توافق اليوم الحادي عشر من مارس ذكرى رحيل، منيرة المهدية، المعروفة باسم "سلطانة الطرب"، والتي كسرت تابوهات تحريم عمل المرأة في الفن، حيث كانت أول سيدة تقف على خشبة المسرح في مصر والوطن العربي، ونعرض في التقرير التالي أبرز النساء اللاتي واجهن نظره المجتمع للمرأة. 

 

تُعتبر منيرة المهدية، المولودة عام 16 مايو عام 1885، في قرية المهدية مركز ههيا التابع لمحافظة الشرقية في مصر، هي أول سيدة تقف على خشبة المسرح في مصر و الوطن العربي و أول مغنية عربية سجل لها اسطوانات موسيقية، وكان كبار السياسيين والأدباء في مصر وبلاد الشام والسودان يجتمعون فيه وفي بيتها، وقد أطلقت الصحافة اسم "هواء الحرية" على مسرح منيرة المهدية، ومن أشهر أعمالها "أسمر ملك روحي"، "يمامة حلوة"، و"إرخي الستارة"، وقد توفت في 11 مارس 1965. 

"بديعة مصابني".. لا يُعتبر اسمًا هامًا فقط في تاريخ الفن المصري، بل محطة هامة في تاريخ الكثير من الفنانين، فقد تمكنت الراقصة والممثلة الـ"لبنانية – تركية" الأصل، والتي عاشت حياتها في مصر، واستطاعت تكوين فرقة خاصة بها للرقص والتمثيل المسرحي بعنوان "فرقة بديعة مصابني"، حيث كانت هذه الفرقة أشبه بمدرسة تخرج فيها عدد كبير من فناني الغناء الاستعراضي ومن أبرزهم فريد الأطرش وتحية كاريوكا وسامية جمال وهاجر حمدي ومحمد الكحلاوي ومحمد فوزي، وقد ظلت تتزعم المسرح الاستعراضي نحو 30 عاما، ولكن اتهمها البعض بأنها امرأة كانت تفتح صالة للرقص والمجون، ولكن بديعة كانت تعاني من 3 عُقد، توفت في يوم 23 يوليو العام 1974 ماتت عن عمر يناهز الثانية والثمانين من عمرها، وتركت خلفها ميراثا فنيا كبيرا. 

أما "ببا عز الدين"، الراقصة المصرية المولودة في 7 أكتوبر عام 1916، فقد نافست بديعة مصابني بعد ما انضمت لفرقتها وصالتها المشهورة. تزوجت من ألفريد أنطوان عيسى، وعملت بالمسرح، وبكازينو الأوبرا، ومن أشهر أعمالها "ليالي الأنس"، "حجا والسبع بنات"، "أحلاهم"، "جمال ودلال"، والبيه المزيف، وقد توفت في 5 فبراير عام 1952. 

الراقصة المصرية نعيمة عاكف، التي ولدت في 7 أكتوبر عام 1929، بدأت بالعمل في "سيرك" كان لدى والدها، ثم انتقلت نعيمة إلى ملهي الكيت كات الذي كان يرتاده معظم مخرجي السينما، فالتقطها المخرج أحمد كامل مرسي وقدمها كراقصة في فيلم ست البيت، ثم أخرج لها 15 فيلماً آخرها فيلم أحبك ياحسن ثم تزوجت من المحاسب صلاح الدين عبد العليم وأنجبت منه ابنها الوحيد محمد صلاح الدين عبد العليم، وحصلت نعيمة عاكف علي لقب أحسن راقصة في العالم من مهرجان الشباب العالمي بموسكو عام 1958 ضمن خمسين دولة شاركت في هذا المهرجان، وتوفت في 23 أبريل عام 1966. 

أما "فاطمة رشدي"، فهي من رائدات المسرح والسينما المصرية وقامت بالتأليف والإخراج والتمثيل، على المسرح والسينما، كما كانت صاحبة فرقة مسرحية وهي فرقة فاطمة رشدي، واعتزلت الفن أواخر الستينات ومن أشهر أعمالها: "فاجعة فوق الهرم"، "تحت سماء مصر"، "الزواج والذي عرض"، "الهارب"، و"ثمن السعادة"، وقد توفت في 23 يناير عام 1996م. 

بدأت سامية جمال، في العمل مع فرقة "بديعة مصابني"، وفي عام 1943 بدأت بالعمل في مجال السينما حيث شكّلت ثنائياً ناجحاً مع الفنّان فريد الأطرش في عدة أفلام وقدّمت على أغنياته أحلى رقصاتها وأشهرها من خلال 6 أفلام شهيرة، وترددت شائعات عن علاقة بينهما، إلا أن الأطرش نفاها ثم تزوجت من رشدي أباظة، وقد عملت خلال ممارستها للرقص الشرقي لسنوات طويلة على تطوير أسلوب خاص بها، حيث تميز رقصها بالمزج بين الرقص الشرقي والرقصات الغربية، ومن أبرز أعمالها الفنية: "العزيمة"، "انتصار الشباب"، "ممنوع الحب"، "على مسرح الحياة"، و"خفايا المدينة"، وقد توفت في مطلع ديسمبر عام 1994.