البابا فتح الطريق أمام المرأة لكي تدخل الدراسات اللاهوتية.. وسعى لإنشاء صحافة كنسية
كتب - نعيم يوسف
تمر غدًا الثلاثاء، الذكرى الرابعة لنياحة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، البابا الـ117، في سلسلة بابوات الإسكندرية، والذي اشتهر بكثرة تعاليمه، وتعليمه لأبنائه في الداخل والخارج، ومات أول بطريرك يعقد لقاءًا أسبوعيًا مع شعبه، وبهذه المناسبة نعرض في التقرير التالي أبرز أفكاره التي طرحها في كتبه وعظاته وتعاليمه.
الاحتجاز.. والتأليف
بالإضافة إلى مئات العظات، يقول القمص إشعياء ميخائيل في كتابه "الفكر الرعوي للبابا شنودة"، إن الأخير ألف -حتى سبتمبر عام 2001- نحو 126 كتابا، وكانت أكثر فترات حياته إنتاجًا للكتابة والتأليف فترة احتجازه في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، والتي استمرت من 1981، حتى 1985، وبلغ عدد الكتب التي ألفها في هذه الفترة نحو 16 كتابا.
كتب التراث المسيحي
يُعتبر البابا شنودة الثالث من أوائل الذين طالبوا بتحديث وتنقية كتب التراث الديني المسيحي، والكتب التاريخية، داعيًا إلى إعادة "تحقيقها" -حسب تعبيره- لافتًا إلى أن هناك العديد من الكتب وقصص القداسات التي يظهر فيها الرسل والمسيح ووصفها بأنها "حاجات خيال"، مشيرا إلى أن هناك العديد من المعجزات المبالغ فيها، وفبركة سير الشهداء، وهذا موجود في كتاب يُسمي "الدفنار" ويتم قراءته في دير المحرق، نافيًا ما يتردد من إقامة قداسات في السماوات، لافتا في نفس الوقت إلى أن هناك بعض الكهنة يخترعون الإجابات لأنهم يعلمون أنه ليس من مراجع.
المرأة في فكر البابا شنودة
يقول القمص أشعياء ميخائيل، إن البابا شنودة أدخل فكرًأ خاصًا -لم يكن مستحدثًا- بالنسبة للمرأة ووضعها في الكنيسة، قد سًمح لها لأول مرة بالدراسة في الكلية الإكليركية، ولكن هذه الدراسات اللاهوتية لم تدخل الفتاة إلى الكهنوت، وعندما سُئل البابا عن سبب السماح للفتيات بذلك رد قائلا: "ينبغي لكل فتاة أن تعرف دينها لكي تستطيع أن تربي أولادها عندما تتزوج تربية دينية نافعة لإعداد مجتمع صالح".
كما سمح البابا خلال عهده للفتاة بالدخول في حياة "التكريس" حيث أقام شماسات، بالإضافة إلى رهبنة البنات، والسماح لها بالدخول إلى عضوية مجالس الكنيسة، وكان يسعى إلى الإعداد الروحي والتربوي الديني الجيد للفتاة نظرا لتأثيرها كزوجة وأم في المجتمع، بهدف خدمة الكنيسة والمجتمع، وقد كتب البابا كتبا كثرية في هذا المجال.
البابا والصحافة
تنبه البابا شنودة جيدًا إلى الدور المتنامي للصحافة، ونشر الصحافة الكنيسة، وعلى رأسها مجلة الكرازة، بالإضافة إلى كتاباته الأخرى في الصحف الأخرى مثل الأهرام، ووطني، ومجلة المنتدى التي يصدرها مجلس كنائس الشرق الأوسط، وقد ركز في كل ذلك على خلق وعي روحي وانتمائي للكنيسة، وربط الكنيسة الأم بكنائسها في مختلف أرجاء العالم، بالإضافة إلى كتاباته المرتبطة بقضايا الوطن، مثل مقاله المنشور في مجلة أخر ساعة عدد 2 يناير عام 1991، والذي جاء تحت عنوان: "البابا شنودة وأمنيات العام الجديد. المعنى الحقيقي للسلام".
رسالة إلهية في كتبه
يرى القمص أشعياء ميخائيل، إن الكتب التي أصدرها البابا شنودة، تميزن "بالبساطة مع العمق ووجود رسالة إلهية في كل كتاب"، مضيفا، أن "قراءة كتب قداسة البابا المعلم تضع بصمات روحية على القلب فتحول الكثير من سلوكيات القارئ"، وقد تميزت بـ"سهولة الفهم، عمق المعنى، إنها تلمس الحياة الشخصية للإنسان"، و"الشبع الروحي وسد الاحتياجات".
أسئلة الناس
من خلال الأسئلة التي كان يتلقاها البابا في الاجتماعات الروحية التي يعقدها، والتي جاءت تحت عنوان "سنوات مع أسئلة الناس"، تمكن البابا من التعرف على الأمور التي يحتاجها الشعب، وهمومهم ومشاكلهم، وكانت عبارة عن صلة بينه والرعية.