقد كان دائم الشكوى من تجاهل المصريين له ورفضهم التعامل معه.
ياكوف عميتاي
عقب ثورة الخامس والعشرين يناير وبالتحديد في ديسمبر عام 2011، تم تعيين "ياكوف عميتاي"، وقد تم تعيينه خلفًا لـ إسحاق لفنون، الذي غادر القاهرة عشية مهاجمة متظاهرين مصريين للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة ليلة 9-10 ديسمبر 2011.
حاييم كورين
السفير الإسرائيلي الحالي لدى القاهرة هو "حاييم كورين"، وقد تم تعيينه عام 2011 في تركمانستان، لكن تم إلغاء تعيينه بعد أن رفضت عشق آباد استقباله معتبرة إياه عميلاً لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، وفي 2012 تم تعيينه سفيرا في جنوب السودان، وينسب له قيادة مهمة تحويل الدولة الوليدة إلى مستعمرة إسرائيلية، ويعرف بأنه "رجل الموساد"، وقد تم تعيينه منذ شهر سبتمبر عام 2014، ومن أشهر مواقفه لقائه مع البرلماني المصري السابق توفيق عكاشة الذي أثار جدلًا واسعًا في المجتمع المصري.