الأقباط متحدون - السعودية والكويت حواجز أم جسور
أخر تحديث ٠٧:٢٥ | السبت ١٢ مارس ٢٠١٦ | ٣ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٦٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

السعودية والكويت حواجز أم جسور

السعودية والكويت حواجز أم جسور
السعودية والكويت حواجز أم جسور

 بقلم : د. مينا ملاك عازر

أستطيع الجزم بأن الصورة التي تصدرت وكالات الأنباء الملتقطة لزعماء دول مصر والسعودية والكويت وقطر أثناء متابعتهم ختام فاعلية مناورات رعد الشمال لهي صورة كاشفة وملخصة للموقف العربي.
 
إذ جاءت الصورة مسجلة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من ناحية والأمير تميم أمير دولة قطر من ناحية أخرى ويتوسطهم ملك السعودية جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وأمير الكويت جابر الصباح، وهو ما يكشف عن تباعد مصري قطري رغم أنه قد يعيز البعض ذلك المشهد لأمور بروتوكولية، ولكن حتى وإن كان ذلك كذلك، فلا ريب في أن البروتوكول ودون أن يقصد كشف لنا عن الهوة والفجوة الكبيرة بين الدولتين مصر وقطر.
 
ولكن السؤال الحساس والأكثر أهمية في هذه اللحظة، ليس لماذا جلس الرجال الأربعة هكذا؟ وإنما أي دور يقوم به متوسطي الميدان بين طرفي الصورة هل هو دور الحاجز أم هو دور الجسر؟ وقبل الاستطراد في تلك الأطروحة، علي أن أوضح ثمة أمر هام وهو أن ما أقصده بمسألة الحاجز ليس المانع في التقارب فلا يمكن أن يكون هو دور الدولتين الكبيرتين أن يحدثا التباعد بين دولتين عربيتين مهما كانت أحداهما تعد دويلة مثل قطر لكن ما أقصده بلفظة الحاجز هو التحجيز بين طرفي صدام، فلنعد إذن لسؤالنا الذي نطرحه من خلال تلك الصورة الكاشفة سالفة الإشارة إليها، هل السعودية والكويت دولتين حاجزتين أم جسرين.
 
مسألة أن يكونا جسر للتقارب أمر محتمل بل هو مؤكد بحسب ما تناقلته الأنباء على مدار السنتين الماضيتين منذ رحيل الإخوان، إذ طالما تواترت الأنباء بخصوص محاولات عربية لإحداث تقارب مصري قطري بيد أن رؤى القناة القطرية "الجزيرة" تلك القناة الموجهة من القصر الأميري الموجه بدوره من قوى دولية، ومن وحي مصالح أميرية خاصة به، طامحة وطامعة في سيادة المنطقة، لعبت تلك الرؤى دور حاسم في إبقاء المسافات كما هي، بل تكاد تكون تتسع رغم المحاولات الحثيثة من الدول العربية لإسكاتها.
 
على كل حال لا جدال أن مسألة الجسر هي الأقرب، فلا احتمالية واردة أبداً لإحداث صدام بين مصر وقطر خاصةً في الصعيد العسكري اللهم إلا إذا اعتبرنا أن ما جرى بين جدران جامعة الدول العربية بعدم قبول قطر للسيد أبو الغيط مرشح مصر لأمانة الجامعة صداما،ً حينها يحتاج ذلك الصدام لدول حاجزة بين البلدين، وأعتقد أنه وبدون موافقة السعودية على الموقف القطري ما كان لقطر أن تتخذ مثل هذا المنحى، ما يدفعني هذا الظن إلى أن أترحم على الملك عبد الله الذي كان أكثر ممالئة للحق المصري، ومناوئة للبغي القطري، ذلك الموقف الذي وللآسف لا يتمتع به ملك السعودية الحالي مع كامل احترامي له، ولعل ذلك ما دار سراً بين الرئيس السيسي والملك سلمان في اجتماعهما المغلق على هامش حضور الرئيس السيسي لفاعلية اختتام مناورات رعد الشمال ما أثمر عن عودة قطر عن موقفها المتشدد حيال تولي السيد أبو الغيط لمنصبه الجديد الذي أهنئه عليه .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter