الأقباط متحدون - حاكموا قبنوري
أخر تحديث ١٤:٣٣ | السبت ١٢ مارس ٢٠١٦ | ٣ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٦٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حاكموا قبنوري

حاكموا قبنوري
حاكموا قبنوري

بقلم :د. مينا ملاك عازر

يعيش في السجون المصرية البلتاجي المُحاكم بتهمة تعذيب مواطنين في رابعة والتحرير وغيرها، ولا يوجد البلتاجي وحده ولكن معه آخرين يضلعون في هذه القضايا التي تقوم على أنهم عذبوا ونكلوا بمواطنين، وفي نفس هذه السجون يعيش سجين احتياطي شاب مصري تهمته أنه يلبس تيشيرت عليه عبارة -واعذرنني عزيزي القارئ لاضطراري كتابة العبارة المؤسفة والمسفة والخطيرة- وهي "وطن بلا تعذيب" الشاب أجرم أنه يرفض التعذيب،  تخيلوا هذه الجريمة الفاضحة التي تكشف لأي أنسان أن الدولة المصرية تقوم على التعذيب وتتحالف مع البلتاجي، ولكن البلتاجي أجرم أنه لم يكن يرتدي الزي الميري أثناء تعذيبه ضحاياه لولا هذا لكان البلتاجي ومن معه في هذه التهم أحرار طلقاء.

ذلك يتزامن مع تهمة الحقوقي المحامي العظيم نجاد البرعي بأنه يحاول سن قانون ضد التعذيب، ويضغط على الرئيس للموافقة عليه، ويؤسس جمعيات ضد التعذيب فتعتبر جريمة كبرى، أنا أتفهم تماماً عمق الجريمة، لكن هل ترى حضرتك وهل نجاد البرعي ايضاً مع حفظ الألقاب مدركين لهول ما اقترفه السيد نجاد ومن معه؟ ذلك الجرم الذي أدى به أن يحقق معه أمام قاضي تحقيق للتوصل لحكم يناسبه على اقترافه تلك الجريمة الشنعاء.

أكيد لا حضرتك ولا حضرته تعرفون مدى خطورة ما أقدم عليه البرعي، أشرح لكم أنا في ظل نقص إمكانيات الشرطة المصرية المساعدة على التحري والتتبع، وهذه الإمكانيات أعني بها الإمكانيات الشخصية والإمكانيات التقنية، ولا داعي أن أتوسع في شرح الإمكانيات الشخصية، فلعلك تدرك تمام الإدراك قدرات بعض رجال الشرطة الذهنية التي بهرت الدراما المصرية في تصويرها حين دأبت على إيصالهم لمحل الجريمة آخر الحضور، وكأنهم آخر من يعلم، أما قدراتهم التقنية فحدث ولا حرج عن تناقص الكاميرات ووسائل التواصل والتتبع والمراقبة وغيرها، ويبدو أنهم غير قادرين على استخدامها مع أنهم يجيدون التعامل مع شركات الاتصال والإنترنت بقطعه، واذكر ما جرى في الثامن والعشرين من شهر يناير لعام 2011 لتتأكد من أن الشرطة قادرة على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة لكن ينقصها التكنولوجيا الخاصة بها التي تستخدمها الشرطة في شتى أنحاء العالم المتقدم، لذا تعتمد الشرطة المصرية على وسائل التعذيب لإجبار المتهم على الاعتراف إذا راوغ أو ماطل أو تلاعب بهم، فإن كان مجرم بحق اعترف وإن لم يكن اعترف أيضاً، تيجي حضرتك بقى بكل سذاجة عايز تجردههم من أهم وسائل التعرف على الجاني وهي التعذيب!!؟

وبناء على ما تقدم من شرح، أرجو أن يتسع صدرك بأن ابلغ عن جهة أخرى تعادي الشرطة المصرية ووسائلها للتعرف على المتهم، والقائمة كما قلت على تعذيبه أو تعذيب شركاءه أو من يعرفوه إلى أن يعترفوا، ولكن دعنا أولا نتفق على أنه لا جدال أن من أهم وسائل التعذيب المعترف بها في الدولة المصرية الميه والنار، فوسائل التعذيب التي تعتمد عليها كثيرة، فحرق السجائر الموجودة على جسد الشاب الإيطالي تشهد بأنه عُذِب، والماء استخدم ايضاً فى حالات كثيرة مثل ما تم مع الكاتب الكبير  مصطفى امين ، ولأن قبنوري ضد الميه وضد النار، فهو ضمنياً ضد التعذيب، لذا علينا محاكمته.

 

المختصر المفيد معاً لمكافحة التعذيب، ومعاونة الشرطة لاستخدام وسائل أرقى للتوصل للمتهم لرحمة المتهم والمشتبه بهم.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter