كتبت – أماني موسى
أثار قرار إقالة أو إعفاء المستشار أحمد الزند، وزير العدل السابق من منصبه إثر تصريحاته الأخيرة التي أعتبرها البعض مسيئة للرسول "ص"، الكثير من ردود الأفعال بين المؤيد والرافض، بين من يعتبر أن القرار صائب لأنه أهان الرسول الكريم، وفريق آخر يراها "ذلة لسان" أستغفر عنها وبينهم مشايخ وأزهريون، وفريق ثالث يرى إن قرار إقالته انتهاك لسيادة الدولة وأنه لا ينبغي أن تؤخذ مثل هذه القرارات تأثرًا بالفيسبوك والسوشيال ميديا، وإن ما حدث يعكس دلالة وتأكيد أن مصر دولة دينية في صورة مدنية... نرصد بعض الحوادث التي جعلت البعض يرى مؤخرًا أن مصر تتجه لعمق الدولة الدينية وحبس مفكرين وأقباط بتهم دينية تسمى "ازدراء الأديان".
إسلام بحيري يواجه الحبس بتهمة ازدراء الإسلام
واجه الكاتب والباحث إسلام بحيري، في ديسمبر الماضي، عقوبة السجن لمدة سنة بتهمة ازدراء الإسلام، وذلك بعد أن تم تخفيف العقوبة من خمسة أعوام إلى سنة.
وكان المحامي محمد عسران، قد أقام دعوى ازدراء الأديان ضد إسلام بحيرى، وعليه صدر الحكم ضده.
يذكر أن عدد من أنصاره قاموا بتنظيم مظاهرات احتجاجًا على حبسه.
وجاءت حيثيات الحكم "إنه ثبت في يقين المحكمة أن المتهم "إسلام بحيري" عكف على بث أفكار متطرفة تحت ستار الدين، عن طريق استغلال حلقات برنامجه التلفزيوني "مع إسلام" وتدويناته على مواقع التواصل الاجتماعي والندوات العامة التي أعتاد خلالها التشكيك في ثوابت الدين الإسلامي والسنة النبوية المطهرة، بزعم تجديد الخطاب الديني والتنوير".
فاطمة ناعوت تواجه الحبس للسخرية من شعائر ذبح الأضاحي
قضت محكمة جنح الخليفة بالحبس 3 نوات وغرامة مالية قدرها 20 ألف جنيه، للكاتبة فاطمة ناعوت لاتهامها بازدراء الأديان.
وكانت ناعوت قد أحيلت إلى محكمة الجنح بتهمة ارتكاب جريمة ازدراء الإسلام والسخرية من شعيرة إسلامية وهى "الأضحية"، من خلال تدوينة لها على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، قالت فيه أن هذا الذبح يعد أذى للحيوانات.
حبس أربعة أطفال مدة خمس سنوات بعد نشر فيديو مدته 32 ثانية
يواجه الآن أربعة أطفال بقرية بني مزار بالمنيا، عقوبة بالحبس لمدة خمس سنوات بعد تداول مقطع فيديو لهم مدته 32 ثانية يسخرون فيه من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" حيث يقومون بأداء الصلاة ثم ذبح البشر.
وبحسب بيان المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، أن الفيديو تم تصويره منذ عام 2014، وفقد أحد الأطفال شريحة تليفونه المحمل عليها هذا المقطع، الذي وقع في يد أحد أبناء القرية فتفجرت الأحداث لتصل بهم إلى مواجهة الحبس مدة خمس سنوات، على أن يتم إيداع أحدهم مؤسسة الأحداث لعدم بلوغه السن القانوني.
يذكر أن منظمة هيومن رايتس ووتش قد أصدرت بيانًا استنكرت فيه حبس أربعة أطفال أقباط بتهمة ازدراء الأديان وطالبت السلطات المصرية بالإفراج عنهم وإلغاء الحكم.
حبس الكاتب كرم صابر بعد رواية "أين الله" استنادًا لشهادة الأزهر
حيث قام مجموعة محامين من المنتمين للتيار السلفي، وعلى رأسهم محمد سيد طنطاوي، المحامي ببني سويف، برفع دعوى قضائية ضد الروائي كرم صابر، بعد صدور مجموعته القصصية "أين الله" في أبريل 2011، قالوا أنها تحرض على الإلحاد.
وفي 2014، أيدت محكمة "ببا" الجزئية، سجن الكاتب كرم صابر إبراهيم، لمدة 5 سنوات، بتهمة ازدراء الأديان والعيب في الذات الإلهية، واستندت في حكمها إلى شهادة الأزهر الشريف.
وعلق صابر على حكم سجنه، أنه لم يتوقع أن يتفاقم الأمر إلى هذا الحد خاصة أنها رواية، ولكن أدلة الثبوت أعتمدت على شهادة مخبر أمي لا يجيد القراءة والكتابة، أكد أن روايته تزدري الأديان وتمس الذات الإلهية.
حبس كيرلس شوقي 6 سنوات بعد نشر صور على الفيسبوك
في مايو 2014 أحالت نيابات الأقصر، الشاب كيرلس شوقي، 19 سنة، إلى محكمة الجنح، بتهمة ازدراء الأديان.
وذلك بعد نشره صور أعتبرها أهالي قريته بالمحاميد بحري أرمنت بالبر الغربي بالأقصر، مسيئة لرسول الإسلام، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك.
وتجمهر الأهالي أمام منزل الشاب القبطي، وقاموا برشقه بالطوب والحجارة، وتحركت قوات الأمن لاحتواء الموقف وتم الحكم عليه بالحبس لمدة 6 سنوات.
2 أبريل.. الحكم على الشيخ محمد حسان بتهمة ازدراء الإسلام
ومن اللافت أن أحد أهم مشايخ السلفية بمصر لم يسلم من دعاوى الاتهام بازدراء الأديان، حيث حجزت محكمة جنح أول أكتوبر، برئاسة المستشار خالد خضر، الدعوى المقامة ضد الشيخ محمد حسان والمتهم فيها بازدراء الإسلام، لجلسة 2 أبريل المقبل.
ويواجه حسان تهمة ازدراء الإسلام بسبب فيديو تم بثه عبر موقع اليوتيوب، عن قصة زواج الرسول (ص) من أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد، قال فيها: "إن والد السيدة خديجة كان يرفض تزويجها من الرسول صلى الله عليه وسلم لكونه يتيمًا، فصنعت السيدة خديجة طعامًا وشرابًا ودعت أباها وزمرة من قريش فطعموا وشربوا حتى ثملوا، وقالت خديجة لأبيها إن محمد يخطبني فزوجني إياه فزوجها".
حبس مدرس قبطي 3 سنوات لتصويره مقطع فيديو 30 ثانية
قضت محكمة جنح بنى مزار، بحبس المدرس القبطي جاد يوسف، لمدة 3 سنوات بتهمة ازدراء الأديان، على خلفية تصويره مقطع الفيديو للطلاب الأربعة الذي تم بثه عبر موقع اليوتيوب للسخرية من تنظيم داعش الإرهابي، والذي بلغت مدته 30 ثانية.
الجدير بالذكر أن د.وجدي ثابت غبريال، أحد أساتذة القانون بفرنسا، قد أوضح في تصريحات سابقة لـ الأقباط متحدون، أن قضايا ازدراء الأديان لا تتم عن طريق الجنحة المباشرة، بل يجب تحريكها من قبل النيابة بنص المادة ٦٧، هذا فضلا عدم جواز توقيع عقوبات سالبه للحرية أيضًا وفقًا لنص ذات المادة الدستورية، لافتًا إلى أن إصدار أحكام بالحبس في مثل هذه القضايا هو مخالف للقانون والدستور.
وهذه المواد هي:
المادة 64
حرية الاعتقاد مطلقة، وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية، حق ينظمه القانون.
المادة 65
حرية الفكر والرأي مكفولة، ولكل إنسان حق التعبير عن رأيه بالقول، أو الكتابة، أو التصوير، أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر.
المادة 67
لا يجوز تحريك الدعاوى لوقف أو مصادرة الأعمال الأدبية أو الفنية أو الفكرية أو ضد مبدعيها إلا عن طريق النيابة العامة.
تنتهي السطور ولكن لم ولن تنتهي مثل تلك الحوادث طالما أن هناك قانون ازدراء الأديان الذي يرفع في وجه المخالف، وكان أخرهم وعلى غير توقع هو وزير العدل شخصيًا الذي لم يفلت من مقصلة هذا القانون.