الأقباط متحدون - الديمقراطية القاتلة.. والممارسة الحرام في السياسة
أخر تحديث ٠٩:٠٢ | الخميس ١٠ مارس ٢٠١٦ | ١ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٦٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

"الديمقراطية القاتلة.. والممارسة الحرام في السياسة"


"الديمقراطية القاتلة.. والممارسة الحرام في السياسة"
كتب : نعيم يوسف
كان -وما يزال- الغرب يصدر لنا ما يحدث في ليبيا على أنه ديمقراطية ناشئة، ويوهمنا بآلاته الإعلامية بأن حشر التيارات الإسلامية المتطرفة في العملية السياسية هو ضربا من ضروب الحرية، ثم يعود بعد سنوات قليلة بآلاته العسكرية لكي يحارب الإرهاب، والإرهابيين الذين استحوذوا على ديمقراطيته القاتلة، التي منحنا إياها، وحولت أراضينا إلى أراض ملعونة من الله "تنبت شوكا وحسكا" ﻷنها مروية بدماء ملايين الأبرياء.
 
يثور الغرب وتكاد شعوبه تنفجر عندما تحاول الكنيسة التدخل في شئونه السياسية، ويسن آلاته الإعلامية والعسكرية، لمنعها من دخول الملعب السياسي خشية سيطرتها على الحكم باسم الدين، وهو ما فعلته سابقا وفي قدرتها تكراره، وهو أيضا ما أدي إلى رجعية الغرب -آنذاك- وتأخره، ولكن في نفس الوقت يساند ويبارك ويؤيد هذا الغرب هيمنة الإسلاميين على الحكم في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تأييده المطلق ﻹسرائيل التي يسيطر على حكمها اليمين الديني منذ سنوات.
أما عن الوضع في الداخل "فحدث ولا حرج" حيث يرى البعض من السياسيين، ومدعي التدين، أن المعارضة في وقتنا الحالي هي "رجس من عمل الشيطان"، وأن أي صوت أخر مختلف ليس إلا مخربا خبيثا متآمرا قابضا من أعداء الله والوطن، ويصفون الأصوات العاقلة التي لا تريد إلا وطنا تحكمه دولة القانون الذي يطبق على الجميع بأنهم قلة تريد تدمير البلاد.. وعجبي.. فأي بلد هذا يتدمر عندما يحكمه القانون!!! ويسوده العدل!!
 
ليس هذا فحسب بل يمارسون كل أنواع العهر السياسي في محراب كرسي المنصب، طمعا في نفحات الحاكم الإله الذي يصنعونه بأيديهم، لكي يستظلون بظل ألوهيته المزيفة، ولا يحاسبون على كل أنواع الممارسات الحرام التي يمارسونها في معابد سلطته، عيانا بيانا، جهارا نهارا، تحت مسمى منتج مزيف من الوطنية، ونسخة مقلدة من الديمقراطية.
 
يقف الشعب حائرا ما بين ديمقراطية الغرب القاتلة، والممارسات الحرام لمدعي الوطنية في الداخل، يقف فاقدا لصوت المنطق والعقل، باحثا عن بديل من نوع خاص، بعيدا عن طرق الغرب المخضبة بالدماء، وزيف الوطنية في الداخل، ينظر فيمن حوله، لعله يرى "مينا" جديدا قادرا على نهضته وصناعة أمجاده، ولا يلقي اللوم على الظروف، و"التركة الثقيلة" التي يتوارثها كل حكام مصر من محمد نجيب وحتى السيسي، ولا يفعلون شيئا إلا أن يزيدونها ثقلا، حتى ولو كانوا يفعلون ذلك بنية صادقة ووطنية مخلصة، بعيدا عن بحر الزيف والفساد والخداع حولهم .. إلا أن النتيجة واحدة حتى لو صدقت النوايا.. ولا يوجد "مينا" جديد يستطيع استعادة المجد إلا الشعب نفسه عندما يفيق من أوهام المؤامرات، ومخدرات الوطنية المزيفة "المكارثية" المنغلقة على نفسها.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter