الأقباط متحدون - الولايات المتحدة بين (حب ترامب) و(الخوف من ترامب)
أخر تحديث ٠٤:١٤ | الجمعة ١١ مارس ٢٠١٦ | ٢ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٦٤ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الولايات المتحدة بين (حب ترامب) و(الخوف من ترامب)


 تطرقت صحيفة "ايزفيستيا" الى مجريات الحملة الانتخابية في الولايات وبروز شخصية الملياردير ترامب، مشيرة الى انه شبه مرآة لأمريكا والأمريكيين، لذلك يثير عواطف البعض ومخاوف البعض الآخر.

وجاء في مقال الصحيفة:

الأمريكيون أنفسهم لا يفكرون بمثل هذا التوضيح البسيط، لأنهم لا يرغبون في رؤية انعكاس صورتهم في المرآة. وإلا كيف يمكن تفسير كون أشد خصوم وكارهي ترامب من أعضاء الحزب الجمهوري نفسه وقيادته، الحزب الذي ينتمي ترامب اليه؟.

افضل رد على هذا التساؤل هو "نحن لسنا هكذا". هذا الرد البسيط الذي يعبر عن عدم رغبتهم في رؤية انعكاس صورتهم في المرآة يساعد على توسع شعبية ترامب الذي يحب التباهي بكونه كسب حب "ملايين الناخبين". وهذا هو جوهر دور الزعيم السياسي عمليا المتضمن عكسَ مطامح الجماهير وتلمّس مطالبها وآمالها وما تحلم به.

شخصية ترامب تعكس مشاعر وأحاسيس الناخبين. فهو من جهة يجسد الحلم الأمريكي كونه صاحب امبراطورية بناء ومليارديراً وسابقا مقدم برنامج تلفزيوني ذي شعبية ومنظم مسابقات جمال ومحاطاً دائما بالممثلين والفنانين وعارضات الأزياء والحسناوات. حتى أن خصومه ومنافسيه يعترفون بعبقريته في الترويج لشخصه.

من جانب آخر، شعار ترامب الرئيسي في الحملة الانتخابية هو "سنعيد لأمريكا عظمتها"، وهو الشعار الذي يعبر عن الاحتجاج على من دمر هذه العظمة أو سلبها من مواطني الولايات المتحدة البسطاء.

ليس هناك أي شك في حقيقة تدني المستوى المعيشي للمواطنين الأمريكيين، حيث يؤكد علماء الاجتماع والاقتصاد بعد دراسات عديدة على ان جيل الشباب الأمريكي الحالي سيكون مستوى معيشته دون المستوى الذي عاش عليه آباؤهم لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث. فتزداد حاليا الهوة بين الأغنياء والفقراء، وتشتد التفرقة العنصرية مع استلام أول رئيس اسود منصب رئيس الدولة.

ويسبب هذا لدى أغلب الناخبين شعورا بأنه "لا يمكن الاستمرار في العيش هكذا"، وترامب يلعب على هذا الوتر الحساس وعلى مزاج المواطنين، مما تسبب في اتهامه بالعنصرية والأنانية وكره النساء.

ويعد ترامب المواطنين بـ "إعادة وظائف العمل الجيدة" التي في ظل السلطات الحالية صدِّرت الى الخارج، وبأنه سيدافع عن مصالحهم حتى لو تطلب الأمر بناء جدار على امتداد الحدود الجنوبية للبلاد وفرض قيود مؤقتة على منح تأشيرات دخول للمسلمين الى الولايات المتحدة، وهذا يلقى استحسانا من جانب الكثيرين. كما ان ترامب يقدم نفسه بنجاح كشخص يخوض مجال السياسة ليس بهدف تحقيق مكاسب شخصية، فهو من الناحية المالية لا يرتبط بأي لوبي، وتعود على قول الحقيقة كما هي بغض النظر عن قواعد اللياقة السياسية المتعارف عليها.

وليس ترامب هو المنافسَ الوحيد الذي يستخدم عدم رضا الناخبين عن الأوضاع الحالية في الحملة الانتخابية، فنفس الشيء يستخدمه منافسوه الجمهوريون بدرجات متفاوتة، وحتى المنافِسة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي، عموما، وحسب قول المحللين المحليين، تسعى الى الحفاظ على الوضع الراهن مع ادخال بعض الاصلاحات التجميلية. أما السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرس فيدعو دائما الى "ثورة سياسية" وبالدرجة الأولى إجراء إصلاحات جذرية في نظام الانتخابات "الفاسد تماما".

على خلفية استمرار الجدال السطحي حول "ظاهرة ترامب" في الولايات المتحدة، ليس هناك وضوح تام فيما إذا كان البطل يقدر دوره في افتعال هذا الضجيج، على الرغم من ان وسائل الاعلام المحافظة تشير الى ان كل ما يقوم به ترامب في الحملة الانتخابية مخطط له بدقة.

فبعد انتهاء المناقشات بين المنافسين الجمهوريين التي نظمتها قناة "فوكس نيوز" سأل مقدم البرامج بيل أورايلي، لماذا برأيه لا "يحبه رفاقه" في الحزب. فرد ترامب على ذلك بالقول: تشير نتائج الاستطلاعات أن 65 بالمائة من الجمهوريين يحبونه، لأنه لا يعمل على تقسيم الحزب، بل على توحيده. وانه ينقل الواقع كما هو.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.