بعد ثلاثة أعوام من اختفائه، علمت سيدة فرنسية من تقارير إعلامية أن ابنها الشاب أصبح "متطوعا للتفجير الانتحاري" في تنظيم "داعش" بسوريا، وذلك بعد أن ظهر اسمه في الوثائق المسربة التي نشرتها صحيفة (تليجرف) البريطانية، والتي تحوي قوائم بأسماء المئات من عناصر التنظيم الإرهابي.
وبحسب (تليجراف)، لم تكن الأم وحدها هي التي لا تعلم بمصير ابنها، رومين سيرج جوزيف ديريج، طالب علم النفس السابق، إذ يظهر أن الشرطة والمخابرات الفرنسية لم تكن أيضا على علم بتطرفه، حيث لم يقم أحد بالاتصال بعائلته منذ اختفائه.
وظهر رومين ديريج، أو "خطاب الفرنسي" وفقا لما يسميه الجهاديون، في ملفات مجَمّعة بعناية تحوي بيانات تشمل اسم الشخص المنضم للتنظيم وعائلته وخلفيته، إضافة إلى أرقام هواتف أقربائه. وكانت (تليجراف) حصلت على قوائم تضم أسماء 1736 مقاتلا بالتنظيم من 50 دولة مختلفة، بينهم 16 بريطانيا.
ويُظهر ملف ديريج أنه من مواليد عام 1989 في مدينة "ميلوز" شرقي فرنسا، وأنه كان طالب علم النفس بالفرقة الثانية، وأنه عمل طبّاخا في أحد المطاعم قبل أن يتوجه لسوريا. كما يظهر في الملف اسم أمه، مانويلا، ورقم هاتف يخص عائلته، لكنه نص على أن "لا تتحدثوا إليهم حتى إذا مِتّ"، كما يكشف الملف أنه "متطوع كمفجر انتحاري".
وقالت والدته، التي لم تعلم بمصير ابنها قبل اليوم، إنها ليس لديها أدنى فكرة عن تحول ديريج للإسلام أو انتهاجه للفكر الجهادي، مؤكدة أنه "لابد أن يكون قد تعرض لغسيل دماغ".
وأضافت مانويلا، في اتصال هاتفي مع (تليجراف)، أنها "مذهولة؛ إنه هذا ليس مثله على الإطلاق. لقد كان صبيا رائعا يضع نفسه بين شخصين في مشاجرة، ليس من يبدأها"، لكنها أكدت صحة البيانت الموجود في استمارة الانضمام لـ"داعش"، فيما يتعلق باسمه وتاريخ الميلاد ودراسته.
كما أوضحت أنها لم تتلق اتصالات من الشرطة أو المخابرات منذ اختفاء ابنها، قائلة إن ذلك يعد "مفاجئا" لها، علما بأن فرنسا في الوقت الحالي في حالة طوارئ منذ هجمات باريس التي وقعت في شهر نوفمبر من العام الماضي وتمخضت عن مقتل 130 شخصا.
وأشارت إلى أن عائلته لم تره منذ يونيو 2013، حيث لم يكن في حالة عقلية جيدة، وكان متأثرا بشكل كبير بوفاة جدته ورسوبه في امتحانات السنة الثانية في جامعة "ستراسبورج"، فضلا عن معاناته "نكسة عاطفية".
وتابعت مانويلا: "لقد كان شخصا جيدا للغاية ولكن ضائع قليلا ولم نعرف كيف نساعده .. كان متقلب المزاج: يوم في الأعلى وفي الأسفل اليوم التالي.. قبل أن يغادر قال إنه لا يشعر بصحة في رأسه ويحتاج للذهاب لطبيب.. أندم أنني لم أذهب معه".
وزادت الأم: "كل مرة يرن الهاتف آمل أنه هو.. عدم الحصول على أي أخبار أثر فيّ بعمق.. في الواقع، فقط بالأمس علمت أنني مصابة بسرطان، مقتنعة أنه مرتبط باختفائه".
وحول السبب الذي جعله يترك رقم هاتف أمه مع شرط متناقض ألا يهاتفوها حتى إذا مات، قالت مانويلا: "بالنسبة لي، إنها بوضوح صرخة من أجل المساعدة .. هكذا أفسر هذا الأمر. هو شخص طيب أضعفته سلسلة من الأحداث .. يجب علينا أن ننقذه".
إلا أنها أعربت عن أملها في أن تكون تلك المعلومات خاطئة، قائلة: "ربما تكون بطاقة هويته قد سُرقت.. ربما ليس له علاقة بكل هذا"، مشيرة إلى أنها ستتصل بالسلطات الفرنسية للمساعدة في تعقب ابنها.