الأقباط متحدون - العدالة ياهووووووه
أخر تحديث ٠٠:٣٢ | الأحد ١٣ مارس ٢٠١٦ | ٤ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٦٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

العدالة ياهووووووه

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مدحت بشاي
لا شك أن للعدالة بكافة تعاريفها ووجوهها وتطبيقاتها يمثل حلم إعمالها آليات تحقيقها المطلب الأهم للبشر بشكل عام ، والضعفاء والأصاغر والبسطاء من أهالينا بشكل أكثر إلحاحاً وضرورة حيث لا سند معنوي أو مادي إلا طلب العون من الله القوي العادل ..

لقد بات الناس في بلادي يتابعون البرامج الإخبارية والصحف السيارة بحثاً عن أخبار تتعلق بصدور أحكام عادلة ناجزة يتم تنفيذها بشكل يؤكد لهم أن غضبهم في 25 يناير من نظام ظالم ، ثم ثورتهم على حكم فاشية دينية عبر ثورة 30 يونيه قررت أنه لا بشر غير أعضاء عشيرة الهم والنكد ، لابد أن يعقب ذلك بسط أجنحة العدالة على أرض المحروسة.. والعدالة الناجزة المبلسمة لجراح الناس في بلادي ..

بالأمس القريب طالعت الجماهير الخبر التالي : المؤبد ل31 إخوانياً والمشدد 15 سنة ل57 آخرين في " حرق كنيسة مارجرجس " بسوهاج .. ورأيت بعضهم يكاد من فرط سعادته أن يغني مع مطرب " بشرة خير " ، فعلى مدى أكثر من نصف قرن من الزمان تحدث مثل تلك الجرائم الإرهابية وفي الغالب لا وجود للجاني وإذا وجد من اشتبه فيهم لا تطالع أخبار محاكمات حقيقية ولا إصدار أحكام وإذا صدرت لا ينبغي السؤال ثم ماذا ؟!

ولعل حادث " كنيسة القديسين " الأبرز في الإشارة لحالة توهان مؤسسات الدولة بكل تاريخها العتيد رغم تغير الأنظمة والحكومات المتعاقبة  ، وخير شاهد على تلك الحالة على مدى ما يقارب 5 أعوام ، أكاد أتخيل طرطشات دماء الضحايا على جدران الكنيسة لازالت تصرخ ، وصيحات الكاهن الطيب المحب لشعبه " ماتخافوش ماتخافوش ماحصلش حاجة " فيساهم بحكمته في وقف حالة الهلع والخروج في تدافع مفزع كان يمكن أن يزيد من أعداد الضحايا ، وللآن ولا حس ولا خبر يطيب الخواطر ويمسح آثار الدماء التي غطت جدران الكنيسة وأسفلت شارعها !!

أما حوادث القتل الجماعي الجنائية على عبارات ومراكب الموت وقطارات الدم والنار وصالات حرق المبدعين وضحاياها الفقراء ، فالألم يعتصر قلوب الفقراء باعتبارهم دائماً هم وقود المحارق ووجبة الحيتان المفترسة !!

ماذا عساه أن يقول العبقري شارلي شابلن مصححاً مقولته الشهيرة " يموت أحد الفقراء فيغضب بعض الفقراء .. فتقوم الثورة .. تعصف بالاقتصاد .. يموت فيها باقي الفقراء " فالفقراء في بلاد التراجع الحضاري لا يموتون فرادى ، لأنهم باتوا هدفاً سهلاً لمصائد الموت اللعينة مرضاً في مستشفيات الألم ، أو في مواجهات مع أبناء داعش على أبواب الأضرحة والكنائس والمتاحف والمكتبات ، أو على مراكب الموت هرباً من ساحات القتل الجماعي .. أو الموت كمداً في دواوين النظم الحكومية الظالمة والقاتلة لأصحاب المهارات والإبداعات الخاصة ، أو حزناً على فلذات أكبادهم في مدارس الخوف والرعب والبلادة ..

إنها إذن العدالة التي يحلم بتحقيقها الملايين .. العدالة في النهاية هي الخير العميم لو يعرف الظالمون فهي التي تنظم العلاقة بين مفهومي الحرية والمساواة .. لقد كان للعدالة رموزاً وحكايات منذ عصور الحضارات القديمة عبر الأساطير والأشعار والمنحوتات والرسوم وثقت لإقامة الحكم العادل ..

ويتلاحظ تلازم نظرة الإنسان في تلك الحضارات للآلهة والكون والإنسان ، فارتبطت العدالة لديه بالنظام مثلما ارتبطت قيم الخير كلها به ، وارتبط الظلم بالفوضى مثلما ارتبطت قيم الشر كلها به ..

ويتلاحظ تلك العلاقة بين الشمس والأنشطة الحياتية اليومية ، فقد أعدها إنسان تلك الحضارات إلهاً للحق والعدل ، وكاشفاً للحقائق ، ووصولاً إلى تعاليم الأديان التي تُعد ثوابت إيمانية لهداية البشر كان للعدالة وأوصافها والدعوة لإعمالها النصيب الهام .. وللحديث بقية ..


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter