"الخوميني" سيطر على ثورة الشعب.. وانتهك حرياته وفرض الحجاب.. وقتل المعارضين
كتب – نعيم يوسف
وقف برلماني إيراني، منذ أيام قليلة بين مؤيديه، وقال بحماس إنه "لا مكان في البرلمان، للحمير والمهرات والقردة، والنساء"، وكان ذلك تزامنًا مع احتفال العالم كله باليوم العالمي للمرأة، الأمر الذي يلقي بظلاله على التغييرات الاجتماعية الخطيرة التي حدثت في إيران بعد قيام الثورة الإيرانية والتي سُميت بـ"الإسلامية".
بعد عودته من المنفى في عام 1979، وقف آية الله مرتضى مطري، والمعروف باسم "آية الله الخوميني" بين الآلاف من أنصاره وصاح قائلًا: "سأحدد نوع الحكومة المقبلة حيث تكون حكومة للشعب وسأصفع الحكومة الحالية"، وكانت هذه الجملة بداية سيطرة الإسلاميين على ثورة الشعب الإيراني، وما وقع بعدها من قتل وسجن وتعذيب المعارضين، والتغييرات الجذرية في المجتمع والتي حولته إلى مجتمع منغلق ديكتاتوريًا باسم الدين.
حكم الشاه.. مقابل ولاية الفقيه
سياسيًا.. حاول الشاه إيران في أواخر حكمه ترسيخ القومية التاريخية لإيران، المستندة على الإمبراطورية الفارسية القديمة، ولقب نفسه بـ"شاهنشاه" أي "ملك الملوك"، في حفل تتويج عام 1976، بينما حول "الخوميني" مطالب الشعب الإيراني بالحرية إلى دولة "ولاية الفقيه"، وفيها "ينوب الولي الفقيه عن الإمام الغائب في قيادة الأمة وإقامة حكم اللّه على الأرض".
من الحداثة.. إلى الانغلاق
أما اجتماعيًا فقد سعى "الشاه" إلى دفع بلاده نحو العلمانية والحداثة، فقد تم حظر ارتداء الحجاب والنقاب في الأماكن العامة، وشجع المرأة على الذهاب للمدارس، وكان يوجد اختلاط بين النساء والرجال، واتبع قطاع كبير من المجتمع الزي ومعايير الموضة الغربية، وكانت طهران مقصدًا سياحيًا لنجوم الرياضة والفن، كما مولت الحكومة بعثات الدارسين في أوروبا، وسعت إلى تعليم الأطفال في القرى الأكثر فقرا.
عقب الثورة الإيرانية أجبرت المرأة الإيرانية على ارتداء الحجاب والنقاب، كما مُنع الرجال من ارتداء الملابس الضيقة للرجال والسراويل القصيرة، ومع انتشار الانترنت دأبت الحكومة على حجب المواقع الإلكترونية السياسية والتحاليل الإخبارية الداخلية والخارجية.
باسم الإسلام.. انتهاكات حقوق الإنسان
ورغم قيام الثورة الإيرانية في الأصل ضد التعذيب وقمع الحريات في عصر الشاه، إلا أن نظام "الخوميني" معروف بانتهاك حقوق الإنسان بما يزيد على عهد الملكية سواء في التعذيب أو قتل المعارضين، حيث تقدر جماعات حقوق الإنسان أعداد المتظاهرين والسجناء السياسيين الذين قضوا نحبهم على يد النظام الإسلامي الجديد بعد سقوط الشاه بالآلاف.
الأقليات الدينية.. ممنوعة من الحياة
"ولاية الفقيه" سحقت الأقليات الدينية، وخاصة أتباع المذهب البهائي، حيث تم إعلانه على أنه "بدعة"، وتم إعدام أكثر من 200 من أعضاء الطائفة البهائية وسجن آخرون في حين حرم الآلاف من فرص العمل، والمعاشات التقاعدية، والأعمال، وفرص التعليم.